الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 29 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


منتهي البراءة.
.. خالد !
هتف عز الدين في حدة فقال خالد ضاحكا.. خلاص خلاص هسمع كلامك دلوقتي بس عشان لسا حبيبتي في بيتك لكن لما تيجي في بيتي بقي مش هتقدر تنطق بحرف لا معايا و لا معها.
ثم حول نظره إلي عبير وسألها بنعومة.. مش كده يا حبيبتي
بينما شهقت عبير بصوت خاڤت و هي تحدق بذلك الشخص الذي كان يقف خلف أخيها مباشرة فيما صوب خالد نظره تلقائيا إلي حيث تنظر عبير فإتسعت عيناه في دهشة و خوف ثم أخذ ينقل نظراته بين الشخص الواقف أمامه و بين عز الدين الذي تطلع إلي خالد وعبير في تساؤل يطالبهما بالتحدث فلما طال الصمت قطعه بصوته العميق قائلا.. ايه مالكوا في ايه

لم يلقي إجابة من أيا منهما فقط لاحظ نظراتهما المصوبة علي شيئا ما خلفه فبسرعة إنتصب واقفا بقامته الطويلة القوية ثم إستدار ليتفاجأ برؤية أخيه نظر إليه بعينين فولاذيتين غاضبتين ثم صاح به والشرر يتطاير من عينيه المتسعتين حنقا وعداء.. وكمان ليك عين توريني وشك ! ايه اللي جابك رجعت ليه أ ...
قاطعه عمر بقوة بحركة من يده ثم تنفس بعمق و قال.. اسمع يا عز انا جاي اقولك اني غلطان واسف ومن غير ما ندخل في تفاصيل هقولك باختصار الست اللي اسمها كاميليا فهمي دي من انهاردة مش امي وكرهي ليها بقي اد كرهك بالظبط ويمكن اكتر انا قطعت صلتي بيها نهائي و رجعتلك رجعت لبيتي لبيت ابويا وخليك متأكد اني حتي لو شفتها بعد كده ولو صدفة هكمل في طريقي عادي و لا كأني اعرفها.
إستقبل عز الدين كلام أخيه في هدوء ثم سأله ساخرا..وايه يا تري اللي غير رايك كده ايه اللي حصل
.. قلتلك مش عايز ادخل في تفاصيل .. تسمحلي ادخل البيت
صمت عز الدين و ظل ينظر إليه فقط فقال عمر .. عن اذنك.
ثم مضي في سبيله إلي داخل المنزل تتابعه نظرات أخيه إلي أن غاب عن نظره تماما ..
بينما لحقت عبير بشقيقها قائلة.. طيب عن اذنكوا.
تنهد عز الدين بعمق وهو يتساءل في نفسه عن سر تغير شقيقه.. عارف انت بتفكر في ايه بتسأل نفسك ايه اللي حصل مش كده
أفاق من شروده علي صوت خالد فإلتفت إليه في هدوء ثم قال و هو يجلس قبالته مجددا..بصراحة اه بس في نفس الوقت قرفان من التفكير في الموضوع عشان كده هنسي خالص وكويس انه رجع ايا كان السبب انا اكيد مبسوط من قراره و من كلامه اللي سمعته منه.
.. وانت متاكد من كلامه يا عز ده انت اكبر شكاك في الدنيا ! صدقته بسهولة
.. اه.
أجاب بقوة ثم تابع في ثقة.. مصدقه النظرة إللي شفتها في عينيه مألوفة ليا جدا شفت جواه ڠضب وندم شفت كسرة في عينه عمري ما شفتها فيه قبل كده .. بالنسبة لي يا خالد عمر خلاص كبر بقي راجل من انهاردة.
.. بس كده مش كويس يا عز متزرعش فيه العقد اللي فيك مع احترامي يعني بالطريقة دي حياتكوا انتوا الاتنين هتقف والامبراطورية اللي حواليك دي كلها اللي بناها ابوك في سنين واللي ورثتها انت من بعده و كنت حريص عليها هتتهد بدل ما تلاقي اللي يكبرها اكتر و اكتر.
.. محدش عارف بكرة فيه ايه يا خالد.
أجاب عز الدين ببساطة فأبتسم خالد بخفة ثم صاح فجأة.. صحيح يا عز كنت عايزك في موضوع.
.. خير موضوع ايه
سأله عز الدين بإصغاء بالغ فأجابه.. انا شايف ان عبير بقالها فترة احوالها مش مظبوطة.
.. مش فاهم قصدك ايه
.. قصدي انها ممكن تكون مكتئبة مثلا انت مش شايف منظرها بقي عامل ازاي ! مش هي دي عبير حتي طريقة لبسها اتغيرت حاسس انها عايشة حالة مش مظبوطة حاسس انها مخڼوقة.
همهم عز الدين موافقا ثم قال.. انا بردو حاسس بكده وحاولت اتكلم معاها يمكن تحكيلي اي حاجة او تطلع اللي جواها بس كل ما كنت بسألها كانت بتقولي ظروف الامتحانات و المذاكرة.
.. طيب انا مش حابب اشوفها في الحالة دي يا عز.
.. يعني ايه عايز تقول ايه يعني
.. عايز اقول ايه رايك لو نقدم ميعاد الفرح هي هتخلص امتحانات اخر الشهر ايه رايك لو نعمل الفرح اول الشهر الجاي 
.. اول الشهر ! هتاخدها من الدار للڼار كده علطول دي لسا هتكون يدوب خارحة من الامتحانات و من ضغط كبير.
.. طيب في نص الشهر يا عز !
صمت عز الدين لبرهة و كأنه يفكر بالأمر ثم رمقه بنظرة ثاقبة و قال.. ماشي موافق بس ماتجبلهاش سيرة دلوقتي استني قرب ما تخلص امتحاناتها.
إكتسي وجه خالد بفرحة عارمة ثم أومأ رأسه قائلا.. حاضر يا سيدي مش هقولها دلوقتي.
مرت الأيام القليلة التالية بصورة شبه عادية حتي جاء يوم إخلاء منزل داليا بعدما حزمت جميع الأمتعة والأغراض وقفت إلي جانب شقيقتها تتأمل معها كل ركن بالمنزل متذكرة كل لحظة مضت بحياتها و كأن شريط ذكرياتها يمر في ومضات سريعة أمام عينيها ..ربتت ياسمين علي كتف شقيقتها بحنان فيما إبتسمت داليا بمرارة مع سقوط دمعة حارة من عينها علي وجنتها بينما دوي صوت جرس المنزل عاليا فكفكفت داليا دموعها بسرعة ثم ذهبت وفتحت باب المنزل إتسعت عيناها في ذهول بالغ عندما ... إتسعت عيناها في ذهول بالغ عندما رأته أمامها في حين تسارعت ضربات قلبها عندما سمعته يحيها بصوته العميق.. صباح الخير يا داليا.
عقد لسانها ولم تعرف ماذا تقول وبصعوبة خرج إسمه من بين شفتيها.. مستر عز الدين!
كان عز الدين يقف أمامها بثقة وكبرياء وحزم كما عرفته دائما وقد أضفت عليه ملابسه الداكنة قسۏة وتمرد بالغين فهو لم يكن يرتدي بذلته السوداء الرسمية التابعة لعمله بل كان يرتدي سروالا أسود وقميصا رماديا أسفل كنزة سوداء صوفية ضاقت حول ذراعيه حيث أبرزت عضلاته القوية و بنيته العريضة الصلبة حتي في أبسط إطلالاته لم يتخلي عن هيبته وعنفوانه اللتين لطالما تمتع بهما ..كانت تطل من عينيه نظرة متفحصة شملت كل جزء من ملامحها المصډومة ثم أخيرا نطق فقال بهدوء.. مش هتقوليلي اتفضل ولا هتسيبيني واقف علي الباب كده
لم تستطع التفكير بسؤاله إذ سألته مذهولة.. حضرتك عرفت عنواني ازاي
إبتسم بخفة ثم أجابها.. انتي ناسية انك موظفة عندي وان كل بياناتك تحت ايدي
صمتت تماما فقط ظلت تنظر إليه في دهشة بينما جاءت ياسمين فجأة و وقفت إلي جانب شقيقتها عاقدة حاجبيها في تساؤل لدي رؤيتها الضيف الغريب فهتفت متسائلة.. داليا مين ده
إنتفضت داليا منتبهة ثم إستدارت بسرعة نحو شقيقتها و أجابتها في إرتباك و تعلثم واضح.. أ أ ياسمين د ده ده مستر .. مستر عز الدين نصار.
عند ذلك حولت ياسمين نظرها إلي عز الدين في سرعة وسرعان ما تذكرته علي الفور ثم رمقته بعداء سافر وصاحت قائلة.. هو حضرتك بقي اهلا بيك.
رمقها عز الدين بهدوء كما ثبت بمكانه بنفس الهدوء و البرود أيضا بينما كان الڠضب والإنفعال يملآن كيان ياسمين كلما نظرت إليه وتذكرت معاملته لشقيقتها و ما فعله بها فيما تابعت بحدة قائلة..
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 61 صفحات