حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
امرك يا انسة
مضت ياسمين إلي القول في بساطة و إيجاز.. عايزين اوضة بسريرين من فضلك.
.. بس كده انتي تؤمري كام ليلة يا قمر
رمقته داليا بإزدراء و كم أشعرتها كلماته بالغثيان فيما أجابت شقيقتها بجمود.. لأ خلي الحساب مفتوح احنا ان شاء الله مش مطولين هنا بس لسا مش عارفين هنمشي امتي.
.. ان شاء لله تقعدوا العمر كله يا حلوة و الله هتنورونا.
أجابه بإحترام فأمره المدعو فتحي بفظاظة أن ينقل حقائب الزائرتين إلي إحدي الغرف بالطابق العلوي أطاعه الصبي في هدوء مسالم بينما كانت عيناه تتفحصان الجسدين اليافعين بوقاحة فضبطتهدالياو قطبت حاجبيها پغضب فمنحها إبتسامة زادتها نفورا و إشمئزازا ... !
قال خالد ذلك متذمرا و هو يباشر شي اللحوم فوق ألسنة اللهب الحديدية بينما عنفه عز الدين قائلا.. اسكت شوية بقي و ركز في اللي بتعمله.
رمقه عز الدين في حدة قائلا.. خالد ! بلاش صداع بقي خلاص قربنا نخلص.
أفاق عز الدين من شروده علي صوت خالد فنظر إليه في هدوء ثم قال.. اه واخدة اجازة.
قطب عز الدين حاجبيه قائلا.. طب معلش هنتصرف من بكرة هننزل اعلان في الجرايد و نعمل مقابلات شخصية لحد ما نلاقي السكيرتيرة المناسبة.
.. ليه انت فصلتها و لا ايه
سأله خالد بإستغراب بالغ ببنما أجاب عز الدين متملصا من إبداء رأي قاطع.. مش بالظبط كده.
صمت عز الدين مترددا لكنه بالنهاية أعلن في هدوء.. انا هتجوز داليا عشان كده خليتها تسيب الشغل.
جحظت عينا خالد وإتسعت في ذهول و كأن صدمة عڼيفة أصابته و بجهد إستطاع أن يقول.. قلت ايه يا عز
.. قلت انا هتجوز داليا عشان كده خليتها تسيب الشغل.
خيمت لحظة من الصمت كان خالد يحاول فيها إستيعاب ما سمعه للتو بأذنيه ولكن الأمر بالنسبة له كان أكثر صعوبة علي التصديق بل أن تصديقه محال ! يبنما قرأ عز الدين في ملامح خالد علامات الشك والإرتياب في كل كلمة تفوه بها فضحك بخفة مستمتعا بحيرته و عدم تصديقه ثم قال.. ايه يا خالد مالك للدرجادي مصډوم مش انت دايما اللي كنت بتقولي لازم اتجوز عشان يبقالي ولاد يشيلوا اسمي و اسم العيلة من بعدي
أجابه خالد بوجوم أثر صډمته و إندهاشه.. بس ماتخيلتش انك هتعملها ابدا ! لأ وداليا!
.. مالها داليا
عاد اللون إلي وجه خالد فأجابه بلهجة هادئة.. مالهاش بس اشمعنا هي بالذات يعني
.. صدقني مافيش اسباب معينة انا بس فكرت في كلامك و فكرة ان يكونلي ولاد هي اللي اثرت عليا عشان كده كانت هي اول واحدة جت في بالي اولا هي حلوة اوي ثانيا و ده الاهم انها هتكون مطيعة وبتسمع الكلام هقدر اسيطر عليها بعني.
عند ذلك همهم خالد بتفهم قائلا.. هممم قول كده بقي انت اختارتها عشان حلوة يبقي اكيد عرضت عليها عرض من عروضك ورفضت فرفضها زاد من تصميمك عليها ده اول سبب و تاني سبب عشان تفرض سيطرتك عليها لانك متاكد ان شخصيتها ضعيفة و مش هتقدر تقف قصادك.
لم يظهر أي تعبير علي وجه عز الدين الجامد و كأنه يعترف بصدق قول خالد الذي قال بصوت يخالطه الإعتراض والإعجاب الدفين.. اد ايه انت ذكي يابن عمي مش سهل ابدا.
رمقه عز الدين بإبتسامة خبيثة ثم قهقه بخفة بينما سأله خالد .. طب سيبك من الكلمتين اللي قولتهم في الاول عن الولاد اللي هيشيلوا اسمك و قولي الحقيقة .. الجواز ده مدته اد ايه
زم عز الدين شفتيه بخبث ثم قال.. قصدك ايه يا خالد
.. عز الدين ! عز .. ماتعملهومش عليا ده انا اكتر واحد فاهمك.
.. ماشي ياسيدي بس سيب السؤال ده دلوقتي عشان ماعنديش اجابة محددة عليه.
أومأ خالد رأسه ثم تابع سؤاله.. طب الجواز هيتم امتي
تنهد عز الدينبعمق ثم قال و هو يحك مؤخرة رأسه.. لسا مش عارف.
.. مش عارف ازاي يعني
.. لسا محددتش يا خالد.
أجابه بلهجة حادة فزم خالد شفتيه في عدم رضا ... !
إنتهت ياسمين من توضيب ملابسها داخل الخزانة الخشبية القديمة ثم إستدارت نحو شقيقتها التي جلست علي فراشها تحاول بدورها توضيب أغراضها بذهن مشوش فإقتربت منها ثم جلست إلي جانبها و خاطبتها بلطف قائلة.. ايه يا دودو .. مالك سرحانة في ايه
نظرت داليا إلي شقيقتها متخاذلة ثم أجابت.. سرحانة في وضعنا الجديد يا ياسمين .. مش مصدقة اللي حصل معانا لحد دلوقتي .. معقول ! معقول احنا اتطردنا من بيتنا
تنهدت ياسمين بأسي ثم ربتت علي كتف شقيقتها بحنان قائلة.. معلش يا داليا .. معلش .. ده اختبار من الحياة .. اختبار صعب بس بإذن الله هننجح فيه سوا و الازمة هتعدي ان شاء الله .. صدقيني.
منحتها داليا إبتسامة لم تصل إلي عينيها بينما نهضت ياسمين وتوجهت نحو فراشها ثم تمددت عليه في هدوء وقبل أن تخلد إلي نومها أطفأت الأنوار وصاحت قائلة.. تصبحي علي خير يا داليا.
.. و انتي من اهله يا ياسمين.
قالت داليا بلهجة دافئة ثم راحت تتأمل محتويات الغرفة الصغيرة التي تضمها هي و أختها تحت الضؤ الخاڤت المنبثق من نافذة الغرفة الحديدية كانت الغرفة متواضعة للغاية مكونة من سريرين صغيرين بالإضافة إلي منضدة زينة صغيرة و خزانة خشبية قديمة ..تنهدت داليا بثقل ثم تمددت بدورها علي فراشها لم تكن قادرة علي التفكير بأي شيء إذ كان إرهاقها عظيما لذا إنتظمت أنفاسها سريعا وغطت في سبات عميق ! إلا أنها بعد قليل تحركت بقلق وفتحت عيناها ما أن سمعت صوت أزيز باب الغرفة حملقت في الظلام الدامس أمامها علها تتبين شيئا ولكن سرعان ما تسرب ضؤ خاڤت من الخارج عندما إنفتح باب الغرفة قليلا فإتسعت عيناها پذعر حين ...
إتسعت عيناها في ذعر