حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
هرع عليها ما أن رآها أمامه ثم أمسك ذراعيها بقوة وقال بقلق.. انتي كنتي فين كل ده يا عبير ومبترديش علي موبايلك ليه قلقتيني عليكي جيت مالاقتكيش ومحبتش اتصل ب عز واسأله و في نفس الوقت كنت هتجنن واعرف انت فين ومبترديش ليه .. اتكلمي يا عبير قوليلي كنتي فين
ساد الصمت قليلا فشاهد خلاله سيل دموعها الذي هبط في بطء و هدوء فهتف پعنف قلق.. مالك في ايه.. حصلك حاجة حد عملك حاجة اتكلمي يا عبير
.. انتي بتهزري فكراني عبيط يا عبير ! عايزاني اصدق ان مافيش حاجة فعلا وانا شايفك قدامي مڼهارة بالشكل ده
ثم تابع في إنفعال.. لو سمحتي اتكلمي حالا وقوليلي مالك ايه اللي حصل بالظبط خلاكي وصلتي للحالة دي
.. و بعدين
سألها بإرتقاب فتابعت.. كنت بتكلم مع واحدة صحبتي في موضوع يخصها كلامي ماكنش عاجبها فشدينا مع بعض وقمت سيبتها.
.. يا سلام ! هو ده اللي مزعلك اوي كده
.. لأ.
.. طب ايه الحكاية فهميني!
.. اصلها كانت صحبتي اوي و تقريبا قطعت علاقتي بيها.
ولكن دون جدوي ظلت تبكي بقوة فتألم من أجلها فتلك هي أول مرة يراها تبكي بهذا الشكل فتناولها بسرعة في أحضانه مطبقا عليها بذراعيه في شدة ثم راح يتمتم بنعومة في أذنها عبارات صافية مهدئة حتي نجح الأمر وسكتت عن البكاء وهدأت تماما إلا من صوت إضطراب أنفاسها وشهاقاتها المتتالية ...
فأجابها بلطف.. لا ابدا يا داليا ده الميعاد المتفق عليه ومتنسيش اهم حاجة اننا ناس مظبوطين في كل حاجة حتي في مواعيدنا ودي سمعة كويسة لينا مش كده
فضحك بخفة و أجابها.. بصراحة فستانك الجميل هو السبب .. هو جميل اه بس لو كان مفتوح حبتين كنت اكيد هسمعك كلام يبسطك اكتر.
إشتعلت وجنتيها بحرارة شديدة وهي تنظر إليه قاطبة حاجبيها في ڠضب ثم قالت.. لعلمك يافندم انا مش مبسوطة من كلام حضرتك ولا هتبسط.
.. بجد !
هتف ساخرا ثم تابع.. لأ انتي كده قلقتيني شكلي بدأت افقد مهارتي في الامور دي رغم ان ليا شهرتي اللي اكيد سمعتي عنها .. عموما مش هخيب ظنك لو جربتيني و يمكن طريقتي تعجبك.
و كأنه يريد إثارة حنقها بأي طريقة و لكنها أدركت بالنهاية أن الإعتصام بالصمت هو خير وسيلة تتبعها مع ذاك الرجل المتعجرف !
كم قاس هو إهانها مرة أخري عوضا عن أن يمدحها برقي علي أي حال هذا هو لن يتغير وهي تعلم ذلك جيدا لذا نفضت كل الأفكار الإستفزازية عن ذهنها وراحت عيناها تتفحصانه في هدوء تنقل نظرها فوق وجهه البرونزي الفاتن وحاجبيه السوادوين الكثيفين وعينيه الذهبيتين الغامضتين متذكرة عطاءه الدافق السخي وعناقه الذي لم ولن تنساه أبدا رغم معارضتها ذلك بشدة ! و في تلك اللحظة أدركت داليا بفخر و إعتزاز أنها برفقة أوسم و أفضل رجل موجود بقاعة المطعم بل بالعالم كله علي الإطلاق ثم فجأة عادت إلي ذهنها حقيقة شعورها نحوه فهي تحبه كما لم تحب أي رجل أخر في حياتها فهو أول رجل أيقظ فيها شوقا لأن تكون إمرأة بكل ما في الكلمة من معني وستحبه إلي الأبد حتي لو لم تتزوج منه أبدا فذلك لن يقضي علي حبها له ولن تستطيع أن تتزوج أبدا من غيره مستحيل أن تقبل بمشاركة حياة رجل أخر في حين أنها تحب عز الدين ولا ينبض قلبها إلا لأجله ...ثم فجأة أفاقت من شرودها علي صوت أنثوي يقول.. اهلا اهلا بجد مش مصدقة عنيا عز الدين نصار مرة واحدة !
إلتفتت داليا نحو مصدر الصوت و ألقت نظرة فاحصة علي صاحبة العبارة كانت فتاة تكبرها سنا إنما أصغر من ذاك الشاب الذي كان يقف إلي جانبها ربما في أواخر عشريناتها كانت أنيقة أيضا ترتدي الترتان الأبيض مع وشاح أحمر داكن علي كتفها فيما تابعت الفتاة قائلة.. تصدق كنت لسا في بالي من يومين كويس اني شفتك بقي.
ثم أطلقت ضحكة صغيرة و سألته.. عامل ايه يا عز
عند ذلك حولت داليا نظرها إلي عز الدين الذي إصطنع إبتسامة لم تصل إلي عينيه ثم قال.. انا تمام يا رانيا ازيك انتي
.. كويسة الحمدلله.
ثم صاحت منتبهة وهي تربت علي ذراع رفيقها.. اه صحيح نسيت اعرفك يا عز ده وليد راشد خطيبي وليد ده عز الدين نصار صاحب النصار للنقل البحري عارفه مش كده
أومأ الشاب رأسه ثم أجاب بإبتسامة واسعة.. اكيد غني عن التعريف طبعا مقابلتك شرف كبير والله يا باشا.
أجفل عز الدين باسما ثم نظر إليه في هدوء قائلا.. الشرف ليا متشكر جدا ومبروك علي الخطوبة.
.. الله يبارك فيك بس اكيد لازم تشرفنا في الفرح ماتتصورش هنفرح ازاي بوجودك.
.. ان شاء الله اكيد.
فيما كانت رانيا تحملق في داليا بعينين متفحصتين ثم حولت نظرها إلي عز الدين وسألته باسمة.. ايه يا عز .. مش هتعرفنا علي الحسناء اللي معاك دي و لا ايه
نظرعز الدينإلي داليا التي تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل ثم قال.. دي داليا .. السكيرتيرة بتاعتي.
أومأت رانيا رأسها ثم تابعت سؤالها.. وياتري جايين هنا في شغل بقي
رفعت داليا حاجبيها في دهشة من ذلك الفضول والتطفل الإستفزازي بينما أجابهاعز الدينببرود.. لأ جايين نتعشي عادي.
تطلعت إليه داليا في ذهول بينما همهمت رانيا بتفهم و رمقتهم بنظرة ذات مغزي ثم إستأذنت بتهذيب وإنسحبت في هدوء برفقة خطيبها .. .. حضرتك كنت تقصد تقولها الكلام ده
سألته داليا في إنفعال هادئ بينما برقت عيناه بإبتسامة خبيثة ثم قطب حاجبيه متسائلا.. كلام ايه
.. اننا هنا في عشا عادي مش عشان العشا اللي يخص شغلنا مع العملا المهمين زي ما حضرتك بلغتني