حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
!!
زم شفتيه بخبث ثم قال.. بصي يا داليا .. بصراحة مافيش Dinner work زي ما قلتلك و لا في ناس مهمة علي وصول انا كنت بكدب عليكي.
رمشت داليا پصدمة و حيرة ثم قالت.. كنت بتكدب عليا ! ليه
.. عشان اقنعك بسهولة انك تيجي معايا هنا منغير ماتعترضي.
.. طب ليه كل ده عشان ايه ده كله حضرتك
سألته في دهشة فأجابها وهو ينظر إلي عيناها بعمق.. داليا انتي نجحتي في انك تخليني ڠضبان منك ومهتم بالتفكير فيكي في نفس الوقت وده مزيج خطېر جدا لواحد زيي ده غير ان تصرفاتك مليت منها خلاص فياريت تقوليلي انتي عايزة ايه بالظبط
.. اهو الاسلوب ده كمان مضايقني اكتر يا داليا.
.. اسلوب ا ..
قاطعها في حزم بحركة من يده ثم تابع.. بقولك ايه يا داليا ايه رايك لو نخلص لعبة القط والفار دي هنا دلوقتي .. عشان كده الفار بقي فاكر نفسه ذكي لكن في الحقيقة القط هو اللي ساكت عليه بمزاجه.
.. داليا !
هتف بحدة ثم تابع.. انا قلت اجيبك هنا عشان اقدر اتحكم في اعصابي قدام الناس .. ياريت بقي ماتخلنيش اتخلي عن رقيي و جاوبي علي سؤالي بصراحة.
.. يافندم صدقني انا مش فاهمة حاجة و الله.
قالت بنفاذ صبر فضحك بقسۏة غاضبة ثم قال.. تعرفي ان عندك خبرة و قدرة عظيمة علي التمثيل يا داليا بس معلش ارجوكي حطي البراءة و الاندهاش المصطنع ده علي جنب دلوقتي عشان نعرف نتفاهم.
لم تصدق نفسها أنها تجرأت عليه هكذا بينما صر علي أسنانه پغضب و قد بدا حنقه الهادئ للعيان و لم يعد يستطيع كبحه فقال.. يعني عايزاني انا اللي اوضح ماشي .. في كلام و اشاعات بتتروج في كل مكان في الشركة.
.. عننا.
.. عننا !!
هتفت بدهشة و لكنها ما لبثت أن فهمت تلميحاته بدأت الأمور تتوضح في نظرها علي الفور ..
لقد ظنت أن تلك الشائعات السخيفة التي توحي بوجود علاقة خفية بينها و بين عز الدين ستموت مع مرور الوقت و لكنها كانت مخطئة يبدو أن العاملين بالشركة لا زالوا يسردون الأقصاصيص الكاذبة الوهمية والأن بدا لها بوضوح أنه أصبح علي علم بما يدور بشركته.. اظن فهمتيني دلوقتي مش كده
.. متضايق !!
قاطعها في سرعة ثم رفع رأسه وقهقه بقوة جذبت إنتباه من حولهم ثم عاد ينظر إليها و قال.. داليا يا حبيبتي انا واثق انك ماكنتيش عارفة انتي بتتكلمي عن مين لو كنا علي علاقة فعلا كنت طالبتك بحقوقي لكن انا مش فاكر ان في حاجة حصلت بينا !
عند ذلك إنتفضت داليا پغضب وإنحنت لإلتقاط حقيبة يدها الصغيرة ثم هبت واقفة لكن أصابعه القوية أوقفتها أحست بقوة قبضته تكاد تعصر معصمها فيما قال بلهجة حادة هادئة.. اقعدي الناس بتبص علينا.
لا هو محق لا يمكنها الإنسحاب بهذا الأسلوب وجعل أفكاره ثابتة بعقله هكذا صحيح أنه فظ عڼيف و لا يستحق المسايرة أو التفاهم ولكنها لم تشأ توتير الأجواء أكثر .. وأخيرا إستطاعت إلقاء الحقيبة علي الطاولة مجددا و بعد دقائق معدودة إستدعي عز الدين النادل و طلب العشاء لكلاهما دون أن يأخذ برأيها ... !
دوي صوت صړاخها عاليا بإرجاء الحجرة قبل أن تصحو فزعة مبللة بالعرق إنتفضت برافشها مذعورة و هي تتنفس بقوة كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة فأنتصبت نصف جالسة ثم مدت يدها إلي المصباح الصغير الموضوع علي طاولة قرب فراشها وأشعلته .. ذلك الکابوس المرعب ما أن تذكرت تفاصيله حتي أخذت تجهش بالبكاء فقد رأت أنها في وسط عاصفة بحرية لا تبقي و لا تذر الليل حالك و الأمطار غزيرة ولكن هناك ثمة ضؤ خفيف رأت من خلاله زورق صغير يضم أخويها الإثنان وخالد .. كانت تنادي عليهم بأعلي صوتها تستجديهم كي يمدوا لها أياديهم كي ينتشلوها من الماء ولكن لا حياة لمن تنادي رمقوها في قسۏة ثم مضوا في سبيلهم بعيدا عنها فسحبها تيار جارف و غمرتها المياه .. ! كانت في أقصي حالات الإنهيار ولا تدري ماذا تفعل وقد تخلي عنها من كانت تعتقد بأنه يحبها وماذا لو علم أخيها تري ماذا سيفعل بها إن قټلها في حالة علمه لقليل بالنسبة له وخالد إذا علم بأمرها .. هل سيتركها أو سيخبر أخيها وإذا إنصاعت لكلام حسام وذهبت لإجراء عملية الإچهاض تري هل ستخرج منها سالمة ستنجو أم ستموت إرتجفت بقوة جراء كل تلك الأفكار ثم رفعت يدها لتغطي وجهها و كأنها تهرب من مصير مرعب بينما نحيبها يملأ الغرفة بنشيج متقطع إختلطت فيه الدموع بالتنهدات و الآهات و الصرخات لم تكن تتألم و قد زال عنها تشوش ما رأته بالکابوس لكنها ما زالت علي شفير الإنهيار العصبي .. رفعت رأسها عن راحتيها قبل ثوان قليلة من فتح باب الحجرة و عندها إعتدلت في جلستها فدخل عز الدين كان قد وصل لتوه فيما هرع عليها في قلق قائلا.. عبير مالك في ايه
.. م ما .. مافيش .. مافيش يا عز.
أجابته بصوت ضعيف متقطع و هي تجاهد في ألا تبكي أمامه بينما حدق فيها متفحصا فرأي أثار دموعا عالقة بأهدابها غير أن تلك الشهقات التي صدرت منها ڤضحت أمرها فدني إلبها حيث جلس بجوارها علي الفراش و لأول مرة ضمھا إلي صدره بحنان فيما أراحت رأسها و لأول مرة أيضا علي صدر أخيها ..ثم أطلقت العنان لدموعها تجري فوق خديها في صمت وهدوء بينما تمهل عز الدين للحظات قبل أن يسألها و هو يربت علي كتفها العاړي الرطب أثر تعرقها.. مالك يا عبير فيكي ايه انتي تعبانة
فأجابته باكية.. لأ انا كويسة يا عز بس شفت كابوس وحش اوي.
.. كابوس يعمل فيكي كل ده يا عبير عموما لو كنتي تعبانة او حاسة بأي حاجة قوليلي انتي شكلك اتغير وبقي غربب اوي و انا مش عارف ايه السبب!
أجابته في توتر.. صدقني انا كويسة هو بس عشان الامتحانات قربت بفكر كتير وخاېفة شوية.
همهم بهدوء وهو يمسح علي شعرها فيما أغمضت عيناها پألم لهذا كم أحبت حنان أخيها الذي قلما يظهره لها كم أحبت الإحتماء والبقاء بحضنه الدافيء الصارم كم شعرت بالراحة بعدما أفرغت شحن
بكائها وإنفعالها علي صدره الواسع ..
بينما إبتعد عنها قليلا ثم ربت علي وجنتها في رفق قائلا.. طالما خاېفة يبقي هتقدري تتصرفي المهم دلوقتي نامي ومن بكرة حاولي تظبطي نظام كويس ليومك عشان تمشي عليه ولو عوزتي اي حاجة قوليلي.
قطبت حاجبيها بدهشة ماذا حدث له أبدا تحولا غريبا ولكن هذا كان مستبعد علي أي حال أومأت رأسها وهي تحدجه بإبتسامة بسيطة بينما نهض وتركها وحدها بعد أن إطمئن عليها لأخر مرة فيما تنفست بعمق ثم تمددت علي فراشها في هدوء وقد بدأت أجنحة النوم تحوم فوق عينيها فإستسلمت تماما حتي غطت في سبات عميق!
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثالث..
عندما فرغوا من تناول العشاء بالمطعم كلف سائقه الخاص بتوصليها إلي منزلها دلفت إلي بيتها ليلا في ساعة متأخرة قليلا ومن دون أن تزعج شقيقتها دخلت إلي غرفتها في هدوء نزعت ثوبها في عصبية وإرتدت قميص نومها القطتي ثم أشعلت أضواء غرفتها الخاڤتة كي تستطيع أن تستعيد كل ما جري و تفكر بروية وهدوء تقدمت صوب فراشها وتمددت فوقه تعبة أغمضت عيناها واضعة كفها فوق جبينها بلطف و ڠرقت في إسترخاء حالم و جمع بها الخيال مرة أخري ففكرت أن حياتها تتطلب تغييرات أكيدة فهي لن تعد تسمح لنفسها بعد اليوم بالضعف والهشاشة أكثر أدركت فجأة أن أول خطوة من خطوات تغيرها تحتم عليها ترك عملها مهما كانت درجة حبها ل عز الدين فهو رجل قاس القلب ېجرحها بإستمرار و لكي تحافظ علي بقايا حبها له يجب عليها تركه تماما والإحتفاظ بذكري طيبة له ولكن أي ذكري طيبة للأسف كل ذكرياتها معه مريرة أليمة إن في العجلة الندامة حدثتها نفسها في تلك اللحظة بألا تترك عملها لئلا تغدو يوما نادمة علي قرارها المتخذ بلحظة ڠضب وإنفعال إذن إنها تحتاج لأجازة علي الأقل أجازة تبعدها عن عملها والأشخاص الذين تعرفهم أجازة تنقذها من محيطها الذي يذكرها بقصة حبها المحطمة أجازة تتح لها فرصة إتخاذ قرار ناضج .. ولكن أين تذهب وتزاحمت في ذهنها عشرات الأمكنة قررت الذهاب إلي منزل عائلة والدها الذي يقع بإحدي القري الريفية ياله من مكان صافي وهادئ حتما أن تلك الأجواء سوف تساعدها كثيرا علي إستعادة نشاطها ورباطة جأشها وسوف تجد هناك فرص عديدة كي تروض نفسها علي القوة والصلابة وربما إستطاعت تبين رغباتها وأمانيها الحقيقية في تلك الأرض الخضراء الرائعة من دون طرق إنفتح باب غرفتها فجأة لتدخل شقيقتها التي أسرعت إليها و قد علت وجهها علامات القلق و الوجوم فبادرتها داليا متسائلة.. ياسمين .. انتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي في حاجة
زفرت ياسمين في ضيق و هي تجلس إلي جوار داليا وقد إزدادت تعابير القلق و الوجوم علي وجهها فعادت تسألها.. ياسمين ! في ايه
.. مصېبة يا داليا.
شهقت داليا بهلع ثم قالت تحثها علي الحديث.. مصېبة ايه اتكلمي ايه اللي حصل
.. صاحب العمارة اتكلم بعدما نزلتي علطول.
.. كان عايز ايه يعني
.. بيقول اننا لازم نخلي الشقة في ظرف اسبوع.
.. نعم ! ده ازاي ده وليه هو مش بياخد الايجار في الميعاد
.. ما انا قلتله كده.
.. وقالك ايه
.. قالي ان احنا بقالنا سنين بندفع الايجار هو هو وان في ناس جاهزة تشتري الشقة بملغ كويس.
.. ايه الراجل ده بس لأ مش ممكن اسمحله يخرجنا من بيتنا يعني هنروح فين
.. طب هنعمل ايه يا داليا مش معانا فلوس كفاية نشتري الشقة !!
.. انا هتكلم معاه.
.. متحاوليش ده مصمم ورافض اي كلام وقالي يا نشتريها احنا يا نخليها قبل الاسبوع الجاي.
هزت داليا رأسها بإعتراض وقد شحب لونها لتلك الفكرة لا لا يمكن أن تترك منزلها الذي شهد ولادتها وطفولتها وصباها ومطلع شبابها والذي به أيضا كافة ذكرياتها عن والديها ولكن ماذا عساها أن تفعل من أين تدبر المبلغ المطلوب من اين !!
في صباح اليوم التالي ذهبت لزيارة إبنها أرادت أن تبلغه بأمر هام وكانت تخشي أن ټجرح شعوره خاصة عند رؤيتها تلك الفرحة التي طغت علي ملامح وجهه حين قال.. شفتي يا كوكو بقيت بقدر امشي عادي ورجلي خفت يااااه مش مصدق اخيرا هفك الجبس بكرة وهمشي معاكي يا قمر.
منحته أمه إبتسامة ناعمة فيما سألها بإهتمام بعدما لاحظ توترها الخفي..ايه يا كوكو مالك في حاجة و لا ايه
هزت رأسها نفيا في توتر فقال بإصرار..مش مصدق يا مامي حاسس انك عايزة تقولي حاجة!
نظرت إليه في تردد ثم قالت..بصراحة اه يا حبيبي في حاجة حصلت عايزة اقولك عليها لأ لازم اقولك عليها بما انك هتيجي تعيش معايا في البيت.
..طيب اتكلمي يا كوكو انا سامعك !
أخذت نفسا عميق ثم صمتت لثوان وقالت..انا اتجوزت.
إتسعت عيناه في حدة و ذهول ثم سألها..انتي ايه
..انا اتجوزت يا عمر.
..انا اتجوزت يا عمر!
قال بتهكم ثم تابع پغضب..انتي قولتيلي انك مش هتعملي كده تاني.
..يا حبيبي انت فمهتني غلط انا كان قصدي اني هختار الراجل الكويس لو حبيت اتجوز بعد كده.
هز رأسه غير مصدق في حين تسارعت أنفاسه بقوة ثم صاح بها..مش علي اساس لما كلمتيني من 4 سنين عشان اقف جنبك واخلصك من طليقك اللي فات قولتيلي اني بقيت انا راجلك المسؤول عنك وانك كنتي بتتجوزي بس عشان تحسي ان في حد موجود معاكي وواقف جنبك وان خلاص طالما انا بقيت معاكي مش هتتجوزي تاني مش انتي قولتي كده
لفظ أخر كلماته بإنفعال غاضب فإنتفضت قائلة..يا عمر افهمني .. انت مش هتفضل معايا العمر كله مسيرك تتجوز ويبقي عندك اولاد وهتنشغل عني و ...
.. بس !
قاطعها بقوة ثم تابع..كفاية كلام فارغ . انتي عايزة تتجوزي قوليها و بلاش تزوقي الكلام.
..ايوه عايزة اتجوز.
قالت موافقة ثم أضافت..انا ماكبرتش اوي يا عمر .. انا لسا صغيرة و من حقي اني اتجوز.
بكلامها الإستفزازي أثارت فيه مكامن الڠضب و الثورة لذلك كانتا عيناه تقدحان شررا و شفتيه ترتجفان ڠضبا فقال في أسي نادما..ده انا وقفت قصاد اخويا عشانك .. انا فضلتك عليه و هو اللي رباني .. لأ و كمان انا هنا في المستشفي دي بسببك بردو !!
عضت علي شفتها بقوة و هي تمد يدها لتربت علي كتفه فأبعد يدها عنه بقسۏة و حزم ثم صاح بها في عڼف..امشيي امشي يلا مش عايز اشوفك مش عايز اشوفك تاني عز الدين كان صح ايوه هو كان صح انتي مكنتيش وفية لأبويا وخنتيه وغلطتي اني سامحتك وصدقتك علي امل انك خلاص اتغيرتي لكن انتي ست ...
صمت فجأة وهو يرمقها في مرارة إذ عجز لسانه أن يسب أمه فصړخ بوجهها قائلا..امشي .. بقولك امشي مش عايز اشوفك تاني.
تجمعت بعيناها الدموع ثم ضغطت علي شفتيها بوهن قائلة..ماشي يا عمر حاضر انا همشي همشي يابني ومش هتشوفني تاني.
ثم ألقت عليه أخر نظرة وغادرت مسرعة بينما جلس شاردا قلبه مفعم أسي وندما!
كانت تجلس شاردة خلف مكتبها تارة تفكر بأقاويل العاملين التي زادت عليها خاصة بهذا اليوم وتارة تفكر بكيفية الإحتفاظ بمنزلها ...صباح الخير يا داليا.
قطع حبل أفكارها ذلك الصوت فرفعت رأسها ونظرت نحو المصدر لتجد عماد واقفا بثبات أمامها فحيته بدورها قائلة..صباح النور يا عماد .. ازيك
..الحمدلله تمام .. انتي ايه اخبارك انطويتي علي نفسك فحأة يعني !!
إصطنعت داليا إبتسامة لم تصل إلي عينيها ثم قالت..مش حكاية انطواء و الله يا عماد .. انا بس في موضوع شاغلني اوي ويعني بحاول ادورله علي حل.
ثم صاخت متسائلة..صحيح يا عماد هما الناس اللي هنا مالهم انهاردة
تجهم وجهه فجأة ثم قال..مالهم ازاي يعني يا داليا
هزت كتفيها قائلة..مش عارفة حاسة ان في حاجة مش طبيعة خصوصا نظرات الكل هنا