حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
ده
سألها في تهكم بينما تجاهلت نبرته الساخرة ثم قالت.. انا معنديش وقت للارتباط نهائي يا حضرة انا بدرس طب .. عارف يعني طب
.. اه عارف عارف كلية مابيدخلهاش الا الدحيحة المتفوقين اللي هما نفسهم بردو لما بيتخرجوا بيقعدوا علي القهوة او في البيت.
رمقته في إستنكار قائلة.. ايه ده مش صحيح ابدا مين اللي قال كده
إبتسمت في سخرية ثم أجابت بهدوء.. مش صح يا استاذ عمر الانسان اللي عنده اراده لو حب يحقق شيء هيحققه بالقوة ده غير ان الطموح مش بينتهي والنجاح كمان مش بينتهي وكله بإيد الانسان لو استمر هيتقدم ولو وقف هيتاخر وعلي فكرة مافيش حاجة اسمها حظوظ او نصيب اللي بيحصل في الحياة بايد الانسان انما المقدر و المكتوب بايد ربنا و في فرق كبير بين الاتنين.
قهقهت بخفة ثم قالت.. اتمني بس اكون افادتك و تكون اقتنعت ان الصلاح والفساد من صنع الانسان مش من صنع ربنا ابدا.
ثم أضافت.. و انا بقول كفاية مشي كده عشان رجلك ماتتعبكش و عشان انا كمان خلصت شغلي هنا والمفروض اروح بقي.
أجابته في حزم.. اولا قلتلك انا واحدة مشغولة باستمرار .. ثانيا انا دكتورة و مش هنا عشان اسليك انا هنا عشان اعالجك وبس ويلا لو سمحت ساعدني عشان ارجعك مكانك.
لكنه لم يحرك ساكنا فنظرت إليه مستغربة ثم قالت بلهجة حادة.. بقولك لو سمحت ساعدني عشان ارجعك مكانك ايه ماسمعتنيش
أجابها ثم نقل يده التي كانت تستند إلي مرفقها علي خصرها فشهقت في صدمة ثم قالت غاضبة.. شيل ايدك يا محترم احسنلك.
.. احسنلك ! ايه احسنلك دي وراها ايه يعني
فقالت تحذره في حده.. شيل ايدك بقولك انا لحد دلوقتي مش عايزة آذيك.
.. تآذيني !
هتف باسما في سخرية ثم تابع.. طب مش شايل.
قالت ذلك بهدوء ثم رفعت يدها إلي صدره و بحركة بسيطة جدا دفعته فمال جسده إلي الخلف ليسقط أرضا فإنفجر صوته.. آاااه .. آااه يا بنت المؤذية حرام عليكي ليه كده
.. احترم نفسك يا استاذ و بعدين انا حذرتك بمنتهي الذوق بس انت اللي مش محترم لأ و بتتمادي في قلة الادب اكتر كمان تستاهل.
فقالت بحزم.. انت تقدر تساعد نفسك حاول تقوم لوحدك.
.. مش قادر مش قادر اقف.
قال پألم مصطنع فلان قلبها وأشفقت عليه ثم خطت تجاهه ومدت يدها لتساعده علي النهوض وهنا تكمن الخدعة إبتسم بخبث وهو يمسك يدها ثم جذبها إليه بقوة حتي سقطت أرضا بجانبه فجثم عليا وكبل حركتها بذراعيه تألمت فزعت وأدركت خدعته فصاحت به.. يا حيوان .. بتضحك عليا صدقتك دي غلطتي.
ضحك ملء صوته بشكل هستيري ثم قال بلهجة المنتصر.. ده رد اعتبار يا حلوة .. وانتي لسا قايلة من شوية لكل فعل رد فعل مش كده
رمقته پغضب شديد و صممت علي ايذائه مهما كلف الأمر و في اللحظة التي شعرت بيده تتسلل إلي خصرها غرزت أصابعها بالسجادة السميكة و إستعدت للحظة المناسبة في محاولاتها لإبعاده عنها و ما أن تحرك قليلا حتي جذبت قدمها ووجهت إليه بركبتها ضړبة قوية مؤلمة دونما أي إهتمام أو وخز في الضمير ..كان صراخه عندها كوحش جريح موسيقي جميلة لأذنيها الغاضبتين فإبتسمت بإنتصار و تشفي وحين تراخت قبضته عنها قليلا إنسلت من بين ذراعيه بسرعة البرق و هبت واقفة فيما تأوه بشده قائلا.. الله يخربيتك .. مش قادر حرام عليكي منك لله.
أجابته في جمود.. اتمني تحترم نفسك بعد كده ياريت يعني بجد وعموما انا همنع الممرضات انهم يدخلولك من هنا و رايح نظرا لأخلاقك اللي زي الزفت دي وابقي استمتع بوقتك مع عم راضي التمرجي بقي.
ثم رحلت وتركته فهتف و هو لا يزال علي وضعيته.. وهتسيبيني كده طيب منك لله!
دلف إلي منزله في هدوء ثم أخذ يبحث عنها بالأرجاء حتي وجدها بحجرة نومه مستلقية في إرهاق مغمضة العينين فإقترب منها قائلا.. عبير !
إنتفضت منتبهة و نظرت إليه بينما تابع متسائلا و هو يجلس إلي جانبها.. ايه يا عبير مالك وايه الموضوع المهم اوي اللي اصريتي نتقابل بسرعة عشانه
تأوهت عبير بصوت خاڤت و هي تنتصب نصف جالسة علي الفراش ثم حدقت فيه يعينان ذابلتان و قالت.. حسام .. انا حامل.
إتسعت حدقتاه و تجهم وجهه في ثانية ثم قال.. ايه ! قلتي ايه
.. بقولك .. انا حامل حامل يا حسام.
.. نعم ! انتي بتهزري انتي اكيد بتهزري يا عبير صح قولي انك بتهزري.
قال ذلك في توتر غاضب فيما أجابته مؤكدة.. لأ يا حسام انا مش بهزر انا حامل فعلا في الاول كنت شكة لكن انا لسا راجعة من عند الدكتور وهو اكدلي الحمل انا حامل في شهرين يا حسام وكويس اني اكتشفت المصېبة دي بدري عشان نلحق نتصرف.
لم يحتمل حسام سماع المزيد فهب واقفا في ڠضب ثم قال بإنفعال.. لالالا مش انا يا عبير مش انا اللي تلعبي معاه لعبة رخيصة و قديمة زي دي انسي مش هتورطيني ڠصب عني.
حملقت فيه بذهول ثم سألته.. ايه اللي انت بتقوله ده انا بلعب عليك لأ وبورطك كمان ! انت ازاي تقولي كده يا حسام
.. اسمعي يا عبير !
هتف بحدة ثم تابع.. لو كنتي فاكرة انك ممكن تقدري تضغطي عليا بموضوع الحمل ده عشان اروح اطلب ايدك من اخوكي زي ما كنتي دايما بتزني عليا تبقي غلطانة .. انا محدش يقدر يلوي دراعي .. فاهمة
هزت رأسها في ذهول و هي تكاد لا تصدق ما سمعته ثم قالت.. انت بتقول ايه بقي انت فاكر اني ممكن افكر بالطريقة دي متخيل اني ممكن اعرض نفسي لعقبات خطېرة زي دي عشان اضغط عليك و يا صابت يا خابت ! ايه .. هو انت ماتعرفش اخويا مش عارف هو ممكن يعمل فينا ايه احنا الاتنين لو اكتشف اللي ببنا ثم انا اتفاجئت بخبر الحمل زبك بالظبط.
فسألها في تهكم.. لا و الله ! اتفاجئتي مش علي اساس كنتي بتقوليلي دايما انك بتعملي حسابك عشان مانقعش في الغلطة دي !
أومأت رأسها في توتر ثم قالت نع سقوط الدموع علي خديها.. ايوه .. ايوه فعلا والله كنت بعمل حسابي لكن .. لكن ده قدر ربنا عايز كده !
.. يا حبيبتي انا ماليش في الكلام ده .. اسمعي يا بنت الناس انا لسا شاب في اول عمري ظروفي زي الزفت و لازم اشتغل كويس عشان اقدر اكون نفسي فمش هقدر ابدا اني اتحمل مسؤولية بيت وجواز واطفال بالنسبة لي لسا بدري اوي علي الخطوات دي.
.. يا نهار اسود !
هتفت في صدمة ثم سألته..