حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
و لا ايه
ضحك بخفة و أجابها.. تمام .. عندك حق ياستي .. انا بس كنت هتجنن انك مبتكلمينيش وكنت مستعد اعمل اي حاجة عشان اصالحك.
.. طيب طيب خلاص انا مش زعلانة .. ممكن بقي تخرج.
.. ماشي يا عبير خارج و الله .. بس سؤال بعني انتي هترجعي تكملي نوم تاني و لا ايه
.. عندك مشكلة في كده
سألته في تهكم فأجابها باسما.. اه عندي انا جاي اقضي اليوم معاكي بقالي فترة ماشفتكيش وحشتيني فمش معقول يعني هتسيبيني قاعد تحت مع نفسي و تفضلي نابمة انتي هنا !!
.. ماشي يا عمري.
قال ذلك وقبلها علي جبينها ثم نهض وهم بترك الغرفة إلا أنه توقف فجأة عندما أطلقت عبير آهات متتالية حين إنتصبت نصف جالسة علي فراشها فإستدار وعاد إليها مسرعا.. مالك يا حبيبتي
قال ذلك في قلق وهو يزيح خصلات شعرها عن وجهها كي يتفحصها بإمعان بينما أجابت بوهن.. ماليش ما انا كويسة اهو انا بس انا بس دايخة شوية.
.. لأ اتعشيت.
.. اومال جتلك من ايه الدوخة دي يا عبير
.. عادي يا خالد ساعات من كتر النوم لما بقوم ببقي دايخة شوية .. عموما ماتقلقش انا هبقي كويسة بعد شوية.
أومأ رأسه و هو يداعب وجنتها قائلا.. طيب .. هاسيبك دلوقتي عشان تفوقي علي مهلك بس ماتتأخريش لازم افطرك بنفسي عشان انتي مش عجباني خالص.
هتفت متسائلة ثم تابعت.. ومش عجباك ليه ان شاء الله
.. يا حبيبتي ماقصدش اللي فهمتيه .. انا قصدي انك بقيتي ضعيفة شوية خسة كده و وشك مرهق .. شكلك بتهملي في نفسك اليومين دول يا عبير.
قطبت حاجبيها مستغربة بينما قال.. يلا انا نازل .. هستناكي تحت متتأخريش.
هزت رأسها وإصطنعت إبتسامة ثم تنفست الصعداء ما أن غادر و تركها ...
.. هاه .. اه .. اه يا ياسمين كويسة .. كويسة طبعا.
نظرت إليها في تشكك ثم قالت.. اومال مش بتاكلي يعني
أجابتها باسمة ثم تابعت.. انا بس مرهقة شوية من كتر الشغل.
.. عموما لازم تخلصي عشاكي كله عشان تستردي نشاطك وبعدين تدخلي تنامي وبكرة الصبح هتبقي زي الفل.
ثم أضافت في شيء من الإنفعال.. بس لازم تعرفي ان صحتك بقت في النازل من يوم بدأتي شغل في الشركة المهببة بتاعتك دي بيديرها بني ادم مفتري حيوان.
.. يا سلام يا ست دودو ! متضايقة عشانه اوي ماشي يا حبيبتي انا اسفة وربنا يا رب يخليه ويبارك فيه ويفضل بفتري اكتر و اكتر اتبسطي بقي اوي بالاستاذ هتلر بتاعك.
إنفجرت داليا ضاحكة حينما أطلقت ياسمين ذلك اللقب علي عز الدين ثم قالت.. ېخرب عقلك .. تصدقي اللقب لايق عليه جدا هههههه بس بردو مش عايزة اسمعك بتغلطي فيه تاني عيب.
.. ماشي يا اختي سكتت خالص اهو و لا تزعلي.
ضحكت داليا من إسلوب شقيقتها ثم شردت فجأة حيث أخذت تفكر بمعني تصرفات عز الدين اليوم معها تري هل هو ماكر إلي هذا الحد هل يحاول التلاعب بعواطفها للوصل إلي هدفه وهو الحصول عليها كما حاول أن يفعل من قبل رفض قلبها هذا الإحتمال البغيض لكن عقلها أبي أن ينكره .. فلماذا أبقاها اليوم بمكتبه فيما كان يوبخ جومانة بغطرسة وقحة جومانة تلك السيدة التي تفوقها جمالا و أناقة و أنوثة لا بد أنه يسعي وراء هدف ما و عليها أن تكون حريصة .. جعلتها هذه الأفكار أن تستعيد إتصالها بالواقع فشرعت تتناول طعامها مدركة أهمية الإعتناء بصحتها و قوتها الجسدية للمثابرة في عملها كي لا تعطيه فرصة تؤهله من الإقتراب منها بأي شكل من الأشكال إنها تحبه حقا أدركت ذلك مع مرور الوقت ولكنها تعلم أنه بلا قلب لذا تعلمت أن تحبه في صمت جلست داليا بعد العشاء في غرفتها إحتاجت للإختلاء بنفسها قليلا لتفكر إذ ربما توضحت لها عواطفها المضطربة تذكرت أيام الدراسة حين كانت ترتاد الصفوف الثانوية كانت تستمع إلي صديقاتها يتحدثن عن مغامراتهن المختلفة مع الشباب و كم شعرت أنها تختلف عنهن فهي كانت تفضل الدراسة علي كل هذه الأشياء كان الحب بالنسبة إليها شعورا لا تعلم عنه شيئا إذ كانت منهمكة بأمور أخري لا علاقة لها بالعواطف إطلاقا .. و لكن الأن ماذا حل بها
فقد أوقظ عز الدين بداخلها تلك المرأة التي حنت للشعور بأنوثتها الضائعة وسط زحمة الحياة و المسؤوليات لأول مرة تشعر بتلك الخفقة المضطربة عندما تنظر إليه أو عندما تفكر فيه أدركت أنها أحبته رغم معرفتها بأن الوصول إليه بسلامة مستحيل غير ممكن .. أفاقت داليا من شرودها حيث طردت صورته من ذهنها لفترة وجيزة ثم نهضت و هرعت علي خزانة ملابسها وقفت تفكر ماذا تنتقي من أجل ميعاد غدا ثم فجأة مدت يدها و تناولت من الخزانة ثوب مميز جدا كان لجدتها رائع الجمال ورثته أمها ليكون ملكها أخيرا نزعت ثيابها و أرتدته بسرعة ثم راحت تتأمل نفسها بالمرآة .. الثوب يلائم قامتها النحيلة و خصرها الرشيق كان حريريا ذا لون أحمر قاتم أضفي عليها جمالا غير عادي و قد أبرز مفاتنها .. كادت لا تصدق أن لها جسدا جذاب كهذا الذي راحت تتأمله في إعجاب و دهشة غير أن الثوب جعلها تشعر بأنوثة لم تألفها من قبل ... !
كانت تجلس علي مقعد بجواره حين شعرت ببرودة تحتل أطرافها و بدوار يغزو رأسها جاهدت بقوة كي لا يظهر التوعك علي محياها فتحاملت علي نفسها و نهضت من موضعها فسألها.. ايه يا حبيبتي علي فين
إستجمعت قواها دفعة واحدة و أجابته في ثبات.. طالعة اوضتي.
.. ليه يا عبير
.. نعسانة يا خالد مانمتش كويس امبارح.
زم شفتيه بإستسلام ثم قال.. ماشي يا حبيبتي اطلعي نامي بس من فضلك بقي لما اكلمك ياريت تردي عليا.
.. طيب يا خالد.
ثم هتفت بإسم إحدي الخادمات فأتت فاطمة مهرولة فأمرتها عببر قائلة.. اعمليلي اي عصير وطلعهولي علي اوضتي بسرعة.
.. حاضر يا ست عبير.
ثم إنسحبت في هدوء بينما إلتفتت عببر وودعت خالد ثم أخذت تجر خطاها بجهد حتي وصلت إلي غرفتها ..
أغلقت الباب وراءها ثم إستندت عليه بظهرها إزدادت البرودة وإزداد الدوار فوضعت يدها علي رأسها وهي تترنح بضعف كانت تلك الفكرة بعيدة جدا عن ذهنها حتي فاجأها الغثيان فركضت تجاه الحمام مسرعة!
إستقل خالد سيارته وشغل محركها ثم فجأة سمع طرق خفيف علي زجاج نافذة سيارته فحول نظره إلي جانبه ثم فتح زجاج النافذة قائلا.. اهلا يابن عمي.
هتفعز الدينفي دهشة ثم أضاف.. ايه اللهجة دي يا خالد من