حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
بنت بسيطة متشبثة بأخلاقها وكرامتها النفوس فسدت !
كان هذا جوابها علي الأسئلة التي طرحتها علي نفسها أفاقها من شرودها صوت رنين هاتف مكتبها فرفعت السماعة في سرعة و أجابت.. الو !
ليأتي صوت قوي عرفته فورا.. عز الدين نصار بيتكلم .. تعاليلي.
ثم أغلق الخط بوجهها إنتفضت ثم نظرت إلي سماعة الهاتف قائلة.. انسان معقد !!
بقي علي وضعيته للحظات ثم حول نظره إليها و تفحصها في هدوء قائلا.. اعملي حسابك بكرة عندنا Dinner work مع ناس مهمة جدا.
أومأ رأسه ساخرا و هو يحدق فيها من خلال نصف عينيه المقفلتين ثم قال.. اكيد طبعا مش حضرتك السكيرتيرة العام اللي بتابعي الصغيرة قبل الكبيرةفي الشركة يعني تحتي علطول.
أومأت رأسها ثم قالت في تردد.. ايوه يافندم بس ..
.. بس ايه
.. اولا هتاخدي انهاردة باقي اليوم وبكرة كمان اجازة عشان تقدري تجهزي نفسك براحتك ثانيا لو علي التأخير متقلقيش .. العربية اللي هتيجي تاخدك من قدام باب بيتك هي نفسها اللي هترجعك تاني بعد ما نخلص شغلنا.
رمقته في ڠضب قائلة.. شكرا لكرم حضرتك بس انت عارف موقفي ناحية الامور دي كويس ده غير اني مش محتاجة فلوس معايا اللي يكفيني و زيادة.
هز كتفيه بلا إكتراث وألقي النقود بإهمال فوق المكتب ثم تناول علبة سكائره قائلا.. براحتك.
أجابته في جمود.. لأ .. مافيش حاجة حضرتك.
.. بجد ! اومال ليه شايف العصبية بتنط من عيونك
كان صوته ساخرا وكأنه يعلم سبب توترها و عصبيتها ببنما قالت.. حضرتك بيتهيئلك انا مش عصبية ولا حاجة.
.. لأ .. لأ طبعا .. وهخاف ليه يعني
إبتسم من جديد ثم قال ساخرا.. مش عارف من امتي اتعلمتي الكدب والله اعلم ايه كمان غيره عموما زي ما قلتلك لازم تكوني جاهزة بكرة باليل السواق بتاعي هيجيلك علي الساعة 8.
ثم تابع منبها.. ضروري تكوني جاهزة قبل الميعاد ومتنسيش تظبطي مظهرك علي اد متقدري.
و كأن موجة من الڠضب سحقتها كليا فأغمضت عيناها بشدة في ألم وتساءلت في نفسها بحنق .. تري إلي متي سوف تستمر إهاناته لها
إنتفضت داليا في ذعر عندما إنفتح باب المكتب فجأة لتدخل سيدة سبقها صوتها الصاخب الغاضب فيما لحقتها إنجي في إنفعال مسرعة و هي تحاول منعها من الدخول و لكن بلا جدوي بينما إنتصب عز الدين واقفا ثم إستدار في ڠضب حول مكتبه قائلا.. ايه ده ايه التهريج اللي بيحصل هنا ده في ايه
.. يافندم حاولت امنعها بس زقتني و دخلت بالعافية.
قالت إنجي مبررة موقفها فيما نظرت إليها السيدة في عداء ثم قالت بإعتلاء.. انتي اټجننتي و لا ايه بتقصديني انا بكلامك ده !!
عندها إلتفتت داليا وحدقت بوجه السيدة الغاضبة التي كانت تقف خلفها فتعرفت عليها فورا بينما صاحت متابعة.. انتي مش عارفة انا مين انا جومانة خطاب يعني تلزمي حدودك معايا في الكلام و ماتنسيش نفسك.
أطرقت إنجي رأسها في أسي بينما تدخل عز الدين في عڼف قائلا.. جومانة اظن ان انتي اللي لازم تلزمي حدودك هنا بصفة ايه توجهي كلام زي ده لواحدة من الموظفين بتوعي
.. هي اللي بنت مش محترمة ازاي تمنعني اني ادخلك انت لازم تمشيها.
.. امشيها !!
ثم حول نظره إلي إنجي وقال.. معلش يا انجي ياريت تنسي اللي حصل.
ثم تابع بحدة.. انسة جومانة اكيد مكنتش تقصد اتفضلي انتي علي مكتبك.
أومأت إنجي رأسها فيما تبعتها داليا إلا أن صوت عز الدين إستوقفها.. استني يا داليا رايحة فين انا لسا مخلصتش كلامي معاكي.
تنهدت جومانة في ضيق ثم تقدمت صوبه و أحاطت عنقه بذراعيها ثم قالت بغنج.. انا شايفة انك لسا زعلان مني بسبب سوء التفاهم اللي حصل بينا .. بس انت هتنسي يا بيبي انا متأكدة.
.. جومانة لو سمحتي !
قال ذلك في حزم وهو يبعدها عنه في قوة ثم تابع بقسۏة.. انتي ايه اللي جابك عايزة ايه الشغل اللي كان بينا خلص خلاص وكمان كل حاجة كانت بينا انتهت جاية عايزة ايه بقي
لا شعوريا إرتجفت داليا فجأة جراء ما سمعته للتو فحتما إذا تحدث إليها عز الدين أو غيره بهذه اللهجة لماټت من شدة الأسي ولكن كان واضحا أن جومانة إعتادت تلك اللهجة فلم تتحرك شعرة منها بل نظرت إليه في سخرية و قالت.. انت شكلك فعلا لسا زعلان بس انا بردو متاكدة انك هتنسي وعموما انا همشي دلوقتي لكن اكيد راجعة تاني.
وضحكت قليلا فرمقها بنظرة باردة فتنهدت بحنق ثم إتجهت إلي باب المكتب في بطء وقبل أن تخرج رمقته مودعة فأشاح بوجهه عنها للجهة الأخري فأسرعت إلي الخارج غاضبة يتآكلها الغيظ ..
بينما زفر عز الدين في ضيق ثم حول نظره إلي داليا التي أجبرت نفسها علي إستيعاب ما حدث منذ دقائق
.. كنا بنقول ايه
سألها فأنتفضت منتبهة ثم قالت.. هاه .. أاا حضرتك حضرتك كنت بتقول اني لازم اكون جاهزة بكرة باليل الساعة 8 عشان السواق بتاع حضرتك هيجي ياخدني.
أومأ رأسه ثم قال.. تمام واتمني بردو متنسبش باقي التعليمات لازم تك ..
و قبل أن يكمل جملته قاطعته قائلة.. متقلقش يافندم انا حفظت كلام حضرتك كله خلاص.
عظيم.
هتف بقوة ثم أضاف.. اتمني تنفذيه بقي.
.. ان شاء الله.
قالت ذلك مقتضبة ثم إستدارت وغادرت المكتب وهي تشتعل حنقا
عند منتصف النهار إستيقظت حينما شعرت بأحدهم يمرر أنامله علي وجهها ففتحت عيناها في ضيق ثم حدقت بوجهه المبتسم قائلة..خالد !
هتفت بدهشة غاضبة ثم سألته.. انتي ايه اللي دخلك اوضتي
إبتسم و هو يمسح بيده علي شعرها قائلا.. اعمل ايه طيب ما انتي لسا زعلانة مني و مش بتردي عليا لما بكلمك .. ده غير انك بتتجنابيني اوي بقالك فترة من ساعة خناقة عز الدين و عمر.
ثم تابع في لطف مبررا.. انا ماليش ذنب يا حبيبتي قلتلك عز هو اللي سمعني لما كنت بكلمك اكيد يعني مش هروح اقوله حاجة زي دي.
تأففت عبير في ضيق ثم قالت و هي تبعد يداه عنها.. طيب يا خالد .. خلاص مصدقاك.
.. خلاص بجد يا حبيبتي يعني مش زعلانة مني
.. لأ.
قالت بضجر ثم أضافات.. ممكن بقي تخرج برا دلوقتي ميصحش تكون معايا في اوضتي مش كده