حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
بقي دلوقتي انها عايزة تكون انانية اكتر وتاخد كل حاجة علي الجاهز.
ثم تابعت بتمهل.. انا مع عز عيشت معاه وهفضل معاه هو اللي رباني واخد باله مني من وقت ما كنت طفلة صغيرة لحد دلوقتي مش هي سامع
.. ماشي يا عبير براحتك.
قال عمر ذلك ثم نهض وتركها بينما زفرت عبير في ضيق
.. لا ده انتي بقيتي تمام خالص الحمدلله اعصابك راقت.
إلتقط أيمن من ياسمين لوحة تسجيل حالة داليا اليومية ثم قال.. ينفع جدا يا دكتورة هي اصلا تمام مافيهاش حاجة بس اعصابها كانت تعبانة شوية.
منحت ياسمين شقيقتها إبتسامة واسعة ثم تطلعت إلي أيمن الذي راح يدون التقرير باللوحة بينما شكرته داليا برقة قائلة.. انا متشكرة اوي يا دكتور واسفة لو كنا تعبناك معانا.
قهقهت ياسمين بمرح قائلة.. يسمع منك ربنا واتخرج علي خير عشان ابقي دكتورة رسمي.
ضحك أيمن بخفة ثم قال.. متقلقيش يا دكتورة هتتخرجي بس ساعتها ..
قاطعته ياسمين قائلة.. عارفة والله اكيد يعني ان شاء الله هاجي اشتغل معاك.
كان يجلس وراء مكتبه مستندا بظهره علي مقعده معطفه مفتوح وقد مد ساقيه أمامه كي يرتاح فك ربطة عنقه بعصبية ثم عاد يفكر من جديد تذكر لحظة سقوطها أرضا أمام عينيه لم يدعها تسقط بل إندفع نحوها مسرعا قبل أن تلمس رأسها الأرض حملها بسرعة إلي أريكة عريضة من الجلد الأسود توسطت حجرة مكتبه ثم عاد إلي هاتفهها تحدث إلي شقيقتها وعلم بأمر ۏفاة والدتها وعندها نظر إليها من موضعه يستوضح تعابير وجهها الهاديء البريء ثم أفاق علي صوت شقيقتها المضطرب طلبت منه إحضار داليا إلي إحدي المستشفيات والتي تعمل بها بين الحين والأخر فأطاع أمرها حيث أغلق الخط معها ثم توجه إلي داليا ظل يرمقها طويلا ثم أخيرا حملها بين ذراعيه كانت متراخية كليا بينما خطي بها إلي خارج المكتب غير آبه بنظرات العاملين إليه الذين إجتمعوا دفعة واحدة في صمت لمشاهدة ذاك المشهد المثير للدهشة والإهتمام ..
فأجابه في هدوء.. ما انت عارف كل حاجة هتستعبط!
.. والله انا كل اللي اعرفه ان داليا تعبت فجأة واغم عليها و ان حضرتك اللي وديتها المستشفي بنفسك.
.. بس هو ده كل اللي حصل.
.. ممم طب وهي تعبت من ايه ايه اللي حصل يعني
.. اه .. طب وانت عملت ايه اديتها اجازة ولا لأ
.. ايوه يا سيدي بلغت اختها وقت ما تتحسن خالص تبقي ترجع علي مهلها.
أومأ خالد رأسه مهمهما ثم قال متسائلا.. طب انت مالك كده شكلك ..
.. شكله ايه ماله شكلي
قال عز الدين ذلك مقاطعا فقال خالد .. مش عارف بس شكلك مش عاجبني متغير كده او مرهق مش عارف.
صمت عز الدين قاطبا حاجبيه في استغراب بينما أسرع خالد إلي القول.. عموما خد بالك من نفسك يا عز مش عايزينك ترجع تتعب تاني.
أومأ عز الدين رأسه ثم تنهد بعمق فيما نهض خالد تاركا إياه لأفكاره ثم توجه إلي مكتبه ..ثم فجأة قفزت برأسه صورتها فأبتسم ثم أمسك بهاتفهه وأجري الإتصال بها ليأتي صوتها بعد لحظات.. الو.
.. حبيبتي .. وحشتيني عاملة ايه يا بيرو
.. كويسة تمام وانت ازيك يا خالد
أجابها بصوت هاديء و ناعم.. انا كويس طبعا يا حبيبتي طول ما انتي كويسة.
تأخر ردها قليلا فتسائل.. عبير ! انتي معايا
.. اه اه يا خالد معاك.
سألها بقلق.. مالك يا حبيبتي انتي كويسة
.. اه .. اه كويسة.
فقال في شك.. لأ .. شكلك مش كويسة .. يلا قوليلي مالك في ايه
.. مافيش حاجة يا خالد.
فقال بإصرار.. قولي .. انا متأكد ان في حاجة مضيقاكي.
.. صدقني مافيش حاجة انا بس شديت انا وعمر شوية في الكلام.
.. ليه كده ايه اللي حصل طيب
تمهلت قليلا ثم قالت.. اصله بصراحة بيروح ل كوكو من ورا عز و كان عايز ...
.. لحظة لحظة.
قاطعها خالد مسرعا ثم تابع.. مين كوكو
فأجابته.. كوكو دي تبقي مامي.
فهتف خالد بدهشة.. يانهار اسود عمر بيروح ل مدام كاميليا يخربيته الواد ده مش هيجبها لبر مع اخوه.
ثم إستدار بمقعده فجأة ليري عز الدين واقفا أمامه فحدق به في فزع بينما إندفع عز الدين بخطوات واسعة جدا تاركا الشركة بأكملها فتبعه خالد راكضا وهو يقول.. يا عز استني طيب الله يخليك اصبر طب هتعمل قولي
فيما قفز عز الدين أمام مقود سيارته التي كانت تقف أمام الشركة مشغلا محركها بعصبيته الچنونية ليحولها علي الفور إلي آلة مچنونة مثله راحت تلتهم الطرق بۏحشيه وهي تصرخ عاليا كشيطان هائج مسعور حتي أنه في أقل من ساعة كان يقتحم ساحة قصره .. المنزل الذي شهد ولادته وطفولته وصباه ومطلع شبابه والذي شهد أيضا علي خېانة والدته لوالده ما أن تذكر ذلك حتي جن جنونه أكثر وكأن شيطاين العالم مسته فأسرع يصعد درجات السلم الرخامية المؤدية لباب منزله قفزا يسبقه صراخه الهستيري الذي كاد يرج المنزل ذا البناية الصلبة.. عمر عمر.
فتحت له إحدي الخادمات فزعه فيما جاءت عبير راكضة و قد علت وجهها علامات الخۏف و الفزع فقد علمت للتو من خالد أن شقيقها أصبح علي علم بكل شيء بينما رفععز الدينوجهه إلي الطابق العلوي صارخا بأعلي صوته.. عمر عمر
ثم صعد بنفسه بعض الدرجات فإذا ب عمر يهبط الدرج بسرعة مقبلا عليه بدهشة قائلا.. ايه يا عز مالك بتزعق كده ليه
فأسرع عز الدين يتلقاه بسخرية چنونية.. اهلا اهلا بأخويا الصغير اهلا بأبن ابويا اهلا بأبني اللي مخلفتوش مكنتش اعرف انك قادر بالشكل ده مكنتش اعرف انك ممكن تستغفل اخوك الكبير اللي رباك طول السنين دي و كبرك مكنتش اتوقع منك كده ابدا بس برافو يا عمر.
وراح يصفق بكفيه في عڼف وهو يحدق في وجه أخيه پغضب بينما هز عمر رأسه بإستفهام قائلا.. انا مش فاهم حاجة يا عز ! ما تتكلم بوضوح عشان اعرف ارد عليك كويس !
فزمجر عز الدين في ڠضب قائلا.. بتروحلها يا