حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
بيه بس عز الدين بيه مدنيش خبر ان في حد جاي يزوره ادخلها يعني مافيش مشكلة حضرتك متاكد حاضر حاضر يا خالد بيه تحت امرك.
ثم أعاد الهاتف إلي داليا ووفتح لها البوابتين فمرت عبرهما فيما أوصدهما الحارس بعد دخولها .. وقفت قليلا قبل أن تتابع طريقها وشعرت بيديها ترتجفات فكان هذا المكان بمثابة عالم أخر بالنسبة لها تقدمت إلي الأمام وأكملت سيرها في هذا الممر الحجري الطويل حيث آشعة الشمس تداعب بشرتها و تلك الأشجار الكثية أيضا المنتشرة هنا و هناك والتي رأت من خلالها علي بعد خطوات طويلة منها المنزل الرئيسي بهندسته الهولاندية الجميلة وبنائه الضخم مما أثار دهشتها لم تكن تتوقع أن يكون منزل رب عملها صاحب الوجه الصارم والڠضب الجامح بهذا الجمال الفائق تصورت أن يكون منزله يتمتع بحمال ۏحشي ولكن هذا الجمال رقيق تابعت داليا طريقها في الرواق المؤدي للمنزل حتي وصلت أمام الباب أخيرا ضغطت زر الجرس عدة مرات لتفتح لها إحدي الخادمات إبتسمت لها داليا في توتر قائلة.. أا اهلا .. ممكن اقابل استاذ عز الدين من فضلك
سألتها الخادمة مستفسرة فصمتت داليا لثوان وقررت إعادة الإتصال بخالد مرة أخري عوضا عن التوضيح والشد والجذب.. ايه يا داليا في ايه ناني
أجابها خالد بضيق فقالت.. معلش حضرتك بس انا واقفة دلوقتي قدام باب البيت مع واحدة تقريبا بتشتغل هنا و هي بتسألني انا مين ممكن حضرتك تقولها انا مين.
أنهت الخادمة الإتصال مع خالد الذي شرح لها الأمر ثم رافقت داليا إلي الطابق العلوي من القصر حيث توجد الغرف وقالت.. أوضة البيه إللي في الوش دي أخر الطرقة وعن أذنك بقي عشان ورايا شغل.
إنسحبت الخادمة في هدوء بينما وجدت داليا نفسها تقف وحيدة وسط ذلك الهدوء العظيم نظرت حولها لتجد أن كل شبر بهذا المكان رائع حقا كان الطابق العلوي عبارة عن بهو طويل وصالون بنفس الوقت جدرانه مزينة باللوحات الخشبية المرسومة وجميعها تمثل مشاهد للطبيعة غير أن البلاط الرخامي من تحتها مغلف بالسجاد العجمي الفاخر ذا الألوان القاتمة والتي تنسجم ألوانه مع ألوان الجدران أفاقت من تآملاتها سريعا متذكرة سبب مجيئها فإجتازت ذلك البهو بخطوات سريعة مضطربة متوترة إستطاعت داليا أن تبلغ الغرفة بسهولة تبعا لإرشادات الخادمة طرقت الباب مرة إثنان وثلاث و لكن ليس هناك من مستجيب فأدارت المقبض وهي تشعر بالخۏف والقلق وكم أنبت نفسها لمجيئها هنا و تمنت لو كانت رفضت خطت داليا داخل الغرفة بتمهل ونظرها مثبت أرضا تركت الباب مفتوحا ثم رفعت وجهها ببطء كان أثاث الغرفة من الخشب القاتم و الألوان القاتمة كما توقعت غرفته من الجمال الۏحشي كشخصيته فيما أدفأ جهاز التكييف الغرفة بالقدر المناسب تقدمت داليا ببطء من ذاك الرجل الذي يرقد بذلك الفراش الضخم والذي بلغ طوله سبعة أقدام وصلت إليه حيث وقفت إلي جانبه غير أنه تحرك قليلا بقلق أحست نحوه بالعطف حينما وجدته نائما في إستسلام تام وقد تغطي جزئيا فقط بملاءة حريرية ولحافين وقد تصبب العرق من جبينه وصدره الصلب العاړي كانت الإضاءة خاڤتة قليلا ولم تعرف داليا كيف تتصرف فتوجهت نحو النوافذ وأزاحت الستائر جانبا ثم تطلعت إليه في فراشه فوجدته بالنور الذي غمره أكثر وسامة وجاذبية وخفق قلبها حتي كاد يقفز من بين ضلوعها فكان من المستحيل أن تصدق أن هذا الطفل المسالم والمستسلم للنوم والمړض بفراشه هو نفسه ذلك المتعجرف المتغطرس والقاس بينما أزعجه الضؤ الخاڤت الذي سرت آشعته إلي الغرفة فتأوه فجأة ثم تململ بفراشه في ضيق قبل أن يفتح عيناه وعندما رأها أمامه حملق فيها غير مصدق ثم قال في صدمة.. انتي انتي ډخلتي لحد هنا ازاي مين اللي دخلك اصلا
ثم تابع بقسوته المعتادة.. كانت فكرة كويسة انك تيجي ومعاكي الورق عشان امضيه لكن ازاي تسمحي لنفسك انك تدخلي اوضتي بدون اسئذان يا انسة داليا
ثم تابعت بجمود متوتر.. وبعدين حضرتك انا اترددت كتير جدا قبل ما اخطي خطوة واحدة في بيتك ده كله اصلا لكن مجرد ما كنت بفتكر الکاړثة اللي كانت هتحصل للشركة كنت باجي علي نفسي واقول مشوار مش هياخد كتير ده غير اني فكرت ابعت الورق مع اي موظف استقبال لكن افتكرت اني امينة علي اسرار الشركة والورق المهم وعلي اي حال.
حملق فيها في هدوء ساخرا كعادته فتوردت وجنتاها كم تكره تلك النظرة الساخرة و تلك البسمة المتمردة التي تشعرها بكونها فتاة صغيرة ولبس إمرأة تشع فتنة ودلال توترت داليا كثيرا كثيرا جراء نظراته وصمته وعندما قارنت إضطرابها بفرط هدوئه و ثقته الزائدة بنفسه أدركت حدود طاقتها علي مواجهته فأسرعت تقول في حزم.. ياريت اخد امضيتك بسرعة يافندم عشان الحق ارجع الشركة وابعت منها نسخة و ...
.. شششش .. اسكتي شوية.
لم تستطع مواصلة كلامها إذ قاطعها فجأة وهو يحدق فيها و عيناه تلمعان كعيني أسد متربص رغم مرضه ثم إنزلق بجسده وترك الفراش فرأت قامته الفارعة تنتصب وهالها منظره الجذاب فأشاحت بوجهها عنه وبخطوات مضطربة سارت نحو الباب قائلة.. أ نا انا هستني حضرتك برا.
.. استني.
هتف بحزم فتجمدت بمكانها ثم قال بعد لحظات.. تعالي يا انسة.
إلتفتت في بطء ثم رفعت نظرها إليه بروية رأت أنه قد إرتدي رداء منزليا من الحرير الكحلي بينما لاحظت أنه يسعل بقوة فيما قال وهو يترنح بضعف نتيجة للحمي الذي تعرض لها.. هاتي الورق.
كانت قد إقتربت منه وكاد أن يسقط لولا أنها إندفعت نحوه بدون تفكير وأحاطته بذراعها حتي يستند إليها وقالت بقلق صادق.. حضرتك كويس لازم ترجع لسريرك مكنش ينفع تقوم ابدا لازم تستريح.
فقال بصوت جاف.. انا مش تعبان للدرجة دي.
ثم إتكأ عليها بينما قادته إلي الفراش حيث كانت الملاءة
غير مرتبة فساعدته علي الجلوس في مقعد بجوار الفراش ريثما تصلح الملاءة والأغطية فلم يعترض إنتهت داليا من ترتيب الفراش ثم ساعدته علي الوقوف إلا أن جسده المڼهار قلب كيانها وأثقلها ولما عاوده السعال بقوة مرة أخري زلت قدمها فوقعا معا علي الفراش ..إضطربت داليا كثيرا وحاولت أن تنهض و لكنها لم تفلح فقد كان جسده عليها يحبس أنفاسها بينما نظر إلي عينيها الخضراوين المذهولتين بإمعان كادت أن تتكلم ولكنه لم يعطها الفرصة حين قال.. اصبري.
ثم وضع يديه قرب رأسها ليرفع نفسه عن صدرها فأسرعت تدفعه بجهد كبير وهي تشعر بصلابة عضلات صدره تحت كفيها حتي أعتدل و أستلقي جيدا وقفت داليا تتنفس بصعوبة وهي تجمع شتات نفسها كانت مضطربة أشد الإضطراب فأخذت تهدأ من روعها بينما شرع هو في إشعال سيكارة فإنتبهت إليه وجذبتها من فمه قائلة.. مينفعش خالص يا فندم .. مينفعش تدخن وانت في الحالة دي .. بالطريقة دي مش هتخف ابدا وهتفضل عيان وممكن حالتك تسوء كمان.
رمقها عز الدين بحدة فتذكرت أنه رجل عڼيف لا يقبل الإعتراض لكنه لم يفعل لم يعترض بل هز كتفيه متنهدا فيما جلبت إليه الأوراق ثم إقتربت منه قائلة.. اتفضل الورق.
تنهد بثقل ثم مد يده و أخذ الأوراق من يدها أمسك بالقلم وبدأ يوقع بينما تألمت داليا كثيرا لأن سعاله إزداد حدة و وجهه إزداد شحوبا أرادت أن تقول شيئا أي شيء لتظهر له أنها مهتمة بأمره وبما حدث له بغض النظر عن فكرته عنها وسائر بنات جنسها ولكنها خاڤت من رد فعل عڼيف فظلت صامتة حتي إنتهي من التوقيع ..
أومأت رأسها قائلة.. ماشي .. كده تمام يدوب بقي الحق ارجع الشركة و ابعت نسخة من التوقيع.
ثم تابعت متسائلة.. حضرتك عايز مني اي حاجة قبل ما امشي
حدق فيها لبرهة بينما نظرت إليه في تساؤل و إذا بالباب يفتح لتدخل شقيقته التي راحت ترمق داليا بإعتلاء مقطبة حاجبيها.. ايه يا عز عامل ايه دلوقتي يا حبيبي
قالت عبير ذلك وهي تجلس علي الفراش بجانب شقيقها بينما تجاهل سؤالها قائلا.. اومال فين خالد
فأجابته.. وصلني ومشي.
فسألها.. مشي علي فين
هزت كتفيها قائلة.. معرفش!
رمقها أخيها پغضب فضغطت علي شفتيها في توتر بينما قالت داليا وهي تجمع حوائجها.. طيب عن اذن حضرتك بقي.
.. استني.
هتف عز الدين آمرا ثم تناول هاتفه هو أجري الإتصال ب خالد.. ايوه يا خالد انت فين طيب ارجع مش بتقول هتروح علي الشركة
.. طيب ارجع عشان تاخد معاك داليا .. يلا بسرعة.
ثم أغلق الخط معه و نظر إليها ثم قال بحزم.. خالد هيرجع عشان ياخدك معاه في سكته هو مابعدش كتير مسافة ما تنزلي قدام البيت هتلاقيه قدامك.
أومأت داليا رأسها وشكرته ثم غادرت غرفة نومه مسرعة وهي تتنفس بعمق خيل إليها أنها إنعزلت عن العالم بأسره دهرا كاملا عندما إنفردت به في تلك الغرفة ..خرجت داليا إلي باحة القصر وفعلا إلتقت خالد مباشرة فتوجهت نحوه فدعاها إلي الدخول بسيارته فعلت ذلك في هدوء.. انا مش عارف اقولك ايه يا داليا بس بجد انتي انقذتينا انهاردة وعموما انا بشكرك علي المساعدة و بعتذرلك لو كنا تعبناكي معانا.
نظرت داليا إلي خالد ثم إبتسمت في هدوء قائلة.. مافيش داعي للشكر او الاعتذار حضرتك المهم ان الشغل مشي تمام.
نظر لها خالد بإمتنان وشكرها مرة أخري ثم إدار عجلة القيادة وإنطلق سريعا إلي الشركة!
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثاني..
مرت أيام أخري علي داليا في العمل وقد تعافي عز الدين تماما وعاد بقسوته و غطرسته مرة أخري لدي داليا إعتقاد راسخ بأنه لو تغير العالم بأكمله لن تتغير شعره واحدة من رأس عز الدين كم هو صارم متسلط وفي يوم العطلة جلست داليا بغرفتها تفكر ظلت تسترجع تفاصيل ما حدث لها بمنزل عز الدين راحت تجاهد كي تبتعد بتفكيرها عنه لكن صورته بقيت تلح عليها كانت شاردة فيه لدرجة أنها لم تشعر بشقيقتها حين دلفت إليها.. لأ و ربنا كده كتير.
قالت ياسمين ذلك وهي تجلس بجوار شقيقتها ثم راحت تنقل عينيها علي وجهها قائلة.. ايه يا داليا ! من ساعة ما بدأتي شغل في الشركة الظريفة دي و الواحد مبقاش عارف يتلم عليكي.
قهقهت داليا بخفة قائلة.. معلش يا ياسمين الشغل عايز كده هعمل ايه يعني.
فقال ياسمين بضجر.. شغل ايه بس ده اللي يستغلك كده .. يا بنتي انتي بټنتحري في الشغل لدرجة انك بتجيبيه معاكي هنا والكبيرة بقي انك ساعات بتروحي تشتغلي يوم اجازتك.
.. يا حبيبتي مديري صعب شوية هو راجل بيحب شغله يكون مظبوط ومن واجبي بقي اني اثبتله شطارتي عشان اكسب ثقته واحافظ علي وظيفتي.
علت علامات العجب والدهشة وجه ياسمين التي صاحت.. ما تقوليلي بالمرة انك بتفكري تشتغليله داده ! جري ايه يا داليا ماينفعش كده هو مشتراكيش من سوق العبيد كل شيء بالعقل وانتي لازم تشتغلي علي اد وقتك محدش بيعمل عمايلك دي.
قهقهت داليا عاليا ثم قالت.. حبيبتي والله انا عارفة انك پتخافي عليا بس صدقيني كل حاجة كويسة انتي بس عشان مش واخدة علي اني انشغل عنك واسيبك كل يوم فبتعملي كده.
ثم فجأة صاحت ياسمين بحنق.. مافيش فايدة ماشي انتي حرة اضعفي كمان و كمان.
ثم غادرت غرفة شقيقتها وهي تتمتم في غيظ.. اه لو اشوف البيه ده.
بينما تعالت ضحكات داليا في مرح ..
.. مافيش حل غير انك تفاتح عز الدين بنفسك احسن انا خلاص زهقت من البني ادم اللي لازقلي ده.
قالت عبير ذلك عندما كانت تجلس في سيارتها بجانب حبيبها حسام الذي توتر فورا فقال.. انتي بتقولي ايه بس يا عبير بقي عايزاني انا اروح اطلب ايدك من اخوكي كده عادي ! طب هقوله ايه
.. قوله الحقيقة.
.. انتي اټجننتي ولا ايه
هتف بدهشة ثم تابع.. يعني عايزاني اروح مثلا واقوله عز الدين بيه .. انا طالب ايد اخت حضرتك اصلنا بنحب بعض اوي لأ وعلاقتنا كمان متطورة اوي تقريبا متجوزين عايزاني اروح اقوله كده ده ېقتلني !
.. لأ.
صاحت پغضب ثم تابعت.. لأ مش عايزاك تقوله كده .. عايزاك تقوله انك بتحبني بتحبني وبس وساعتها انا هيبقالي رأي افهم يا حسام الموضوع ماينفعش يجي من ناحيتي هيشك اننا علي علاقة من زمان ده بيشك في الهوا اللي حواليه وانا زهقت بقي زهقت منه و من خالد ومنهم كلهم انا نفسي اعرف انت مش بتضايق لما بتكلمني وبقولك قاعدة او خارجة معاه !
إرتبك حسام قليلا فإبتسم وقد باتت نبرته أكثر حده حين قال.. بيرو اهدي يا حبيبتي اهدي وحاولي تفهميني .. زي ما قلتلك قبل كده انا مجرد موظف صغير عند اخوكي اخوكي عز الدين نصار بجلالة قدره يعني انا فين وانتوا فين الموقف هيبقي صعب جدا عليا لما اروح اطلب ايدك منه متخيلة هيقولي ايه اكيد اول و ابسط حاجة هيعملها انه يطردني من الشركة.
تأففت عبير قائلة.. طب لحد امتي هنفضل كده يعني
.. عبير خليكي فاكرة اني مغصبتكيش علي حاجة كله كان بمزاجك لأ وخلينا نقول كمان و تشجيعك ليا.
نظرت إليه في صدمة قائلة.. يعني قصدك ان انا اللي غلطانة في الاخر بقيت انا اللي غلطانة يا حسام
زفر بضيق بينما أومأت رأسها بأسي قائلة.. عارف عندك حق فعلا انا اللي غلطانة غلطانة عشان حبيتك وعشان افتكرت انك بتحبني.
أغمض عيناه بشدة ثم حول نظره إليها وقال بلطف مصطنع.. حبيبتي اهدي اهدي كده واوعدك هنشوف حل بس خلاص بقي كفاية كلام اوي لحد كده عشان مانزعلش من بعض نبقي نتناقش بعدين اتفقنا
هزت رأسها بالموافقة بينما إصطنع إبتسامة وهو يقول في نفسهقال اطلب ايدها قال!
كانت تقف إلي جانبه تراقبه وهو جالس وراء مكتبه منكبا علي بعض الأوراق يتصفحها بتركيز بالغ وكم بدا جذاب حتي إنتهي تماما فرفع بصره عن الأوراق واضعا كفيه علي وجهه بتعب ثم أستند بظهره إلي مقعده وقد بدا مرهق منهك القوي ..تطلعت إليه داليا بإشفاق ثم قالت.. انت اجهدت نفسك اوي في الشغل اليومين دول يافندم.
ثم تابعت متسائلة.. تحب اعملك قهوة
وجه نظره إليها ثم قطب حاجبيه بشكل جذاب أقلق داليا فيما رف جانب فمه بإستسلام فعبرت تلك الحركة عن ضيق صدره الواسع فقال.. ماشي.
منحته داليا إبتسامة رقيقة ثم إتجهت نحو ذاك الركن المنفرد بحجرة المكتب والذي يحتوي علي طالولة وبراد صغير أمسكت داليا بالإبريق الذي ملأته للتو ثم أوصلته بالكهرباء.. مبسوطة في الشغل معايا يا داليا
كان هذا صوت عز الدين الذي وجدته فجأة يقف خلفها شهقت بإضطراب جراء المفاجأة ثم أجابته باسمة.. اه يافندم طبعا مبسوطة.
.. وياتري كونتي صداقات هنا بقي
طغت السخرية علي صوته و ألهبت نظراته وجنتها فقالت.. ايوه طبعا الناس اللي هنا كلهم كويسين وتقريبا كلهم اصدقائي!
.. ممم طب يا تري مافيش صداقات خاصة بقي
.. انا مش فاهمة حضرتك تقصد ايه
غمغمت وهي مدركة تماما لقصده بينما هز كتفيه بلا إكتراث قائلا.. انا مقصدش اتدخل في حياتك الخاصة لكن مجرد فضول مش اكتر اصل بصراحة شخصيتك محيراني شوية بمعني اوضح شداني.
رمشت بحيرة ورمقته بإرتباك وشك فرأته يبتسم و يمعن في جرأته إنها حتما أقدم لعب الإصطياد في العالم !
فسرت الأمر بأنها فتاة بسيطة من الطبقة المتوسطة ذات عادات وتقاليد صارمة أثارت إهتمامه فأراد التودد لها كي بنال منها مآربه وإلا لماذا يهبط رجل مثله لمستوي منخض كهذا
.. بيتهيئلي ان مشاعرك باردة شوية يا داليا!
قال ذلك متسائلا فتوردت وجنتاها ثم عضت علي شفتها قائلة.. باردة ازاي يعني مش فاهمة !
.. لأ انتي فاهمة كويس.
قال ذلك ثم تأملها بخبث وقال.. انا ممكن اعرف بنفسي اذا كنتي باردة ولا لأ لكن جايز اسلوبي ميعجبكيش.
إزداد محياها إشټعلا و تأكدت من نواياه تماما فأشاحت بوجهه عنه وقالت.. اعتقد ان ده مكان شغل حضرتك وميصحش ابدا الكلام في الامور دي هنا او في اي مكان تاني ميصحش.
.. ليه يا داليا پتخافي
عاد يسخر مرة أخري وهو يتفرص فيها بعينين وقحتين كانت متوقعة أنها حظت بالقليل من إحترامه ولكنها كانت مخطئة فسوف يبقي هو كما هو لن يتغير أبدا ..
فكرت أن تغادر مكتبه الأن يكفيها ذلك ولكنه وقف أمامها مباشرة يسد عليها الطريق وكأنه حزر رغبتها في الهرب ثم قال بتكاسل.. شخصيتك شخصيتك يا داليا هي اللي حيرتني فيكي وشدتني ليكي اول حاجة رفضتي المبلغ اللي