الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 9 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

تمام يا مدام ثناء 
Stop 
ملحوظه 
مدام ثناء هى رئيسه الخدم والمسئوله على النظافه فى الفيلا وست مفتريه وجبروت زى ما شوفتوا كدا وعلشان كدا صالح سلطها على سارة علشان توريها الويل منها لله بقى مش عايزين نغلط فيها 
مدام سميرة طيوبه وحلوة خالص وطبعا هى إللى مسئوله على الفيلا وشئونها وهى إللى مربيه صالح 
وبيثق فيها وبيحبها بس طبعا مش بيظهر كدا 
كفايه كلام حلو على سميرة بقى لثناء ټعيط 
ونرجع تانى لسارة نشوفها عملت ايه 
أنتهت من أرضيه المطبخ ومن عملها فى الطابق السفلى 
وانتقلت بعد ذلك إلى غرفته ..... 
سارة مشاء الله الاوضه دى كبيرة قوى دى أكبر من بيتنا كله بس كدا حرام وتبذير وربنا هيحاسبهم على دا كله ..... ناس مش لاقيه سقف يجمعهم ولا بيت يئويهم وناس تانيه عايشه فى قصور ..... يلا وأنا هعمل ايه مليش دعوة 
وبدأت بفك الستائر .. وتغير شراشيف الغرفه الغرفه بالكامل وبدأت مسح الارضيه 
وفى هذا الأثناء ينزل من سيارته ولا يرى أمامه من شدة إرهاقه فهو ظل الليل بأكمله لينتهي من هذا التصميم ولما شعر بالإرهاق ذهب ليستريح فى قصرة ........... قام بفتح باب غرفته فوجدها منقلبه رأسا على عقب ... وهى جالسه على ركبتيها تنظف الارضيه 
صالح بصوت مرتفع إيه إللى دخلك هنا يا بت إنتى وايه إللى إنتى عاملاه فى الاوضه دة 
فزعت سارة وقامت واقفه 
سارة بتلعثم أ..نا بنضف الاوضه 
صالح بنرفزة وحد طلب منك تنضفيها... وإزاى تدخلى بواسختك دى هنا 
سارة بصوت مرتفع وفد نفذ صبرها لو سمحت كلمنى بإحترام وبلاش غلط أنا مش وسخه ..... ومدام ثناء هى إللى قالتلى أنضف اوضتك أنا مش قاتله نفسى علشان أدخلها 
قام بجذبها من شعرها بقوة لما تكلمينى يبقى صوتك واطى زيك بالظبط ومتعليش صوتك عليا .... إنتى فاهمه 
سارة پبكاء لو سمحت سيبنى إنت عايز منى أيه ... إنت فاكر إنى مليش حد يسأل عليا... ماما زمنها بدور عليا دلوقتى ... وهاتيجى تاخدنى 
ظل يضحك بصوت مرتفع ملء القصر بأكمله 
صالح بجد بدور عليكى .... ماما دى إللى سلمتك ليا وهيا إللى باعتك... وعايزة تعرفى بكام... بعشرة مليون بس يلا مش خسارة فى إللى هعمله فيكى 
سارة وهى فى حاله صډمه نعم ! مين باع مين .. ماما عمرها ما تعمل كدا إنت كداب
صفعه مدويه تردد صداها فى جميع أنحاء الغرفه 
صالح فوقى لنفسك يا بت إنتى عارفه بتكلمى مين.. وأنا مش مضطر أثبت كلامى ..بس هثبتلك مش علشان جمال عيونك لا علشان أوجعك أكتر وأكسرك 
قام برفع هاتفه والاتصال على والدتها ... وأنتظر الرد ...وقام بفتح السماعه الخارجيه 
أمانى الوووو أيوا يا باشا .... هم بالرد لكنها أكملت ... اوعى تقولى انك عايز ترد البت المنحوسه دى ... اكيد نحستلك عيشتك وعايز ترجعها تانى .... أنا مليش دعوة يا باشا إنت إشترتها وأنا قولتك معدش ليا دعوة بيها ولا كأنى أعرفها ولا عايزة أشوف وشها تانى خالص ... أنا مصدقت أخلص منها ... عيله غم ..........أيه يا باشا مش بترد ليه 
قام بإغلاق الهاتف بعد ما اسمعها ما يريدة ... وهو يرى صډمتها على وجهها الذى أصبح باللون الأصفر 
صالح بإنتصار صدقتى يا شاطرة .... لا تقوليلى لا بابا ولا ماما .. إنتى دلوقتى زى العبيد عندى وشاريكى بفلوسى......... ويلا بقى سلام تعيشى وتاخدى غيرها أما أروح اتخمد فى أوضه تانيه بدل المخروبه دى خليهالك إشبعى بيها ...
عقلها لا يستوعب ما سمعته .... ألهذة الدرجه تكرهها.....ألهذة الدرجه كانت عبئا عليها ..لماذا كل هذا 
لماذاااااااااا ثم سقطت مغشى عليها من هول صډمتها تاركه كل شئ ورائها 
...........................................
جالسه تتذكر حياتها وماضيها.. وكيف آل بها الحال فى هذا الحى الشعبى! وكيف عاشت الثلاثه والعشرين عاما بعد وفاه زوجها وإختفاء ولدها ومۏت ابنتها الوحيدة بعد ولادتها مباشر وقبل أن تراها .... عاشت الثلاثه والعشرين عاما تتحسر وتتنحب... حياتها وأسرتها الصغيرة تناثرت مع هبوب الرياح هبائا منثورا 
جميله يا ترى إنت فين يا بنى عايش ولا مېت معلش يا حبيب أمك معرفتش أعملك حاجه دمر حياتنا كلها حسبى الله ونعم الوكيل فيه .... يارب قدرلى إنى أقابل إبنى يا ترى ممكن أقابله بعد تلاته وعشرين سنه .... وبقى شكله ايه دلوقتى ....... زمانه بقى راجل طول وعرض مشاء الله ربنا يحفظك يا ابنى من كل شړ فى أى مكان إنت فيه 
خرجت من تفكيرها متذكرة سارة وأنها لم تراها منذ يومين فهذا ليس من عادتها فهى إن لم تأتى لها تناغشها من النافذة ... فقد هونت عليها كثيرا وتعتبرها كأبنتها 
جميله يلا أما أروح أنا أطمن عليها لتكون تعبانه ولا حاجه 
وخرجت من منزلها قاصدة البنايه التى يقع بها منزل ساره .......
وبعد طرقها للباب عدة مرات فتحت أمانى الباب 
جميله السلام عليكم....... إزيك يا حاجه أمانى عامله أيه 
أمانى بضيق نحمدة يا أختى . إزيك إنتى يا ست جميله ... خير فى حاجه ... تعالى إتفضلى 
جميله الله يزيد فضلك يا حاجه .... أنا كنت جايه اطمن عليكم وأطمن على سارة أصل مشوفتهاش بقالى يومين مش زى عادتها ..... وسألت عليها المعلم إبراهيم قالى إنها بقالها يومين مش بتروح المخبز.. خير فى حاجه يا ست أمانى 
أمانى وهى تمصمص شفتيها يقطع خبرها يا أختى البت الواطيه دى .... إنتى متعرفيش المصېبه إللى عملتها .... حطت راسنا كلنا فى الطين وهربت مع عاشقها.... منها لله خلتنى مش عارفه أحط عينى فى عيون الناس 
وادعت البكاء وظلت تنتحب وتندب حظها 
جميله بذهول إهدى يا ست أمانى .. أكيد فى سوء فهم ... سارة عمرها ما تعمل كدا دى بنت محترمه ومؤدبه 
أمانى وهى تمثل البكاء والله يا أختى أنا كنت مخدوعه زيك كدا.... بس صدمتنا كلنا وضيعت شرفنا ...وهضيع أختها معاها خلت سمعتنا كلنا فى الوحل 
جميله بهدوء مش ممكن تكون مخطوفه ولا مجبرة يا حاجه 
أمانى إزاى دى جات هنا يا ست جميله مع عشيقها ... وقعدت تهزأ فينا وتقولنا جتكم القرف على عيشتكم عيشه فقر .... وتقولنا أنها عايشه عيشه الملوك وعمرها ما ترجع للعيشه الفقر بتاعتنا
جميله خير إنشاء الله يا ست أمانى متزعليش نفسك كدا أمال وربنا يقدم إللى فيه الخير 
أمانى شكرا على سؤالك يا ست جميله كتر خيرك والله 
جميله لا شكر على واجب عايزة حاجه 
أمانى مع ألف سلامه يا حبيبتى 
إستدارت لتذهب وعقلها لا يستوعب ما قالته لها ... لا تصدق هذا أبدا ... فهى تعرف سارة حق المعرفه لا يمكن ان تفعل سارة هذا من المستحيل هذا 
جميله فى حاجه من مش مظبوطه فى الموضوع دة ..ربنا يسترها معاكى يا سارة ويحفظك يا بنتى ...
.............................................
جالس يضع قدما فوق الأخرى وعلى شفتيه إبتسامه
10 

انت في الصفحة 9 من 95 صفحات