رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
وقت ما كنا هنقبض عليه متلبس بتسليم شحنه مخډرات
سليم دا مش اسلوب تتكلم بيه وكونك ضابط ميعطكاش الحق تتكلم معايا بالأسلوب دة إحنا دكاترة محترمه وكونك شفتنا فى نفس الزمان والمكان محض صدفه مش أكتر وكون إنك متقبضش على المچرم الحقيقى دا شئ يرجعلك إنت ويرجع لأدائك لوظيفتك ... واتفضل البطايق الشخصيه علشان تتأكد .. وكونى شبيه لمؤمن دة عادى جدا فى ناس كتير تشبه بعضها وربنا قادر على كل شئ يخلق من الشبه أربعين
حسام إحنا آسفين على أسلوبنا وإن إحنا عطلناكم على شغلكم بس معلش دا شغلنا وإحنا عايزنكم دلوقتى تتفضلوا معانا القسم علشان نعمل تحريتنا
سليم إحنا كدا هنتعطل كتير بس مش مشكله يلا بينا يا شباب مع الباشا
.......................................
تجلس داخل الزنزانة بعد ما أحضروها بطريقه مهينه بتهمه الاتجار فى المخډرات
جالسه بذهول وصدمه
ليلى إزاى المخډرات دى وصلت لشنطتى ومين إللى حطها فى الشنطه وأيه غرضه من دا كله ممكن يكونوا الناس اللى بتهددنى فى الموبايل بس ليه هيعملوا كدا وهدفهم أيه من دا كله .... يا الله افرج كربى يارب إنت عارف إنى معملتش حاجه وطول عمرى ماشيه جمب الحيط مليش غيرك يا رب اهلى معرفش هما فين وسابونى فى ملجأ ليه الكل اتخلى عنى ومليش لا سند ولا ضهر فى الحياه دى .. أنت سندى يا الله أفرج عنى وفك كربى يا مجيب السائلين طرقت بابك أنت يا الله وأنا واثقه فى عطائك وإن سبحانك بتختبر صبرى وثقتى بك بس صدقنى عمر ثقتى بيك ما تتهز أبدا علشان إنت كتير وقفت وسترتها معايا.
وتكون الثقه بالله من خلال الثقه بالله فى تفريج المحڼ والكربات فالحياه مليئة بالهموم والمشاكل التى لا يعلمها إلا الله جل فى علاه فإن ضاقت الحياه يوما كدرت أيامنا وتنعصت وإن أضحكتنا الحياه ساعه فإنها تبكينا أياما وهكذا فالحياه متقلبه ولا تدوم على حال واحد وكلنا يعلم أن هذه البلايا لا يزيلها إلا الله ولذلك فالمسلم على ثقه دائمه بربه أنه لابد من أن يأتى وقت تنتهى فيه كل الكروب والمشاكل وتفرج الهموم بعد الضيق والشدة وقد كان رسولنا الكريم القدوة الحسنة فى الصبر والټضحية ولهذا يتوجب علي امه محمد صل الله عليه وسلم بالصبر حتى يأتى وعد الله .
......................................
نأتى لأسوة التى ظلت تسير داخل متاهات لا تستطيع الخروج منها إلى أن حل الظلام عليها إنبهارها بالمكان أنساها الزمان ظلت تلتفت حولها فلم ترى إلا الظلام الدامس
أسوة بړعب أنا عملت أيه فى نفسى الدنيا ضلمه والطرق كلها داخله فى بعضها ومش عارفه أنا دخلت منين وهخرج منين أنا دبست نفسى وخلاص ويارتنى لقيت حاجه .... وفجأه تذكرت أن معها كشاف صغير فى حقيبتها قامت بإخرجه وإضائته
ظلت تدور فى دائرة وتبحث عن اى مخرج لهذة المعضله لكن بلا فائدة فهى تدور فى دائرة مغلقه ... وبعد قليل من الوقت جلست أرضا متهالكه وقامت بإسناد ظهرها على شجرة
أسوة أعمل أيه ...... اووووف خلاص شحن الكشاف هيخلص والله أعلم الغابه دى فيها ذئاب ولا كلاب .. المكان دة اكيد مفهوش لا بيوت ولا اى بشړ خالص
وأخذت تعدو وتعدو وشخص يتبعها أنفاسها باتت أن تنقطع والظلام دامس لا ترى أمامها ولا تعرف أين تتجه جرحت نتيجه إصتطدام الأشواك بها لم تعد تقوى على التحمل أكثر أصبحت الرؤيه أمامها ضبابيه تعرقلت قدمها فى أحد جذوع الشجر ثم سقطت مغشى عليها مصتطدما رأسها فى أحد الصخور
.......................................
يادى النيله البت دى فين لغايه دلوقتى هى ولا فى بالى ولا تهمنى بس إللى معاها يهمنى لغايه ما أخد إللى أنا عايزاه منها وبعد كدا تغور فى ستين داهيه
سمعت رنين هاتفها
بتول أعمل أيه دلوقتى هيسأل عليها وأنا لسه ما أخدتهاش
بتول الووو ايوة يا باشا
مجهول جبتى الحاجه منها
بتول پخوف لا يا باشا لسه أنا بدور يا باشا ودورت كتير بس مش عارفه أوصل لحاجه لسه
مجهول بقالك قد أيه بتقولى لسه مش عارفه تتصرفى فى حته عيله لو مش عارفه ومش قد المهمه أبعت غيرك
بتول خلاص يا باشا مش هتتكرر وهنفذ عالطول بس هيا تصرفاتها عاديه وانا مش لاقيه وراها حاجه
مجهول بصوت مرتفع أنا مليش فيه إللى أقوله يتنفذ وبس
بتول حاضر يا باشا إدينى يومين وكل حاجه هتبقى جاهزة
.........................................
واقفه تجلى الاوانى بصمت وقلبها ېنزف من الداخل وتفكر فى هذا اللغز الغامض من هذا وما الذى يريدة منها ولماذا تركتها والدتها أسئله كثيرة لا تجد لها جوابا.. خرجت من چحيم والدتها لتأتى لجحيمه... فهى منذ أن أتت تتنمر عليها جميع الخدم وتعمل مثل الطاحون ... وقفت حزينه تفكر فى مستقبلها وإلى ما سوف تئول إليه الأمور
تنهدت بصوت مرتفع يلا الحمد لله أكيد خير
اقبلت إليها سميرة وهى إمرائه ذات وجهه مبشوش مشرق
سميرة مبتسمه مالك يا سارة أنا عارفه إنك تعبتى
سارة بحزن مفيش أنا كويسه .. بس بالله عليكى قوليلى من دة وعايز منى أيه أنا عمرى ما شفته خالص
سميرة والله يا بنتى ما أعرف هو بيعمل كدا ليه معاكى بس شكلك ديساله على طرف
سارة أنا معرفوش أصلا علشان أدسله على طرف دا شكله عديم الرحمه وإنسان مش كويس خالص
سميرة بحزن عليها والله يا بنتى صالح باشا كان شاب كويس جدا ومكنش كدا بس معرفش حاصله أيه فاجأة علشان يبقى كدا .. أنا معاه من أيام ما كان طفل كان مرح جدا وكان مالى البيت فرح وسعادة بس بعد والدته ووالدة ما ماتوا اتقلب حاله وحياته الخاصة محدش يعرف عنها حاجه ولا إحنا نعرف عنه حاجه
سارة إللى محيرني دلوقتى إن ماما موقفتهوش ولا قالت أى حاجه ... بس اكيد هو هددها صح
سميرة يا بنتى إنتى أنضف من إنك تفهمى البشر إحنا يا بنتى فى غابه الكل بياكل بعضه القوى بياكل الضعيف
سارة يعنى أيه مش فاهمه تقصدى أيه
سميرة ولا حاجه يا بنتى يلا روحى خلصى شغلك علشان ميطلكيش غضبه والله لو أقدر أعملك حاجه كنت عملتلك بس مفيش فى إيدى حاجه العين بصيرة واليد قصيرة يا بنتى
سارة ولا يهمك يا دادة سميرة كفايه وجودك