الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 34 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

بداخل القصر 
صباح الخير 
التفتوا إليها جميعا
لتردف صفيه صباح النور أيه الإختفاء الطويل دا يا ويسو 
همت سلوى للتحدث لكنها توقفت عندما لاحظت يزيد
نظرت بإستغراب لأسوة ثم تسائلت مين دا يا أسوة
بينما تسرع إليه صفيه مبتسمة إنت مين يا حلو 
تعلقت أنظار الجميع بها بترقب
لتسرع بإلقاء جملتها التى بسببها سيغيرون وجهة نظرهم بها.. لكنها تحلت بالشجاعة

دا يزيد .... ثم صمتت ... إبني 
فور سماعهم لهذا رفعت سلوى أنظارها بدهشة إبنك!
تسائلت صفيه بالسؤال المعتاد لهذا الموقف إنتي متجوزة
ابتلعت ريقها بتوتر وأجابت بالكلمة الفاصله لا....
لينشر الصمت أثوابة بأنحاء المكان ويحتلها لتتلقى نظرة من الجميع أصابتها بمقټل..
وتوارى الجميع عنها سريعا كأنها فيروس معدي
نظر إليها يزيد ليقول ببرائه هما مشيوا ليه يا ماما هما مش بيحبوني 
نزلت لمستواه واحتضنته لا يا حبيبى طبعا بيحبوك وبعدين كفايه أنا بحبك ولا أيه
ليلتفت حوله ثم يقول هو عمو مؤمن فين.. مش هوا هنا ودا بيته
لترد عليه بضيق مصطنع هو أنا كل ما أكلمك يا زيدو تقولي عمو مؤمن أنا مش ماليه عينك يعني
يزيد أنا بحبه يا ماما ومتزعليش .. بحبك إنتي كمان
لتتحدث بجديه نقول الكلام الجد بقى أنا دلوقتي هبدأ شغلي وانت هتقعد هنا تفطر وتشرب اللبن وأنا كل شويه هاجي اشوفك وو...
وكادت تنهي حديثها لكن صراخه بأسمه جعلها تتوقف مرغمه وداخلها سينفجر من الڠضب 
يزيد عمو مؤمن..... عمو مؤمن
كان قد وصل إلى الردهه الواسعه للقصر ليتوقف عند سماعه نداء بأسمه..
ويستدير له..
ليأتي الأخر له ويحتضنه على حين غرة عمو مؤمن أنا بقالي كتير بسأل عليك
بينما هو فقد تفاجئ من فعلت الطفل وقف مشدوها لا يعلم كيف يتصرف بحب ومودة ليكتفي بوضع يده على رأسه ماسحا على شعرة
لتسحبه أسوة على الفور تعالى هنا يا زيدو 
ثم وجهت حديثها إليه قائله هو طفل ميعرفش حاجه
وتابعت أيضا أنا هنزل أشوف شغلي وبعد إذنك هسيب يزيد هنا فى القصر علشان ميبقاش لواحدة فى الملحق
وظلت تترقب رفضه إلا أنه فاجئها بندائه صفيه .. صفيه
أتت إليه مسرعه أمرك يا مؤمن باشا 
نظر ليزيد ثم تحدث خدي بالك منه ومتسبهوش طول ما الدكتورة فى شغلها
نظرت صفيه للطفل بحب مجبرة فهى لا تستطيع كره الأطفال وفي الأخير ليس عليه ذنب فيما حدث 
أمرك يا باشا
إستدار ليذهب لكنه توقف عندما قال يزيد سلام يا عمو مؤمن
نظر إليه بأعين مليئه بالألغاز سلام يا بطل.
نذهب إلى حيث سارة ..
رفعت رأسها بتثاقل وتنظر حولها بإستغراب لتسرع إليها سميرة متسائله بلهفه سارة يا بنتي إنتي كويسه
أومأت رأسها بنعم ونظرت إليها بإستفهام وظلت تشير بيدها سائله بالإشارة.. ماذا حدث
فهمت سميرة ما تريد لتخبرها صالح لقاكي مغمى عليكي في المكتب وشالك وجابك على هنا والدكتور اطمن عليكي وداكي مهدء ودا إللى نيمك كتير..
هزت رأسها بصمت..
ليقطع خلوتهم دلوف صالح للغرفه..
ليوجة حديثه لسميرة لو سمحتي يا سميرة سبينا لوحدنا شويه
وبدون تعقيب تركت سميرة الغرفه وذهبت للخارج..
جلس على أحد المقاعد المجاورة للفراش بينما هي لم ترفع أنظارها إليه فالأمس كان رجل غريب بالنسبه لها واليوم أصبح زوجها ..
باتت غارقه لا تفهم شئ..
نظف حلقه ثم نطق بهدوء أظن إنتي شوفتي إمبارح قسيمة جوازنا مش محتاجه أشرحلك وعرفتي إنك مراتي شرعا..
لترفع إليه أنظارها بهدوء وتحاول الحديث لكنها لم تستطيع النطق
بينما هو ينتظر حديثها ناسيا أنها لم تعد تستطيع الحديث ليتأمل تلك الأعين المليئة بالحزن يغشيها طبقه شفافه من الدموع 
فهدوئها هذا يثير بداخله مشاعر قويه لا يستطيع تجاهلها .. فليترك نفسه يغرق بداخل عالمها وليحدث ما يحدث ..
خفضت أنظارها وهذه الفعله جعلته يستفيق من هذا الهراء الذى يفكر به 
تحدث مرة أخرى أكيد عندك دلوقتي مية سؤال عموما إنتي داخله البيت دا وإنتي مراتي وكاتب كتابي عليكي وطبعا بموافقة أمك
نكست رأسها بخزى فها هى والدتها مره أخرى حتى هذا الشئ كسرتها به ايضا ولم تستطيع إختيار من سيكون زوجها كما تفعل أي أنثى فقد سلبت والدتها هذا الحق منها بل وجميع حقوقها 
وقف من جلسته ثم وجه أنظاره إليها عموما بكرا هتبدئي فى العلاج بتاعك علشان ترجعي زى الأول
وتابع حديثه بنبره تحذيريه أوعي تفكري ولا يجي فى عقلك إن عفيت عنك ونسيت عملتك أمي فاقت وهي إللى شهدت وتعرف حاډثة آدم بالتفصيل وهتأكد إذا كنتي إنتي ولا لا ..
ثم خرج تاركا خلفه غبار من الألم كعادته..
بينما هى قفز الأمل بقلبها عندما قال أن والدته تعرف من فعل هذا ..
ومن المؤكد أنها ستنكر بأنها الفاعله وسيخلى سراحها من هذا السچن.
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.....
وصلت الطائرة أرض الوطن معلنه عن وصول محمد الفارس وزوجته سهام 
بعد ما يقارب ساعة...
كانوا يقفون أمام أحد الشقق العصريه منتظرين فتح الباب والإجابة من الداخل.
ولم يطول إنتظارهم ليفتح الباب وتظهر بتول من خلفه..
وبمجرد رؤيتها لهم توسعت عينيها پصدمه ونطقت مباشره أنتوا أيه إللي جابكم
ليتحدث بسخرية أيه يا بتول هانم مش هترحبي بإبنك ولا أيه
بتول إنت لسه فاكر إن عندك أم
لتتحدث سهام طب هنتكلم على الباب كدا كتير 
تشدقت بسخرية لا إزاى إدخلي يا مرات إبني 
ثم وجلوا جميعهم للداخل وتتحدثت بتول بعد جلوسهم أيه إللى جابك وحدفك عليا يا ننوس عين أمك 
تحدث بهدوء كأنه يخبرها بأحوال الطقس الشركه وقعت وشركة الصياد اشترت الأسهم
ضړبت على صدرها پصدمه إنت بتقول أيه!.. عايز تقولي إنك فلست
وضعت سهام قدما فوق الأخرى وتحدثت بغرور إحنا فلسنا هناك يا حماتي العزيزة بس معانا هنا كنز كبير ولا إنتي ناسيه بنتنا أسوة 
أجابتها بتول بنبره يملؤها الأستهزاء بنتنا!! .. عموما يا أمها بنتك العزيرة بقالها شهر مختفيه وأنا مبلغه إبني الغالي بكدا
بس الجديد بقى إحنا لقينا جثتها ڠرقانه فى البحر 
تحدثا الأثنين بصوت واحد مرتفع نعم ... إنتى بتقولي أيه دا مستحيل
جلست ببرود والله دا إللى حصل 
ظل يدور هنا وهناك پجنون وېحطم ما تطوله يده تحدث پجنون وقد فقد السيطرة على ذاته إنتي بتهرجي ولا أيه طب معرفتنيش ليه
ولا دي لعبه منك علشان تاخدي الورق وتكوشي عليه
تحدثت بوجه ثلجي طب أقعد وإهدى على نفسك شويه البت دي أصلا مكانش معاها حاجه
وعموما دي شهادة الوفاه بتاعتها 
زاغت أنظاره بجميع الأرجاء وتحدث بتيهه هو أيه إللى مش معاها حاجه أنا متأكد إن الورق دا معاها
بتول أنا إللى كنت عايشه معاها وفضلت معاها عشرين سنه ومتأكدة إن الورق دا مكانش معاها 
لتتحدث سهام اخيرا بعد إصغائها للحديث جيدا في كل الأحوال أنا هدور فى الموضوع دا ومش هسكت أنا كدا كدا ميهمنيش البت أنا يهمني إللى معاها 
بتول إعملي إللي تعمليه وابقي وريني شطارتك ومتنسوش العمليه إللي جايه وميعدها قرب ودي أكبر عمليه هنعملها 
كفايه الخسارة إللي خسرناها المره إللي فاتت مش عايزينها تتكرر تاني 
محمد هو أيه إللى تتكرر دا أنا حاطط كل الفلوس إللي معانا في العملية دي وهي تبقى تعويض للخسارة 
أيدت سهام حديثه
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 95 صفحات