الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 32 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

هذة الذكريات التى حفرت بداخل ذاكرته ولن تمحى أبدا .....
فلاش باااك 
أدخل...أدخل يا قاټل أنا مش عارف إزاى تبقى طفل كدا وتقتل أبوك يا مچرم 
حظك الأسود إنك هتفضل فى الأحداث ومش هتشوف الشمس كل إللى هتشوفه هنا الذل والعڈاب ألوان .
لېصرخ الطفل پبكاء بابا مامتش وهيجى هو وماما ياخدونى أنا مقتلتش بابا 
لم يجد رد سوى هذة الصفعه على وجنته تليها الثانيه فالثالثه 
اسكت يا مچرم إنت ليك عين تتكلم دا إنت متوصى عليك وصايه جامدة 
ثم علا صوت الرجل مناديا يا رمضان..... إنت يا زفت 
ليهرول إليه رجل ممتلئ البدن قصير القامه قبيح المنظر رث الثياب تفوح منه رائحه كريهه 
ايوا يا استاذ امجد 
امجد الواد دة تخلعه هدومه ويدخل أوضه الټعذيب ويفضل من غير هدوم فى البرد ده دا متوصى عليه وصايه جامدة ..
وعايزك تشرح جسمه بالكرباج السوط وليك حلاوة كمان..
لينظر الرجل بفرحه عارمه ويمسح على أسنانه الصفراء بس كدا غالى والطلب رخيص دا أنا هخليه يقول حقى برقبتى ويتمنى المۏت ولا يطوله.
وهذا كان حديثم أمام طفل يبلغ العشر سنوات قد أذابه الخۏف فإن لم يمت من العڈاب سيموت من الخۏف .
ليسحبه إلى الغرفه ويلقيه بداخلها ليدخل بها مؤمن الطفل ذا العشر سنوات ويخرج منها إنسان آخرفهم لم يجردوة من ملابسه فقط بل جردوة من مشاعر الحب والحنان والإنسانية 
وظلوا يجلدونه إلى أن صنعوا منه شخصا آخر ..
ويتم تكرار هذا السيناريو يوميا بإختلاف طرق الټعذيب
التى اختلفت وتنوعت والتى أيضا لا تخطر على عقل إنسان عادى .
إستفاق من بحور ذكرياته على تلك الدمعه الخائڼة التى سقطت من إحدى عينيه رغما عنه لتناعى مؤمن الصغير الذى ډفن هذا اليوم ..
ليجد أن الصباح قد هل من جديد وتشابكت خيوطه متداخلة بعضها ببعض فقد أمضى الليل بين طيات
ذكريات الماضى الأليمة
وقد مضى الليل ايضا على أسوة تبكى على فلذة كبدها وقلبها مولع بالخزن والقلق عليه 
فهو ليس بين أيدى أى أحد
إنما بين براثين الصياد .......
مر يومين على هذه الأحداث ولم يتغير شئ ظل الحال كما هو...
ظلت أسوة منعزله الجميع تخرج للعمل ثم تعود لتكون حبيسه الملحق وتبدأ بنوبه بكاء على ما آل إليه حالها ..
ولم ترى بذلك اليومين وجه مؤمن قط .
أما سارة فقد خرجت من المشفى بعدما تحسنت حالتها لكنها خرجت فاقدة لشئ غالى جدا ولا تدرى ماذا ستفعل وكيف ستمارس حياتها بعد الآن مع هذه الإعاقة..
وقد أصبح صالح أكثر شراسه من ذى قبل بعد هذا الشرخ الذى حدث بعلاقته بمؤمن بالإضافه لشعورة بالذنب الشديد لفقدانها النطق..
بينما ليلى فقد تحسنت حالتها كثيرا وبدأت تمارس حياتها بشكل طبيعى وتعيش على أمل تلتقى بهذا الشخص الذى لا يترك أحلامها...
لكن أهذا ممكن
وأيضا لم يغفل ليث عنها ...
ظلت تسير من غير تهادى تبحث هنا وهناك عن أى إعلانات للعمل لتشعر بالإرهاق الشديد يهاجمها فهى تبحث من الصباح بالإضافه إلى ذلك تعبها ..
لتجلس على أحد المقاعد لتأخذ أنفاسها ..
لفت إنتباهها إزدحام شديد بأحد المناطق المجاورة لها ليقودها فضولها وتذهب لتعلم ما هذا..
فوجدت أحد المطاعم الضخمه بل الضخمه جدا 
التى لا يدخلها إلا أصحاب الطوابق المرموقة بإختصار للأغنياء فقط ..
ظلت تشاهد من الخارج ليلفت أنظارها أحد الألواح المعلقه وتلتقط عينيها ما كانت تبحث عنه
إدارة المطعم تريد عمال . 
لم تمهل لنفسها فرصه وذهبت على الفور لداخل المطعم ....
راحه فين يا أستاذة 
ليلى لو سمحت فى إعلان برا إنتوا عايزين عمال للمطعم وأنا محتاجه شغل .
العامل طب تعالى ورايا
وبالفعل ظلت تسير ورائه حتى وصل إلى إحدى الغرف طرق الباب عدة طرقات ثم دخل إليها 
العامل إدخلى والأستاذ على هيسلمك شغل 
نظرت لأنحاء الغرفه وجدت عدد لا بأس به من البنات يبدو أنهم جائوا من أجل العمل أيضا 
وبدأ المسئول يوزع العمل على كل من فى الغرفه حتى جاء دورها .
وقف أمامها وأخذ يمشطها بأعين متفحصه 
المسئولعلى إنتى مش هتنفعى جرسونه علشان لبسك وكدا كدا معدش فى مكان ألا فى المطبخ .
ليلى معنديش مشكله 
المسئولعلى يبقى تمام كدا فى عمال ناقصين فى المطبخ و هيبقى شغلك غسل الصحون وتنضيف المطبخ والكلام دا أظن فهمانى.
ليلى تمام فاهمه حضرتك بس مواعيد الشغل إمتى
المسئول الشغل هنا بيبدأ متأخر على الساعه تلاته بس طبعا بنخلص متأخر على حسب الحجز ومتمشيش ألا لما المطبخ يكون نضيف تماما والمسئوله على المطبخ هتفهمك شغلك وهتبدئى من بكرا .
ليلى تمام .. شكرا 
المسئول إسمك ايه 
إجابته على الفور ليلى حبيب. 
تنفست الصعداء أخيرا فيجب عليها قبول هذا العمل فهى تحتاجه بشدة لكن ما يثير قلقها هو تأخرها فى العودة ...
بمكان بعيد ... لم نذهب إليه من قبل ..
إيطاليا
إهدى يا محمد مش كدا 
محمد اهدى إزاى الشركه ضاعت من إيدى وأعلنت إفلاسى ... والديون تلتلت عليا وتقوليلى أهدى..
سهام واضحه خالص يا محمد إللى حصل دا مقصود فى حد قاصد يدمرنا وشكله عارف نقاط ضعفنا
بس يا ترى مين
رد عليها بحيرة ودا إللى هيجننى 
جلست ووضعت قدما على أخرى ثم تسآئلت ..
إنت تعرف صاحب الشركه إللى إشترى الأسهم 
جلس بإرهاق إللى إشترى الأسهم إمبراطورية الصياد ومعرفش مين صاحبها لان المدير التنفيذى هو إللى مضى العقود 
سهام غريبه يعنى مش المفروض صاحب الشركه إللى يجى يمضى غريبه يبعت المدير التنفيذى 
محمد غريبه ولا مش غريبه دا مش شغلى المهم إحنا لازم ننزل مصر 
وقفت بفزع عقب سماعها أخر جمله مصر ..... لا أيه إللى يخلينا ننزل ..
محمد هو إفلاسنا أثر على دماغك ولا أيه بقولك الديون تلتلت على راسى وهيتقبض عليا.
سهام خلاص هننزل إمتى 
محمد مفيش وقت .. أنا حجزت التذاكر والصبح هنكون فى مصر
سهام والشحنه إللى هنسلمها 
محمد هنحول الفلوس لحسابنا ونخلع 
سهام انت ناوى على دمرنا يا محمد
محمد محدش هيقدر يوصلنا ومتنسيش إن فى كتير فى مصر مستنينا 
سهام بسخريه ما تتأملش الست الوالدة لسه موصلتش للورق
محمد موصلتش هيا هوصل أنا..
ويلا بلاش كتر كلام وجهزى الشنط..
دى العقود وكله كدا تمام 
أخذ يتأملها ببطء وتريث تمااام 
صالح طب فهمنى طيب أنا مش فاهم حاجه 
مؤمن بلامبالاه ولا حاجه الشركه وقعت وإحنا إشترينا الأسهم أيه إللى فيها 
صالح بس كدا! يعنى مش انت السبب فى سقوط الشركه دى 
مؤمن ولو .. فين المشكله 
صالح بعصبيه طفيفه فى إنك ډمرت حياه أسرة وخليت واحد زى محمد الفارس يعلن إفلاسه 
_تحدث بهدوء أظن دا شئ ميخصكش يا صالح 
صالح أيه إللى بينك وبين محمد الفارس يا مؤمن 
مؤمن وما زال على حالته من البرود بردوة ميخصكش 
صالح هتفضل كدا لغايه إمتى 
مؤمن روح شوف شغلك يا صالح ولا أقولك روح إرتاح.. إنت لسه واصل من سفر 
صالح تمام يا مؤمن انت حر أنا خاېف عليك مش اكتر 
ثم تركه وخرج من الغرفه ......
أرخى ظهرة على
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 95 صفحات