رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
نفسه بشق الأنفس وجاهد ليخرج صوته طب هتفضل عالطول كدا يعنى مش هتتحسن
الطبيب دا على حسب النفسيه وإستمرار العلاج وأكيد هترجع مفيش حاجه مستحيله
تسائل صالح صحتها تمام ولا فى حاجه تانيه
الطبيب كله تمام درجه حرارتها نزلت وبقت بخير بس ياريت ميبقاش فيه ضغط عليها ولا تتعرض لازمه تانيه وتبعد عن أى حاجه پتخاف منها وخصوصا الظلام دا شئ مهم وإحنا أسفين كمان مرة للى حصل يا صالح باشا أوعدك مش هيتكرر تانى .
الطبيب على أخر اليوم لو تحب .
صالح تمام
جلس على أحد المقاعد ووضع رأسه بين يديه بإرهاق وتعب لا يعلم كيف سيتعامل معها بعد الآن فلا يستطيع أن يكمل إنتقامه منها وبالفعل قد تشوش تفكيرة وبدأ يتسآئل أهى المقصودة أم غيرها !
فمن الواضح أن هذة البنت لا تمثل البرآءة كما كان يعتقد لكن أين الدليل على هذا الكلام لا يملك أى شئ ....
إكتفى بهز رأسه إيجابا ..
سميرة وهى عامله أيه دلوقتى
أشار للغرفه برأسه إدخلى شوفيها
وبالفعل لم تنتظر ودخلت للغرفه على الفور.
بداخل الغرفه....
تجد حاله من الهرج والممرضه تحاول تهدئت سارة التى تكسو ملامحها الزعر ناهيك عن دموعها التى تتساقط بغزارة وقفت مكانها تشاهد بإستغراب شديد لكن سرعان ما أفاقت وهرولت إليها عندما رأت أن الأمور تسوء أكثر ويصدر عنها همهمات غير مفهومه .
عندما رأتها سارة ظلت تتحرك بهستريه ماددة يدها إليها لتأخذها بأحضانها على الفور وتحاول تهدئتها .
ذوت بين حاجبيها بإستغراب مالك يا سارة ايه زورك الحنجرة بيوجعك
لتهز رأسها بلا ويصدر عنها همهمات غير مفهومه
تنظر سميرة بإستفهام للمرضه فى ايه يا بنتى أيه إللى بيوجعها
لتطرق الممرضة رأسها بأسف للأسف الأنسه سارة فقدت النطق .
الممرضة إستهدى بالله يا حاجه بلاش الكلام دة علشان المريضه .
عندما سمعت سارة هذا الخبر علمت لماذا لا يتجمع الكلام بحلقها ولا يرد الخروج وعلمت لماذا عجزت عن الحديث فهى أصبحت بكماء قولا وفعلا خرساء حقيقتا وستصمت للأبد حتى الحديث عجزت عنه
ستصمت وستبكى...
نظرت بعجز إلى سميرة ولا تدرى كيف التصرف فهى لا تعلم بعد كيف يتصرف البكم....
لتأخذها سميرة بأحضانها وتربت على ظهرها بحنان وتدعوا بصمت من أجل هذة المسكينه وهذا ما تستطيع تقديمه لها . ...
_________________
عينيها معلقه بخاصته تنظر إليه بحب ولا تستطيع أن تحيد بعينيها فالحنان الذى بداخل عينيه يجذبها لداخل بحور من الدفء والحنان التى تجهل كيفيه الغوص بداخلهم..
وضعت يديها بداخل يده ليشدد عليها جيدا ويصتحبها لداخل أحد الحدائق الجميله التى لم ترى مثلها أبدا فسبحان من أبدعها! ...
ظل يسير بها إلى أن وجدت نفسها محاطه بالأزهار توسعت عينيها على أخرهما عندما وجدت حولها كل الأشياء التى حرمت منها سابقا وكل شئ تمنته يوما ما !
ظلت تدور حول نفسها بفرح شديد ويعلو صوت ضحكاتها الذى تردد صداها بالمكان ليمتزج صوت ضحكاتها بضحكاته الصادرة أيضا فى جو مليئ بالحب والدفئ ليسرقوا وقتا سريعا بعالم ليس به غيرهم فقط
لتستيقظ على صخب ضحكات تملئ عقلها وتتردد صداها بأذنها..
لتعتدل بفراشها وسندت ظهرها علي الوسادة ..
ليلى استغفر الله العظيم أيه الحلم دة يارب ومين الشخص دا والله يارب أنا ما بفكر فى الحاجات دى إزاى تجيلى فى حلمى كدا .. ودى مش أول مرة أحلم بيه بس الحلم كل مادة ما بيطور..
وشردت مرة أخرى بهذا الحلم الجميل بكل تفاصيله ما الذى يربطها بهذا الشخص كى لا يترك أحلامها بهذة الطريقه فهى لم تراه قط بحياتها ... تود أن لو كان أمامها بالحقيقة تريد وبشدة أن تراه ليخرج إليها من عالم الخيال إلى أرض الواقع ... وتبقى بداخل أحضانه ما تبقى لها من العمر فمن الممكن أن يكون عوضها على سنين الشقاء...
تفيق من شرودها وټضرب بيدها جبينها أيه دا يا ليلى
استغفر الله العظيم والله ما أقصد يارب
بس حسيت من ڠصب عنى تفكيرى ومشاعرى بيجرنى
فى ناحيه تانيه بس أسفه يارب أنا هخرجه من بالى
ومعدتش هفكر فيه تانى...
ثم توجهت بالحديث مع نفسها يعنى مش من العقل يا ليلى تربطى عقلك كدا وتفكرى فى واحد عقلك رسمه.
وقعت عينها على المنبه الذى يقبع بجانبها يا خبر دا كله نوم دا الفجر قرب يأذن ... أقوم أصلى الفجر بقى واذاكر شويه علشان أعوض إللى فاتنى
وكالعادة يستيقظ من نومه على هذا الحلم الذى بات لا يتركه مشاعر الحنان الذى ماټت بداخله ودفنت بدأت فى الظهور لتغزوا قلبه من جديد على يد
تلك الفتاه ليلى .....
خرج للشرفة الخاصه بغرفته ليستنشق بعض الهواء لعله يستفيق من هذه الوخمة التى تقبض على قلبه ..
ليجدها جالسه على أحد المقاعد أمام الملحق
وما زالت الدموع تهطل عينيها بدون توقف من المؤكد
بكائها على ولدها المزعوم يزيد
ظل يراقبها بأعين حادة كالصقر وتوعدها بالكثير
والكثير ...
علا رنين هاتفه بداخل الغرفه ليأخذة ويجيب فورا عقب رؤيته لأسم المتصل.
ايوا يا مؤمن
مؤمن بإختصار الأخبار
فى حاجه غريبه جدا بتحصل
مؤمن اتكلم عالطول
الست إللى إسمها بتول والراجل إللى معاها بيحاولوا يثبتوا بأوراق مزورة إن أسوة الخطيب ماټت ڠرقانه وجثتها إتشوهت.. ومعاهم چثه بنفس معالمها
على أساس إن بقالها كتير متغيبه وتم العثور على
الچثه....
ليردف مؤمن بهدوء تمام سيبهم يعملوا إللى هما عايزينه. ماټت... ماټت.
إزاى كدا هما هيستفادوا أيه من كدا وليه يعملوا كدا
مؤمن هيستفادوا كتير إعمل بس إللى بقولك عليه
وسيبهم يعملوا إللى هما عايزينه ..
الطرف الآخر بدون نقاش تمام ... ثم تابع بالنسبه الموضوع التانى أنا قدرت أجمع الأسماء إللى كانوا فى الزنزانة بعناوينهم كمان
مؤمن كويس أووى ابعتهم فورا ....
ثم تابع مؤمن حديثه وأخيرا بقى والأهم شركات الفارس أصحى من النوم ألقيها وقعت وإحنا إللى هنشترى الأسهم أنا عايز محمد الفارس يعلن إفلاسه
بكرا آخر النهار وديونه تبقى متلتله... إنت اكيد فاهم
لا طبعا مش فاهم ولازم أفهم يا مؤمن
مؤمن إعمل إللى بقولك عليه وهتفهم كل حاجه فى وقتها
تمام يوم واحد بس ومحمد الفارس هيبقى على الحديدة
وعلى هذا النحو قد إنتهت هذه المكالمة ...
ليبتسم إبتسامه شړ خلاص قربت النهايه يا محمد بيه أما أعرف لسه فاكرنى ولا لا .. بس متقلقش خالص
لو مش فاكرنى أنا هفكرك بنفسى كويس وعمرك ما هتنسانى تانى..
أرجع رأسه للوراء وإنجلى الألم على ملامحه
لتنهش الذكريات عقله بدون رحمه