الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 30 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

من الملجئ إلى هنا كانت تظن أنهم سيبتعدون عنها وسيحتقرونها لكنهم خيبوا ظنها بهم جميعا فقد قابلها 
بكل الحب والمودة والإحترام وبوجه خاص الخاله أمل 
ليلى تسلم إيدك يا خالتى أمل مش عارفه أقولك أيه والله .
أمل متقوليش حاجه يا حبيبتى دا إنتى بنتى يا ليلى ويلا كفايه كلام واقعدى كلى وإملى بطنك علشان شكلك خاسس خالص ووشك أصفر وهجيلك بكرا
علشان تحكيلى إللى حصل 
ليلى تسلميلى يا خالتى إنتى تنورى
ودعتها ليلى على الباب ثم أخذت تتناول طعامها بشهيه مفتوحه ونفس سعيدة 
وذهبت بثبات عميق بكل راحه وقلب مطمئنا بعد غياب .
أخذت تتقلب بفزع شديد وهذا الظلام يتطاردها منذ أن غابت ذاهبه لأحلامها لم يكتفى أنه يلازمها بحياتها وعندما قررت الذهاب لثباتها أتى ورائها ولم يتركها .........
ظلت تركض وتعدو بأسرع ما لديها وأحدهم يتطاردها إلى أن وصلت لمنحدر شاهق ولم تنتبه إليه فسقطت من أعلاه إلى الهاوية 
وهذة كانت النقطه الفاصله لجعلها تستيقظ بفزع وتفتح عينيها على وسعها .
وظلت تتنفس ببطء بعد أن شعرت بأن أنفاسها كادت على وشك التوقف لفت إنتباهها صوت همس من حولها وأصوات متداخلة .
نظرت حولها فوجدت رجل يرتدى ذاك الزى الطبى على الأغلب أنه طبيب بجوارة شابتين من المؤكد أنهم ممرضات .
ظلت عينيها تلتف بجميع الإتجاهات بتوهان فهى ما زالت على قيد الحياه كانت تظن انها النهايه لكن مازال فى العمر بقية. 
تحدث الطبيب محاولا تشخيصها الحمد لله على سلامتك إنتى سمعانى يا آنسه سارة 
حاولت النطق وإجابته لكن بلا فائدة 
لم تستطيع تجميع الكلمات .. فحركت رأسها علامه نعم 
سألها الطبيب مرة أخرى طب إنتى فاكرة أخر حاجه حصلتلك .. إنتى فاكرة إللى حصلك
لتحاول تذكر ما حدث وسريعا ما تدفق سريان الأفكار بعقلها سريعا بلا رحمه كأنهم بسباق .. زجه لها خارج القصر وترجيها إياه أن يتركها وألا يخرجها فى الظلام ويتركها وحيدة .
نعم تتذكر جيدا عدم رحمته ورأفته بها وقسوته أيضا
لكنها أيضا لم تستطع النطق وتجميع الكلمات .
فأشارت إليه برأسها أى نعم تتذكر ما حدث وهل ما حدث ينسى!
عقد الطبيب حاجبية بإستغراب و إنتى مش بتتكلمى ليه! ... يلا حاولى تتكلمى كدا وقولى إنتى مين
حاولت بشتى الطرق لكن أحبالها الصوتيه لم تسعفها أبدا للتحدث ... فأشارت إليه برأسها بأنها لا تستطيع التحدث .
هنا أدرك الطبيب ما يحدث 
الطبيب تمام الحمد لله على سلامتك يا آنسه 
ثم نظر للممرضة إديها علاجها .
ثم خرج من الغرفه ويجد صالح بالخارج ينتظرة
صالح خير يا دكتور هى فاقت 
أجاب الطبيب بنبرة محمله بالشفقة أيوااا فاقت بس..
ليقترب منه بإهتياج بس أيه .. هى كويسه
الطبيب هى كويسه بس للأسف فقدت النطق 
صډمه حقيقيه بالفعل جعلته ينطق بصوت مرتفع پجنون نعم!!.......
أخذت السيارة تشق الطريق إلى القصر فى تلك المتاهه لم تهتم للنظر إلى الطريق ومعرفه خباياه بل ظلت عيناها تذرف الدموع الغزيرة ولم يتوقف الدمع عن الجريان .
أوقف السيارة بحدة بأحد مناطق الغابه ووجه إنظارة إليها ثم أردف بطلى زفت بقى وخلينا نتكلم بهدوء. 
ظلت صامته ولم تبث ببنت شفه 
مؤمن اعملى حسابك لما تدخلى القصر بالحاله دى هتثيرى الكلام حوليكى كتير ولما تدخلى بأبنك هتقوليلهم أيه وهتبررى بأيه .
نظرت إليه ثم نظرت أمامها مرة أخرى 
فكيف ذهب هذا عن بالها!
أسوة لو سمحت ممكن تسيبنى أنزل أقعد شويه مع نفسى واشم هواا نضيف. 
مؤمن إنزلى بس مش كتير أنا مش فاضى 
أومأت رأسها بإيجاب فقط ونزلت من السيارة لتجلس مع نفسها وتجمع أفكارها المشتتة والهاربه منها لتقرر ماذا سيحدث .. بهذا المساء الممتع 
مساء يعمة الهدوء والسکينة إلا من صوت خفيف الأشجار تحرك أوراقها نسائم باردة مع صوت صفير الرياح أضاف إلى جمال المكان خرير الماء الذى يتدفق من بين الأحجار المتراصة بعشوائية بجانب بعضها البعض جلست أسفل شجرة البلوط المحببة لقلبها تتأمل هذا المكان الذى يخطف الأنفاس ويهدأ من روع الذعران ويبعث فى النفس الطمائنينة والراحة .... تتأمله بعقل شارد وأفكار مشتتة لا تقوى على جمعها وتخليص فكرة سديدة من بين أفكارها المتزاحمة تبعثرت آمالها وهدمت أحلامها وبقى منها رماد نثر وذهب مع هبوب الرياح تجاهد أن تبقى ثابته وألا تخسر ذاتها فى هذة المعركه وبين هذا الجموع تطمأن نفسها من بين كل تنهيدة أن الأمور ما زالت بخير وأن كل هذا مجرد مجرد كابوس مزعج أقتحم حياتها البائسة وستستفيق منه قريبا .... أكان ينقصها هذا ! ... كانت تكتفى بما لديها من أحزان وتعيش مغمورة بالرضى إلى أن وجدت نفسها بداخل هذة المتاهة التى ولجت إليها بمحض إرادتها لكن أكانت تترك هذا الفساد الذى يقبع حولها يتكاثر ويتضاعف .... لا بل كان لابد لها أن تشارك بما لديها وتبذل قصارى جهدها لإبطال عملهم وهذا ما أحال بها إلى ما هى عليه الآن .....
قطع شرودها وجعلها تصتدم بأرض الواقع مرة أخرى صوتة الذى يشبه القصف ويغلفة هاله من الغموض تعجز عن فك شفراتها يلااااا مدتك إنتهت .............
حياه أشبه بالسجن تماما هى لا تختلف أبدا عن صفيه ومن فى القصر لكنها مجبرة على الصمت وعدم الإعتراض من أجل يزيد فقط 
لكنها إتخذت قرارها وليحدث ما يحدث ..
ركبت السيارة مرة أخرى ليعود بها إلى القصر لتقطع هى هذا الصمت الذى يسود المكان أن أخدت قرارى
إنتظرت منه علامه لإستجابته لحديثها لكنه لم يبدى ردة فعل لتردف مكمله حديثها 
لو سمحت رجعلي يزيد تانى يقعد معايا فى الفترة إللى هقعد فيها فى القصر ولغايه ما شغلى يخلص معاك ومش هقصر فى شغلى أبدا ولا هتحس بيزيد وهخلص شغلى على أكمل وجه 
مؤمن أولا دا مكانش إتفاقنا فى الاول بس مش مشكله خليه هيقعد معاكى فى القصر هتقولى للى فى القصر أيه .
أردفت بشجاعه زائفة هقول الحقيقه إن يزيد إبنى 
رفع حاجبه بإستغراب ومش خاېفه على سمعتك والأسئلة إللى هتقابلك .
أسوة لا أنا أعرف إللى فى القصر ولا إللى فى القصر يعرفنى وإللى يفكر فى حاجه يفكرها محدش ليه حاجه عندى أهم حاجه عندى يزيد وبس .
فى هذا الأثناء ولجت السيارة إلى القصر ليوقفها پعنف 
مؤمن شغبك كتير يا دكتورة وأنا مش هتغاضى على إللى عملتيه ولو كنتى طلبتى منى مباشر من غير اللعبه إللى عملتيها دى كان ابنك فى حضنك دلوقتى ... خلص الكلام ..
انغمرت فى بكاء حاد فعند يزيد لا تستطيع تمالك نفسها الشئ الوحيد التى لا تستطيع خسارته .
نزلت من السيارة تجر أزيال الخيبه لتتدخل إلى الملحق وتلقى بنفسها على الفراش وتنغمس فى البكاء أكثر فالحياه تضيق عليها ولا تستطيع المقاومه أكثر من ذالك وليس بيدها أى حيله لإنقاذة من براثين هذا الۏحش ... فما كانت تخشاه حدث بالفعل ...
فيا الله لا تؤذنى به أبدا .... فأنت الحافظ وأنت الحامى.
الطبيب زى ما حضرتك سمعت الآنسة فقدت النطق بسبب الصدمه إللى إتعرضتلها 
تماسك
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 95 صفحات