الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 29 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

دا فى الضابط المسئول تقدرى تقدمى هناك ..
شكرته بإمتنان ثم ذهبت .......
_وجدت أحد العساكر يقف خارج الغرفه لتطلب منه إذن لدخولها بعد إذنك عايزة ادخل لحضرت الضابط فى موضوع مهم هو مشغول ولا أقدر أدخل 
العسكرى إتفضلى يا أستاذة الضابط متفرع..
طرقت الباب طرقات خفيفه وهى تشعر بريبه وټشتم رائحه غموض بهذا المكان منذ دخولها ..
لتدلف للداخل وهى تتمسك بيزيد بشدة الذى صمت منذ أن دخل هذا المكان فهى تعلم أن دخوله هذة الأماكن ليس بالجيد له لكن ماذا تفعل .. فهى مجبرة لهذا ليعيشا سويا ... 
أغلقت باب الغرفه خلفها لتلتف للأمام ...
لكن جحظت أعيونها بشدة بل حلت عليها صاعقه جعلتها تفقد إتزانها.. يكاد أن يغشى عليها بالفعل..... عندما وجدته جالس بكل إرتياح يضع قدميه فوق سطح المكتب بهيئته المعهودة وإبتسامتة الشيطانية التى خلفها الكثير والكثير ....
جاية تقدمى بلاغ فى مين يا دكتورة أسوة 
جايه تقدمى بلاغ فى مين يا دكتورة أسوة 
لم تصدق ما أمام عينيها فهو بشخصه يجلس أمامها كيف دخل إلى مبنى الشرطه بكل هذه الجرائة!
والأدهى من هذا كيف علم بمخططها وهى لم تتحدث بشأنه أبدا ألهذه الدرجه يعلم ما يدور بخلدها 
حتما هذا الشخص ليس بالهين ابدا .
إزدادت من إحتضتان يزيد لتكون له الدرع الحامى 
ابتلعت ريقها بتوتر وتحاول إخراج صوتها ليخرج رغما عنها مهتز لو سمحت كفايه كدا إنت عايز منى أيه فى ألف غيرى يقدروا يعملوا إللى إنت عايزة .
ألقى عليها نظرة شاملة ثم أردف بتعجب ساخر وهو أنا عملت حاجه يا دكتورة ! ما إنتى كنتى قاعدة خيرك كافى شرك وقاعدة فى أحسن مكان ومحاضراتك بتوصلك لغايه عندك 
قولتى أشوف يزيد قلنا ماشى 
ولغايه دلوقتى سايبك براحتك خالص مع إنك مش هاديه خالص وبتعملى شغب كتير وأنا بتغاضى عنه 
بس صدقينى إنتى بتلعبى پالنار والڼار هتحرقك .
قال جملتة الأخيرة بغموض وعبث ماكر بها إيحاء على ما فعلته بالفترة الماضيه .
ظلت ثابته ولم تتأثر بما قال ... لتقول بشجاعة زائفه وهو أنا عملت أيه .
مؤمن إنتى فهمانى كويس يا دكتورة بلاش تحوير وخير دليل إللى إنتى سحباه بإيدك دة ودا مش وقت كلامنا فى الموضوع دة أظن إحنا إتفاقنا 
وإنتى كدا بتخلي بالأتفاق... 
ثم أكمل حديثه بتحذير ونفاذ صبر ممكن أنا كمان أخل باتفاقي.
ثم قام واقفا من مجلسه فاقتربت منه مسرعه بعدما تركت يد يزيد لا لا استنى بالله عليك طب ممكن أخد يزيد معايا ومش هيضر بحاجه ولا هتحس بيه 
نظر لها بدهشه وأعيون حذرة إنتى عارفه إنتى بتقولى أيه يا دكتورة دا يتسمى إستهبال ولا أيه حضانه هيا 
إقتربت منه بحذر صدقنى مش هتحس بيه خالص ودا طفل أسيبه فين مينفعش تبعدة عنى 
مؤمن دى مشكلتك مش مشكلتي رجعيه المكان إللى كان فيه إشمعنا دلوقتى عايزه تخليه معاكى ما كان طول عمرة فى الملجأ ومفكرتيش مرة ترجعية ...
ولم يكمل حديثه حتى وجد أن أحد يجذبه من بنطاله نظر لأسفل ليجد هذا المشهد الذى ذكرة بالكثير والكثير أعين راجيه ممتلئة بالدموع لينطق الطفل ببرائه تذيب القلوب لو سمحت يا عمو مش تبعدنى عن ماما أسوة خلينى معاها عالطول .
قبض يديه بقوة ثم نادى بصوت مرتفع إنت يا زفت ياللى برا 
أسرعت لتجذب يزيد إليها 
بينما أنفتح الباب ليدلف منه حارس من حراستة..
أمرك يا مؤمن باشا 
أشار برأسه فقط على الطفل ليفهم الحارس إشارته ويقبل لأخذ الطفل ..
لتتمسك أسوة بالطفل محتضنه إياه وتتحدث بإنهيار إنت واخدة على فين .. لا مستحيل تاخدة منى حرام عليك طب أنا بترجاك تسيبه وهعمل إللى بتقول عليه .
وكأنها تحدث حائط أصم أبكم. 
إنتزع الحارس الطفل منها بقول إنهارت من البكاء وسقطت أرضا فى نوبه بكاء حادة .. إلا أنها وقفت مرة أخرى فلن تسمح لأحد بأخذة منها أبدا ولا أن يسبب له أى ضرر 
أوشكت للخروج من الغرفه إلا أن يدا أمسكت ذراعها بقوه كادت الأظافر أن تخترق لحم ذراعها لتظل تتلوى بين يديه تحاول تحرير ذراعها سيبنى يا حقېر ياللى معندكش لا ډم ولا رحمه.... سيبنى بقى ... واڼهارت بالبكاء مرة أخرى 
لم يرف له جفن بما يحدث ولم يتأثر فقط ملامحة الباردة .
مؤمن صدقينى هتدفعى تمن الكلام دا كتير أوى وإعرفى إنى ماسكك من الإيد إللى بټوجعك وابنك معايا ..
ثم سحبها بقوة ورائه ظلت تسير خلفه بقله حيله ولم تتوقف عينيها عن ذرف دموعها .
ألقاها بقوة بداخل السيارة 
ثم قادها بسرعه فائقه مفتعلا خلفه غبار لا بأس به .
___________________
بصعوبة بالغه أخذت حمام دافئ بسبب تلك الردود وكسر ذراعها إرتدت ملابس مريحه وقد بدأت نفسيتها تتحسن بطريقه ملحوظه فمجرد رجوعها لمنزلها ووجودها به كافى كأنما عادت إليها الحياه مرة أخرى وقد علمت قيمه الحريه وأن يكون المرء بمطلق حريته 
وظلت تحمد الله على تلك النعم التى لا تعد ولا تحصى
إرتدت إسدالها المخصص للصلاه وأخذت تؤدى فروضها فهى قد قصرت بها فى الآونة الأخيرة 
لكن ستعوض كل ما فاتها وكل شئ سيعوض بعد عودتها لمنزلها الحبيب .
منكم من يتعجب عن حبها لمنزلها وحياتها بتلك الدرجه مع أنها وحيدة ولا تمتلك أحد.. لكن هى أحبت الوحدة والوحدة أحبتها أيضا فأصبحوا أعز صديقتين. 
وقد تكون الوحدة والبعد عن بعض الأشخاص فى بعض الأحيان أفضل بكثير من مخالطتهم فالغالب بعض الصداقات والمخالطات لا تجلب لنا سوى الشرور.
بعد إنتهائها من أداء فروضها شعرت بالجوع الشديد ذهبت لتبحث عن أى شئ يصلح للطعام 
ليلى وبعدين شكل مفيش أى حاجه تنفع للأكل هنا وتلاجتى بتوحد ربنا والوقت إتأخر كنت أنزل اشترى حاجه .
وقفت أمام مكتبها وأخذت تبحث فى بعض كتبها إلى أن وصلت للكتاب المنشود لتبحث بداخل صفحاته إلى أن وجدت مرادها بعض النقود التى قامت بتوفيرها وتخبئتها بين صفحات الكتاب .
ليلى كويس إن وفرت الفلوس دى هتنفعنى كتير وأهم حاجه أدفع شهر الإيجار إللى إتأخر عليا وأجيب شويه حاجات للبيت 
قاطعها صوت طرقات على الباب وضعت القطعه التى تغطى الرأس الخاصه بلأسدال على رأسها وذهبت لتفتح الباب .
سلام عليكم 
ابتسمت مرحبة وعليكم السلام إتفضلى يا خالتى أمل 
امل لا أنا مش عايزة اعطلك يا قلب خالتك وأوجع راسك بس خدى منى كدا .
ليلى بس إدخلى يا خالتى متفضليش على الباب كدا وأيه بس إللى جيباه دة 
ولجت الخاله أمل إلى الداخل ووضعت الصنيه التى وضعت عليها كل ما لذ وطاب
أمل عيب يا بت يا ليلى زمانك هفتانه يا حبيبتى وأنا إتأخرت عليكى وبعدين دى فضلت خيرك مكرونه بالبشامل عارفه إنك بتعشقيها وفراخ مشويه
هو انا جيبت حاجه من برا دا كله من بيتنا يا بت 
وعملتلك كمان الرز بلبن عارفه إنه نقطه ضعفك وبذات بتاع خالتك أمل 
توقفت عن عد جمايل تلك السيدة عليها فمنذ أن أتت
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 95 صفحات