رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
منزلها الذى يقع بتلك البناية المتهالكه وهى تشكر الله بداخلها على خلاصها من تلك المعضله وأنها أصبحت حرة مرة أخرى . صعدت تلك الدراجات القليله بصعوبة وهى تحمد الله أنها تسكن بالدور الأرضي..
لتبحث بداخل حقيبتها التى أعادها إليها الضابط حسام وتخرج مفتاح تلك الحجرة المتوسطه الحجم التى تقطن بها ..
فهى ليست بشقه بل إنها غرفه متوسطه الحجم بها كافه ما تحتاجه .. رغم صغر تلك الحجرة إلا أنها تشعر بسعادة عارمة بداخلها وتعتبر مصدر راحتها وأمانها.. وجميع من يسكن تلك البنايه أناس طيبون ومالكة البناية كذلك ..
ليلى إنتى هنا فينك يا بنتى وأيه إللى حصل فيكى دة ..
إلتفتت لتراها ولم تكن سوى جارتها التى تقطن فوقها ....
ليلى بحب خالتى أمل عامله أيه وأخبارك
جذبتها أمل بداخل أحضانها على الفور
حبيبتى يا ليلى مالك يا بنتى وأيه مبهدلك كدا وداخله على عشرين يوم مختفيه ..
أمل بفزع يا ساتر يارب .. ألف سلامه عليكى.. طب مش كنتى إتصلتى بينا أو بلغتى حد مننا
ليلى أنا تقريبا قعدت فى غيبوبة إسبوعين يا خالتى ولما فوقت جيت عالطول مستنتش فى المستشفى
أمل بحب سلامتك يا بنتى يلا إدخلى متوقفيش كتير إدخلى إرتاحى وأنا هبقى أجيلك نتكلم
أقفلت الباب خلفها وتنهدت براحه وهى تنظر بأرجاء حجرتها المقسمة لزوايا ... زاويه تحتوى على سريرها القديم بجانبه مكتبها الخشبي الذى يحوى كتبها وجميع أدواتها ... وزاويه أخرى خاصه بالمطبخ ومستلزماته وردهه صغيرة بها ثلاثه مقاعد يتوسطهم منضدة خشبيه ..
تنهدت بعمق يومين كدا وأنزل أدور على شغل علشان إيجار الأوضه وعلشان مصالحى تمشى ... مع إن الكافيه كان كويس جدا بس يلا النصيب ...
لم تصدق أسوة أنها بداخل المبنى التابع لدار الايتام والفاصل بينها وبين يزيد عده دقائق فقط وما يسعدها أيضا أن تلك الحوائط البشريه الذين أتوا معها ظلوا بالخارج...
لتتوقف امام مكتب المشرفه وتطرق الباب عده طرقات
قامت بالدخول فورا عندما سمعت الأذن ...
أسوة السلام عليكم
أسوة ايواا أنا إزيك يا مدام داليا
مدام داليا بخير ... إتفضلى أقعدى
ثم تابعت بقالك كتير مجتيش ليه يزيد مبطلش سؤال عليكى ومعرفناش نوصلك
أسوة أنا آسفه والله كان على عينى بس كان عندى ظروف ودا إللى منعنى
مدام داليا ولا يهمك إحنا قدرنا نسيطر على الوضع وأمانتك فى الحفظ والصون
تسائلت داليا إزاى
أسوة أنا عايزة أخد يزيد معايا يعنى عايزة أرجعه تانى لحضنى أيه رأيك
داليا وقد بدى عليها الفهم يعنى أمورك بقت تمام ومعدش فى مشاكل علشان الطفل وهتقدرى توفريله كافه إحتياجاته
أسوة الحمد لله أمورى بقت تمام ... وإنشاء الله أوفر له كل إللى عايزة
داليا وأنا موافقه يا آنسه أسوة وهنبدأ ناخد إجرائتنا لأن الأحسن ليزيد أنه يكون معاكى
أسوة بإمتنان شكرا جدا لذوقك يا مدام .. عن إذنك هروح ليزيد
داليا وأنا هخليهم يحضروا شنطة يزيد ... وإذنك معاكى ..
خرجت مسرعة لتراه وهى تدعوا الله بداخلها أن تتم الأمور على خير..
تمزق قلبها لأشلاء عندما رأته جالس وحيدا بزاوية تلك الحديقه الخاصه بالدار..
ذهبت راكضة له بأقصى سرعتها وهى تنادية
يزيد .... يزيد
إلتفت الطفل عقب سماع صوت يناديه ليجدها أتت إليه أخيرا ... وذهب يركض نحوها...
ماما أسوة
جذبتة لداخل أحضانها وهى تبكى بشدة وتقبل رأسه وشعرة تارة ووجنتيه تارة أخرى حبيب ماما وقلبها من جوا ..
يزيد إنتى إتأخرتى ليه .. أنا كنت بسأل عليكى عالطول ..
أخذت تمسح على شعرة بلهفة أنا آسفه يا حبيبى ڠصب عنى والله .. بس خلاص أنا وإنتى هنروح سوا ومعتدش فى فراق تانى
أخذ يقفز بفرح بجد يا ماما خلاص هبقى معاكى عالطول
أسوة أيوااا طبعا يا روح ماما بس قولى حد هنا كان بيضربك أو يأذيك
اجاب ببرائة طفل لا يا ماما كل إللى هنا حلوين ومحدش بيضربنى وكلهم كمان بيحبونى بس أنا بحبك إنتى وعايز أفضل معاكى
حزنت كثيرا وهى تدعوا الله أن يوفقها فيما هو آت خلاص يا حبيبى حقك عليا وهنروح سواا
رأت المشرفة داليا تقترب بصحبة عامله بيدها حقيبه ملابس يزيد ومتعلقاته .
لتردف داليا بمرح خلاص هتسيبنا يا أستاذ يزيد وفرحان كمان ..
يزيد أنا هروح مع ماما يا أبله داليا .. وهبقى أجى مع ماما أزوركم وأزور كل أصحابى هنا .
تأثرت داليا برحيله فهذا الطفل قد دخل قلبها وأحبته تماسكت نفسها فدموعها قاب قوسين أو أدنى وكل إللى يهمينا إنك تكون فرحان يا يزيد باشا
ثم وجهت حديثها لأسوة خلى بالك منه ولو حصل أى حاجه متتردديش تتصل بيا .
رددت أسوة بإمتنان شكرا جدا لحضرتك يا مدام داليا وربنا يكتر من أمثال حضرتك مش عارفه لولا إنتى كنت عملت أيه
داليا دا واجبى يا أسوة ومتعرفيش أنا حبيت يزيد قد أيه ..
وانتهى الوداع وأتى وقت الذهاب ... إلتقطت أسوة حقيبته من يد العامله .. وأمسكت بيد يزيد باليد الأخرى..
ثم نظرت مبتسمه له بفرح يلا بينا ..
ثم همت بالخروج من الباب الخلفي للدار للهروب من من يقفون أمام الباب الأمامى
بعد خروجها وقفت بحيرة من أمرها .. فأين ستذهب
لم يأتى على بالها إلا تلك الفكرة إعتقدت أنها السديدة فأأمن مكان لها ذهابها لمركز الشرطه وتقديم بلاغ بمؤمن الصياد وهى تمتلك الدليل القاطع الذى يدينة.. تسجيل الفيديو التى قامت بتسجيله .. لكن المشكله تكمن فى يزيد .. أتصتحبه معاها لمركز الشرطه أم ماذا!
نظرت إلية ثم قالت بحنان حبيبى يزيد إحنا هنروح مكان نقابل عمو فيه علشان حاجه مهمه.
يزيد ببراءة ماشى يا ماما أنا معاكى متسبنيش..
شددت من إمساك يدة الصغيرة بداخل كفها ثم أردفت بحنان لا يا حبيب ماما مش هسيبك هنروح سوا
أوقفت سيارة أجرة عازمة على تنفيذ مع عزمت على تنفيذة لو سمحت مركز الشرطه
وبعد ما يقارب الربع ساعه كانت امام مركز الشرطه ترتجف من الداخل على ما هى مقبلة عليه خۏفها على يزيد فقط وليس على حالها
لو سمحت
العسكرى أفندم
أسوة ممكن أعرف مكان مكافحة المخډرات
نظر إليها بإستغراب ثم أشار على أحد المبانى التى تقع باليسار .
أسوة شكرا لحضرتك
ثم ولجت لداخله بخطى مرتجفة ... ليوقفها أحد الضباط..
إنتى يا أبله إنتى راحه فين
أسوة لو سمحت أنا عايزة أقابل اى ضابط مسئول هنا ضرورى
الضابط ليه خير يا أستاذة !
ابتلعت ريقها الذى جف من توترها
مسأله حياه أو مۏت .. عايزة أقدم بلاغ
أشار لأحد المكاتب المكتب