الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 26 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

تسائل عثمان بقلق إنت وشك أصفر كدا ليه هو الۏجع جالك تانى 
مؤمن لا أنا كويس مفيش حاجه 
عثمان أنا قولتلك لازم تكشف وتابع مع دكتور دا مش عيب يا ابنى وكلنا معرضين للمرض 
مؤمن متحاولش يا عمى عثمان أنا قولتلك إن عمرى ما ادخل الأماكن دى ابدا 
عثمان يا ابنى الموضوع بيطور يوم عن التانى 

أردف بلامبالاه مفيش مشكله يطور 
قاطع خلوتهم دخولها ببهجه مختلفه وسعادة لا توصف تكاد أن تحلق من فرط سعادتها عندما علمت بوجودة ...
نهله بمرح جدو يا جدو يا إللى واحشنى خالص 
ثم أقبلت تقبل يديه ورأسه 
عثمان بضحك ااه يا بكاشه دايما واكله بعقلى حلاوة كدا ..
نهله بزعل مصطنع يخس عليك يا جدو أن بكاشه بردوة دا أنا أمورة خالص ..
عثمان بجديه بطلى بقى وسلمي على أبيه مؤمن 
واااه من تلك الكلمه التى من أربع حروف أبيه تشعل نيران قلبها وتضغط على أوتار هذا القلب الضعيف ... هى تعلم أنه من سابع المستحيلات أن يحبها هذا المؤمن وأنه يراها كأخت له فقط بل كأبنه وهو ليس أيضا من الأشخاص التى تقع فى الحب أو تؤمن به فهو شخص بارد متلبد المشاعر لا يعرف للحب طريق لكن ماذا تفعل بقلبها الخائڼ فهى منذ نعومة أظافرها وهى عاشقه لهذا المؤمن البارد إنتظرى أيتها الحالمة كيف تعشقينة وأنتى لم تراه إلا مرات معدودة ولم تتحدثي معه إلا مرات تكاد أن تنعدم 
أفاقت على صوت جدها عثمان روحتى فين يا قلب جدك 
نهله بإستفاقه هاا أنا هنا يا جدو 
ثم إستدارت ناحيته لتقع أنظارها عليه يجلس بهدوء ورزانه ...
نهله إزيك يا أبيه .. نورتنا والله 
اجاب مؤمن بنبرة عاديه إزيك يا نهله عامله أيه وأخبارك .
نهله بإبتسامه الحمد لله بخير 
مؤمن دراستك إخبارها أيه ومذكرتك 
نهله الحمد لله تمام 
أردف عثمان مشاركا فى الحديث دا نهله شطورة خالص .. إنشاء الله تبقى أحسن مهندسه 
مؤمن بإستغراب ليه إنتى علم رياضه 
نهله ايواا علم رياضه... ليه مستغرب !
مؤمن أصل عادتا البنات بتبقى علم علوم ... قليل تلاقى بنت عايزة تبقى مهندسه 
عثمان عندنا بقى يا سيدى الست نهله عايزة تبقى مهندسه وقسم ميكانيكا كمان 
مؤمن بدهشة إنتوا مختلفين بقى ... عموما ربنا يوفقها 
تنهدت بحزن فهى تريد أن تصبح مثله تماما وتدرس ما درسه تريد أن تسير على دربه 
تتمني لو تستطيع أن تصارحة بهذا العشق الدفين لكن من الواضح أن حكم على هذا العشق بالإعدام شنقا 
ودفنه للأبد لئلا يظهر للنور ....!
دخلت أم محمود بمرحها المعتاد يلا يا غاليين الغدا جاهز... يلا يلا قبل ما يبرد 
عثمان حاضر يا مرات إبنى جايين ... ثم تسائل .. محمود جه 
أم محمود ايواا جه بيتشطف بس 
عثمان طب يلا بينا 

بحذر بالغ تضع الهاتف فى جيب سترتها بعدما فتحته على الكاميرا بوضع التسجيللتسجل صوت وصورة لما يحدث فى هذا الموقع القذر 
بأعلى درجات توترها فخطأ واحد كفيل بإنهائها تحاول بقدر الإمكان أن تبدو طبيعيه حتى لا تثير شك من حولها فهذة فرصه لن تتكرر فالمدعوا بمصطفى ليس فى الوسط ومؤمن أيضا متغيب .. تحاول أن تكون جميع الأماكن ظاهرة ومراحل تصنيع هذا السم ..
هذة فرصتها للهروب وقد جائتها على طبق من ذهب ولن تضيعها من بين يديها ابدا ... مهمتها ليست بالسهلة وتعلم أنها تجازف لكن ما دامت روحها بجسدها ستظل تحارب شرورر العالم .......
هذه الحياه ليست إلا صراع.... صراع بين الحق والباطل وكلا منا يؤمن أنه على صواب ويسير بالطريق الصحيح ... وفى النهايه نحن سوى عدة أنفاس فانية بمرور الأيام والوقت تتناقص شيئا فشئ حتى تتوارى............. 
أسدل الليل ستائرة وإنقضى سريعا فهذا الليل قصير على من ينام طويل على من يعانى فكم أنت أنانى أيها الليل فيا عجبا لك ... !
ليأتى يوم جديد وعلى أعملنا شهيد فمنا من يقتنصة فى المفيد وآخرون من يذهب يومهم هبئا منثورا ..
وهذا يوم ليس بالعادى فاليوم تمتلك أسوة تسجيل فيديو يدين مؤمن الصياد ويذهب به وراء الشمس وأيضا سوف تخرج أخيرا من القصر لروئية يزيد 
وهذه فرصه ليست بخيصة وستستغلها جيدا للهروب ....
وضعت فى حقيبتها اليدويه ما سوف تحتاجه من متعلقاتها وأوراقها وبطاقتها الشخصيه بعدما أعادها لها مؤمن يبدوا أنه أعطاها الأمان ..!
أمرك مضحك عزيزتى أسوة فمؤمن لا يأمن لذاته أسيأمن لأنثى من جنس حواء .. خسئتي يا أسوة ..!
تخرج من الملحق بعدما رتبت أمورها ووضعت خطه بديله إن لم تنجح خطتها الأولى للهروب ... فإن لم تنجح بالهروب فعليها التركيز وحفظ طريق الخروج من الغابه وستهرب من القصر إن أرجعها إليه مرة أخرى ..
لكن ما يثير قلقها إن وضعوا شئ على أعيونها يحجب رؤيتها فهذه النقطه لا تفلت من يد هذا الصياد ! 
ظلت برهه تفكر كيف تخلص إن حدث ذالك فهى تفكر بجميع العواقب ولن تظل حبيسة هذا القصر الملعۏن أبدا مهما كلفها الأمر ..
مزق حبل أفكارها نداء سلوى عليها أسوة ... أسوة 
إنتبهت لها لتنظر إليها ببلاهة هااا
إستائت سلوى من شرودها الدائم حمد لله على السلامه.. دا إنتى فى عالم تانى خالص .
أدركت نفسها سريعا ورسمت إبتسامة عريضة صباح الخير يا سوسو 
سلوى بزعل مصطنع لسه فاكرة ... بقالى ساعه بنادى عليكى ..
أسوة أنا أسفه شكلى لسه نايمه 
سلوى لا صحصحى كدا مش إنتى خارجة النهاردة 
اومأت بإيجاب ثم أردفت هروح أظبط شوية حاجات ليا .. وكام مصلحة
سلوى يلا ربنا يوفقك.. الحراس هما إللى هيودوكى مع السواق.. دى أوامر مؤمن باشا 
لم تستطع منع السعادة التى تقطر من عينيها تمام أنا جاهزة 
سلوى طب يلا هما برا مستنينك... خدى بالك من نفسك 
أسوة حاضر .. سلام يا سوسو 
وذهبت بعجاله للخارج بفرحه عارمه لكنها توقفت بحيرة قبل ركوبها السيارة فكيف ستهرب من هؤلاء الوحوش البشريه .. فهم خمس حراس غير سائقين السيارتين ... لكن لتتركها تأتى كما يرتبها الله 
دخلت للسيارة بأقدام مرتعشة متوترة .. على الفور انطلقت السيارة خارج القصر تتبعها السيارة الأخرى لكن ما آثار دهشتها وريبتها عدم وضع شئ على عينيها لحجب رؤيتها .. فمؤمن ليس بالشخص الغبي..
نظرت من حولها فرأت أن زجاج السيارة مفيم لا ترى خارجه 
أسوة لو سمحت ممكن تفتح القزاز علشان مخڼوقة شويه 
الحارس الذى يجلس بالأمام تحت أمرك ... ثم وجه حديثه للسائق أفتح القزاز 
جلست بمنتصف الأريكة الخلفيه للسيارة لتتيح لها الرؤيه من الأمام ويسهل عليها حفظ الطريق والخروج ثانيتا إن فشل مخططها الأول ... لنقل لدواعى الإحتياط ... 
ولم ترحم عينيها من التدقيق بأصغر الأشياء من حولها أشكال الأشجار والنباتات وكونها صيدلانيه سهل عليها الأمر كثيرا ... وهذا مع تقديرها الوقت الذى تستغرقه السيارة فى الخروج من الغابه .. 
وهنا أيقنت أنها بداخل متاهه حقيقيه ..
__________________
فتح أعيونة ببطء
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 95 صفحات