رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
فى إطار الشغل بس ..
ليث تمام .. سؤال تانى. إنتى تعرفى حد من إللى ضربوكى وأيه السبب إللى يخليهم يعملوا كدا
أجابتة بحذر شديد أنا معرفش حد من الناس دى أنا بس بدور على أهلى بقالى فترة عايزة أعرف هما عايشين ولا ميتين ومأذيتش أى حد بس إللى توصلتله إن حد بيحاول يمنعني ودا كل إللى أعرفه وكمان فى حد بيتصل بيا يهددنى ويحذرنى إنى مفتيش وأدور
ليث بمكر هو دئما من صفات الليث وإنتى عرفتى منين إنهم بيحاولوا يمنعوكى
أجابتة بدهاء وذكاء أكبر ما أنا قولتلك يا باشا فى ناس بتتصل تهددنى
ليقطع ليث الشك باليقين ويعلم أنها ليست بالشخص العادى وأن ورائها أمور وفى الأمور أمور !
ليلى متتعبش نفسك أنا مقدرتش أوصل لأى حاجه من ورا الأرقام دى لأنها بتبقى مشفرة بعد المكالمة الخط بيتقفل
رفع إحدى حاجبية بدهشة دا إنتى شكلك من صيدلانيه بس دا إنتى هكر كمان!
ليلى بإبتسامه لم تصل لعينيها مش أوى كدا أنا بس أعرف فى الحاجات دى شويه
ليث اممم تمام وفى عقله هعديها بمزاجى
أردفت مسرعة مفيش داعى يا باشا انا أقدر أحمى نفسى كويس ومعدش حد هيقدر يعترضلى تانى
ليث بسخرية وهو ينظر لچروحها وكسورها اها ما هو باين خالص
اخفضت رأسها بحزن ما أنا معدتش هدور على أهلى تانى شكلهم ماتوا وشبعوا مۏت
هنا وقعت فى مصيدته وفخ هى من حفرت له...
ليكمل حديثه منهيا إياه عموما الحماية هتكون بردوة إحتياطى لزوم سلامتك مش هنخسر حاجه
ليلى تمام شكرا جدا لحضرتك.
يدخل بسيارته هذا الحى الشعبى المتواضع بعدما تأكد من سلامه صالح وتطمأن عليه ليتخلص من هذا المكان أخيرا وصاحبه تلك الأعين لا تفارق خياله قط يقسم أنه يكاد يسمع صوت خفقات قلبة وبدأ الألم يعزوة من جديد لشدة خفقاته ..
منذ متى ومؤمن الصياد ينقاد تحت تأثير مشاعرة!
بل منذ متى لديه مشاعر من الأساس! ..
فهو لا يعترف بوجود المشاعر ولا تمثل شئ بالنسبه له سوى أنها ضعف لا يمتلكها إلا الضعفاء فقط فالمشاعر تجعل الشخص ضعيفا وهو ليس بالشخص الضعيف ولن يكون!
ليقوم بدق الباب لحظات وتفتح له سيدة بشوش ينطلي على وجهها الطيبه
لتتحدث بإبتسامه بشوشه اهلا يا مرحب بيك يا مؤمن يا ابنى الدنيا نورت والله
مؤمن بهدوء وإبتسامه صغيرة تكاد تكون ظاهرة لأجل تلك السيدة البشوش اهلا يا أم محمود .. دا نورك
عمى عثمان موجود
بمجرد دخوله سمع صوته الدافئ المرحب به مؤمن دا أيه الخير والبركة ده تعالى يا غالى
تحدث مؤمن برزانة لا تليق إلا به إزيك يا عمى عثمان عامل أيه وأخبارك
العم عثمان أنا بخير طول ما إنت بخير يا غالى
مؤمن الله يكرم أصلك يا عمى
تحدث العم عثمان بعتاب امال أيه الغيبه الطويله دى أنا قولت إنك نسيتنى بس قولت دا ابن أصول عمرة ما ينسانا..
مؤمن وهو أنا أقدر بردوة
علا صوت عثمان مناديا يا أم محمود.. يا أم محمود
أتت أم محمود مسرعة نعم يا حاج أأمورنى
العم عثمان الأمر لله وحدة يا بنتى يلا بقى حضريلنا غدا معتبر كدا علشان نتغدى سوا كلنا .. وبقولك غدا معتبر إنتى شايفه مؤمن هفتان إزاى ووشة أصفر
ام محمود بتأييد لكلامه عندك حق والله ... ثم تابعت حديثها ومصمصت شفتيها هو الأكل إللى بياكله دا أكل أكل البهوات إللى قال شوكه وسکينه لا يروى ولا يسند قلب وهو راجل طول بعرض
ثم وجهت حديثها لمؤمن دوق بقى أكل خالتك أم محمود هتاكل صوابعك وراه ... ومن غير إعتراض زى كل مرة تيجى ومترضاش تاكل معانا البت نهله زمانها جايه من الدروس وهتفرح أوى لما تعرف انك هنا وهنادى محمود من الورشة علشان نتغدى سوا
أثناء حديثها وضع العم عثمان يدة على أحد خديه ينتظر إنتهائها ثم نظر إلى مؤمن ضاحكا شوف يا سيدى أم محمود قلتلها كلمه رصت محاضرة قبلها واديتنا تقرير مفصل
أم محمود وماله يا عمى عثمان هو الكلام بفلوس
مؤمن بإبتسامه بسيطه لا تظهر إلا مع هؤلاء الناس البسطاء ماشى يا أم محمود وأنا موافق وقاعد مستنى .
ام محمود ايواا كدا فوريرة والغدا يكون جاهز
ثم ذهبت وتركته مع عثمان ليتسامروا الحديث فيما بينهم ...
عثمان قولي يلا وإتكلم حاسس إن جواك كلام كتير وعيونك مليانه حزن كالعادة
تحدث مؤمن بصوت مهتز أنا شوفت البنت إللى بشوفها من سنين فى الأحلام... شفتها النهاردة قدامى
نفس العيون ونفس الدموع ونفس الخزن إللى ماليها متغيرتش
عثمان بإهتمام يعنى متأكد إن هى
أردف مؤمن بإيجاب ايواا ... عمرى ما أتوه عنها دى مش بتفارق أحلامى
عثمان طب ليه مسألتش عنها أو عرفت عنها أى حاجه ومدخلتش كلمتها ليه
مؤمن أنا الصدمة لجمتنى مش كل يوم بتحلم بحد وتلاقية قدامك .. غير كدا الحاجات إللى حسيت بيها مستحيلة طبعا ولازم أتخلص من الشعور دة ودا حاجه خنقانى جدا أنا ببقى ضعيف قدام البنت دى مكونتش أتوقع إن أشوفها على أرض الواقع .... كنت مستغرب السنين دى كلها على إللى بيحصل بتزورنى فى أحلامى ومش راضيه تسيبنى ومدالي إيدها كأنها بتستنجد بيا وبتنادينى..
تركه عثمان يخرج ما فى جوفه من حديث فهو يعلم أنه لا يتحدث مع أحد
عثمان يا ابنى قدر ربنا محدش فينا يقدر يردة سيب حملك على الله ونصيحتى ليك إن مجرد ما ربنا يظهرها قدامك بعد كل السنين دى ويبعتهالك أحلامك يعنى بيقولك اتمسك بيها ومتسبهاش وأمسك إيديها
انتوا محتاجين لبعض وأكيد فى رابط بينكم لأن إللى بيحصل دا مش حاجه عاديه
مؤمن بعصبية طفيفه أنا مش محتاج لحد وبعدين أنا لا أعرفها ولا عايز أعرفها
عثمان يعنى إنت محاولتش تعرف عنها أى حاجه
مؤمن أنا معرفتش ألا إسمها ومحاولتش أعرف أكتر من كدا
عثمان وهى إسمها ايه حد إنت تعرفوا
مؤمن لا معرفهاش ولا أعرف حد بإسمها.... إسمها ليلى حبيب
عثمان ليلى حبيب!! ... طب ما تحاول تعرف عنها أي.......
قاطعه مؤمن بعصبية مفرطه أنا مش عايز أعرف عنها حاجه
عثمان طب إهدى إحنا بنتكلم
ثم غير مجرى حديثه لعلمه أن الكلام الآن معه فى هذا الموضوع لا يجدى نفعا