رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
علي أحد جانبي الطريق ...... ليرخي رأسه للوراء ويتنفس ببطء ضاغطا بيدة على موضع قلبة وقد على صوت تنفسة هذا الألم الذى يغضب منه ولا يطيقه لأنه يشعرة بضعفة الدائم خلف ستار القسۏة والجفاء
ليستمر بالتنفس ببطء حتى هدأ تماما .. ثم بدأ يقود سيارته مرة أخرى حتى لا يتركه وحيدا فى هذا المأزق
ليصل بعد بضع دقائق إلى المشفى المنشودة ليترجل من سيارته ويتوجه لداخل المشفى بأقصى سرعته
نطق بصوت يكاد يسمع كويس
علا صوته بالمكان مناديا فين المدير بتاع الزريبه دى .. أنا عايز دكتور هنا فورا
يسرع إليه الأطباء على رأسهم كبير الأطباء فهم ليسوا بحاجه للتعرف عليه معروف هو وسط عالم الجبابرة
مؤمن بأمر لا يقبل النقاش صالح باشا يتنقل على غرفه للراحه ويتم الكشف عليه لأن أعصابه مشدودة شويه ولازم يرتاح
الطبيب بخنوع أكيد يا باشا إحنا حاولنا كتير معاه بس هو رافض تماما
مؤمن بنبرة جديه إللى أقول عليه يتنفذ فورا
هو بالأساس ليس لديه طاقه للجدال وبهدوء شديد انسحب معهم لداخل الغرفه ليرتاح قليلا بعدما أعطاه الطبيب قليلا من المهدئات لينام على إثرها .
بعد إنسحاب الجميع بقى فى مواجهه كبير الأطباء فقط ليسأله مؤمن بهدوء تام عايز أعرف حاله البنت إللى صالح باشا جابها
مؤمن وهتفوق إمتى
الطبيب والله دا مش بإيدينا يا باشا بس مش قدامها كتير إنشاء الله كلها تمانيه وأربعين ساعه وتفوق
مؤمن بلهجه لا تقبل النقاش تفضل تحت الملاحظة ومتغفلش عنها لحظه لو حصلها اى حاجه إنت عارف أيه إللى هيحصل والھمجية إللى حصلت قبل شويه دى وعدم إهتمامكم وتكبير دماغكم دى أنا مش هعديها بالساهل عشان لما واحدة تكون لسه فيها النفس وحمار ميفهمش حاجه يقول ماټت بالسهولة دى .
أجابه بجملتة الشهيرة والدائمه وأنا مش بسمح للغلط يتكرر شوف شغلك
انصرف الطبيب من أمامه بتعجل وخوف يكسوا ملامحه وأخذ أنفاسه المسلوبه منه .
ظل يتمشى فى الرواق بغير تهادى بين الغرف المليئة بمن يعانون مرار الألم ومختلفه.
أخذ الملل والسقم يتسرب إليه شئ فشئ ليقرر مغادرة هذا المكان على الفور
وأثناء عزمه المغادرة توقف على حين غرة متخشبا بمكانه شاعرا أن الأرض تهتز من تحت قدمه والعالم يدور من حوله ... يراها جالسه بهدوء وسکينه على أحد أسرة المشفى نعم هى لا أحد غيرها هى ... من لا تترك أحلامه أبدا .. أعيونها الباكيه تزوره كل يوم وتأبى تركه .. أخذ قلبه يدق پعنف شديد لم يعهدة إلا وقت الألم لكن هذا ليس ألما يجتاحه شعور لم يطرق بابه أبدا ... شعور غريب وجديد عليه ... شعورة بالحنين والدفء لا يستطيع تجاهله .. إنها المرة الأولى الذى يدق بها قلبه لأحد وبالأخص أنثى .....
بوقت قصير جدا كان أمام المشفى التى ترقد بها على الفور صعد إلى الغرفة المنشودة ولج لداخل الغرفه بترقب وهدوء شديدين ليجدها جالسه وحيدة وقد إستردت عافيتها قليلا إلا من أثار الچروح التى تركت أثر وندوب الزمان كفيل بمحو آثارها الظاهرة ..
بخلاف ندوب القلب فالزمان وحدة لا يكفى لمحوها.
شعرت أن هناك أحد بداخل الغرفه يشاركها الأنفاس إلتفتت بزعر لكن هدئ روعها عندما وجدته هو أمامها من المؤكد أنه جاء ليعيدها خلف القضبان مرة أخرى لتستكمل فترة عقوبتها التى لم تبدأ بعد على ذنب لم ترتكبه البتة ...
ليقترب ويجلس على أحد المقاعد بجانب الفراش
تحدث ليث بهدوء الحمد لله على سلامتك
أجابتة بوهن وصوت يكاد أن يسمع الله يسلمك
ليث إنتى كويسه أقدر أتكلم معاكى ولا أأجل كلامى
أجابتة نافية لا أنا كويسه وبعدين متخافش أنا مش ههرب عارفه إن لازم أرجع الحبس تانى وأكيد الحكم عليا صدر .
إستسلامها وخنوعها هذا آثار الدهشة لديه فهى قبل أن تنام نومتها هذة كانت تقاوم بكل قواها وطاقتها وعندما أستيقظت استسلمت للواقع وتوقفت عن الدفاع عن نفسها
ليث بس مش دا إللى هقوله ! .. وأولا كدا مفيش حكم صدر فى حقك لأن إنتى تم تبرئتك وأثبت برآئتك
لم تصدق ما سمعته أذنها ولم تستطيع أن تخفى فرحتها وسعادتها من هذا الخبر السعيد بل السعيد جدا
وبدون أن تشعر انفرطت حبات اللؤلؤ من مقلتيها اللامعتان بدموع الفرح كانت على يقين تام أن الله لن يتركها أبدا وسيخرجها من هذا المأزق كما تلبس بها كان إختبار لها فقط يختبر الله صبرها وقوة تحملها وثقتها به ولم يخيب الله ظن الموقنين به أبدا فهذا أمر محال ....
عبرت عن فرحتها وسعادتها بكلمات حمد وشكر بسيطه اللهم لك الحمد يارب أنا كنت عارفه إنك هتقف جمبى ومش هتسبنى أبدا
أثارت كلماتها إعجاب هذا الجالس من أين تأتى بهذة الثقه ومن أين تعلمت هذا فهى يتيمه وتربت بدار للأيتام لكنها لم تقنط أبدا ..
ليسألها مجددا عايزك بقى تحكيلى كل حاجه إنتى الناس إللى إتعدوا عليكى بالضړب أو عندك شك فى حد بس لازم تجاوبينى بكل صراحه ومتخبيش حاجه دا طبعا لمصلحتك
شعرت بالإطمئنان والسکينة بعد حديثه لتبدأ بسرد كل ما تعلمه
أولا المخډرات إللى وصلت لشنطتى معرفش وصلت أزاى أنا بحضر كليتى الصبح لغايه الساعه واحدة بعد الضهر علشان بشتغل فى كافيه من بعد الضهر ولما بروح الكافيه بسيب شنطتى ومتعلقاتى فى أوضه إستراحه للعمال البنات يعنى زى غرفه لتبديل الملابس كدا وبحط الحاجه فى الخزنه بتاعتى وببدأ أمارس شغلى لأخر اليوم
بس اليوم دا صاحب الكافيه قلنا إن الكافيه محجوز من بعد العصر ونقدر نمشى أنا والبنات إللى معايا .. وبعد كدا ركبت الأوتوبيس علشان أرجع بيتى وحصل إللى حصل فى الكمين وإنت عارف الباقى ..
أصغى آذانه جيدا واستمع لحديثها بتركيز شديد ليربط أطراف الخيط بعضها ببعض لعله يصل لشئ
ليث الكافيه دا إسمه أيه
ليلى كافيه وسط البلد
ليث طب إنتى بتشكى فى أى حد من البنات إللى معاكى لأن حسب كلامك كدا ومن المؤكد إن حد حط المخډرات فى شنطتك أثناء فترة شغلك مستغل إنك بتسيبى متعلقات فى الخزنه وبتتشغلى
ظلت تفكر بهدوء لتقول بصراحه أنا مليش أى علاقه بالبنات إللى معايا كلامنا قليل جدا