الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 23 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

وجد من يهون عليه 
بينما تلك المسكينة لسوء حظها العاثر لم تجد من يخفف عنها. 
تأنيب الضمير لا يتركه وما ذاد الطين بله أنه لم يجد من فعل هذا بها لم يجد لهم أثر كأنهم فص ملح وذاب...
أوقف جهاز المشى عندما على رنين هاتفه أخذ إحدى المناشف القطنيه وأخذ يجفف عرقه والتقط هاتفه 
خير يا حسام 
ردد حسام بلهفة ظاهرة بنبرتة فاقت يا ليث 
وقع هذة الكلمات كانت كالطرب على أذنية أحييت داخله وكأن روحه قد عادت إليه مرة أخرى 
بجد يا حسام 
حسام ايواا الدكتور إللى متابع حالتها لسه مبلغنا فى المركز دلوقتى 
ليث تمام أووى كدا الحمد لله إنها فاقت وأنا هطلع على المستشفى حالا 
حسام تمام وأنا هقفل المحضر بتاعها 
وبالفعل قد أنهى حديثه وأخذ يرتدى ملابسه ليذهب للمشفى قاصدا معرفه كل شئ منها 
....................
قبل هذه الأثناء بداخل غرفه راقيه رفيعة الذوق ذات بياض ساطع كالقطن الممزوج بلون السماء يعمها الهدوء التام .. إلا من صوت هذة الدقات المتتابعة الصادرة من هذا الجهاز دالة تلك الدقات على أن هذا الجسد المجثي فوق الفراش ما زال على قيد الحياه 
وأخيرا وبعد طول غياب تبعد جفنيها بعد لقائهم الطويل هذا وتفرق إتحاد رموشها الكثيفة.. لتفتح أعيونها التى يشوبها الإرهاق والتعب إلا أن سرعان ما أغلقتهما مرة أخرى بسبب شدة الإضائة وعدم إعتيادها الضوء بعد .. جاهدت لفتحها ثانيه وثالثه إلى أن إعتادت عينيها الضوء بعد الظلام الدامس التى كانت محاطة به .
تأملت أنحاء الغرفة محاوله إكتشاف أين هى وبعد نظرة شاملة علمت أنها غرفة فى أحد المشافى الراقية .. 
لتحاول التذكر ماذا حدث 
سرعان ما تدفق سيل الذكريات الأليمة بداخل عقلها الذى يأبى التذكر ..
نعم .. نعم فهى ما زالت على قيد الحياه .
كانت تظن أنها النهايه ولن تستيقظ ثانيتا ! 
لكن ماذا تفعل فما زال فى العمر بقية.. ! وليس بيدها شئ ... 
وها هى فى غرفه أحد المشافى وحيدة كما إعتادت دائما ..
يقطع تأملها وحديثها الذاتى دلوف أحدهم إلى الغرفة والتى لم تكن سوى أحد الممرضات المتابعه لحالتها 
مقبلة عليها بإبتسامه مشرقة الحمد لله على سلامتك أخيرا فوقتى 
نظرت إليها بإستغراب وجاهدت ليخرج صوتها متحشرجا الله يسلمك .. ثم تابعت متسائله بحيرة أنا بقالى كتير نايمه كدا ! 
إقتربت منها متفحصة المحاليل المعلقه بذراعها ايواا بقالك إسبوعين كدا .. ويئسانة خالص مش عايزة تصحى 
ليلى بهمس ياااه إسبوعين بحالهم دا أنا عمرى ما نمت عشر ساعات متواصلة 
الممرضة الحمد لله على سلامتك مرة كمان وأنا هروح أنادى الدكتور علشان يطمن عليكى 
ليلى شكرا بس ممكن تجبيلى حجاب علشان لو أى حد دخل .
الممرضة بإبتسامه بسيطه من عيونى حاضر 
ولم تطل عليها وجلبت لها حجاب ووضعته على رأسها بلفة بسيطه لتخفى خصلاتها خلفه .... ثم خرجت تاركه إياها منغمسة ببحر الشرود والحيرة 
فقد إستيقظت لتقابل مصيرها بداخل السجون جاهلة عن كيفيه الخروج من هذا المأزق ثانيه !
إنتظرت بفارغ الصبر حتى يخرج من القصر لتتيح لها الفرصه كى تبحث بداخل غرفه مكتبه لعلها تجد طريقه للخروج من الغابه .
إنفرجت أساريرها عندما وجدته يخرج فهذة فرصه لا تعوض فهذا اللزج الذى يدعى مصطفى ليس بالوسط أيضا هذة المرة ستنجز مهامها على أكمل وجه وستنجح بالتأكيد ..
ظلت تراقب الأركان لتتأكد من أن لا أحد يراها ثم بسرعه البرق ولجت لداخل الغرفه وبهدوء شديد أغلقت باب الغرفه .. استدارت واضعه يداها على صدرها متنهدة براحه لكن حبست الأنفاس بداخلها من هول ما رأت ما هذا الذى تراه قشعريرة سارت بأنحاء جسدها ..
يجلس بكل عنجهيه وغرور واضعا قدما فوق الأخرى خلف مكتبه ولا ننسى هذة الأبتسامة الشيطانية التى زينت ثغرة ..
تمنت أن لو تنشق الأرض وتبتلعها بما تبرر له الآن وطريقه دخولها الغرفه كانت مثل من جاء ليسرق بالضبط .
أردف منتشلها من أفكارها قائلا بتعجب مصطنع خير يا دكتورة أسوة ! .. مالك داخله تتسحبى كدا ليه .
أجابتة بإرتباك واضخ أصل .. أصل ک كنت 
مؤمن بسخرية أيه يا دكتورة هتقطعى كدا كتير .
تداركت نفسها سريعا ااه ااه كنت جايه أقولك حاجه 
مؤمن طب وأيه المشكلة دا يخليكى تدخلى تتسحبي كدا .... 
أسوة أصل كنت بتأكد إن محدش برا علشان محدش يسمع الكلام إللى هقولهولك 
أردف بتعجب ساخر ليه سر ولا أيه ! ليكون بينا أسرار 
شعرت بسخريته فى الحديث وعلمت مغزى كلام هذا المتلبد المشاعر لكنها تجاهلت حديثه هذا مكملة حديثها بجديه أنا بنفذ كل إللى بتطلبة بهدوء ومقصرتش فى حاجه بالمقابل عايزة أشوف يزيد ولو مرة واحدة وأظن إن دى أبسط حقوقى لانى مش مسجونه هنا 
كانت تتحدث بحذر لم تغفل عن تهديده إياها بيزيد كى لا يمسه مكروة فهذا المچرم من المؤكد أنه ېقتل بدم بارد ولا يرف له جفن 
إنتظرت إجابتة أو ردت فعله لكن كالعادة جالس كالصخر لم تهتز له شعرة 
أكملت حديثها محاوله إقناعه واعيونها الراجية متعلقه بخاصتة القاسېة الجافه ک صحراء جرداء لا بها زرع ولا ماء لو سمحت إنت بس خلى الحراسة تيجى معايا أشوفه وأطمن عليه دا طفل وأكيد بيسأل عليا وأنا كنت بروح أشوفه كل تلت أيام 
يعلم يقينا محاولتها هذة لكن لا بأس من المرح قليلا ولتكن بطريقته هذة المرة..
نطق أخيرا راحما إياها من ترقبها مفيش مشكله دا حقك بردوة إجهزى بكرا وهتطلعى مع الحراسة 
وقام من مجلسه خارجا من الغرفة تاركها فى حيرة جمة من أمرها فموافقته بهذة السهولة ليست بأمر عادى لكنها تناست سريعا فهى ستري يزيد وهذا يكفيها .
بعد خروجه تاركا من خلفه آثار للريبه والشك وحفنة كبيرة من الغموض ک عادتة الدائمة..
قاد سيارته للخروج من الغابه أو لنقول المتاهة تتوافد على قسمات وجهه شتى التعبيرات مرة غاضبه وأخرى غامضه تليها تعابير باردة فارغه خاليه من المشاعر والدفء 
يقاطع تتابع التعابير على قسماتة رنين هاتفه 
ايواا يا صالح 
ليصل إليه هتاف الأخير يشوبه التوتر والخۏف الشديد مما أثار دهشته 
مؤمن بقلق واضح استنى استنى مش فاهم منك حاجه مالك يا بنى 
صالح وما زالت آثار الصدمه باقيه عليه البت يا مؤمن كانت بټموت وأنا كنت هبقى السبب طب إفرض كانت ماټت كنت هعمل أيه 
مؤمن إهدى يا صالح إهدى محصلش حاجه 
صالح بعصبية لم يشعر بها بتاتا محصلش إزاى هو أنا زيك پقتل بدم بارد ... ثم تابع بإنهيار وصوت مرتفع أنا مش زيك قتال قټله ولا هكون أبدا 
عقب سماعه لهذا الحديث لم يعقب عليه بل أغمض عيناه پألم دامى واستمر بالضغط على المقود حتى إبيضت مفاصله
مؤمن ماشى اهدى يا صالح إنت مش زيى متخافش 
قولى إنت فى مستشفى أيه 
صالح أنا فى المستشفى العسكرى 
مؤمن تمام ربع ساعه واكون عندك 
ليغلق الهاتف سريعا بعدما أوقف السيارة
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 95 صفحات