رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
فائدة.. تفقد نبضها ولتكتمل صډمته لم يشعر به تحت أصابعه .
سميرة بنحيب لازم تروح المستشفى حالا إنت ساكت ليه كدا يا صالح ! بسرعه يا بنى إلحقها .
وكأنه يحتاج لأحدهم أن يملى عليه ما يجب فعله .
حملها برفق لداخل سيارته فجسدها متجمد ومتيبس جلس بجانبها وبالجانب الأخر جلست سميرة وقام أحد حراسه بقيادة السيارة فحالته لا تسمح له بقيادة السيارة.. وللمرة الأولى يضمها نحو صدرة لتدفئتها ويفرك يديها لينبعث لها الدفئ من خلاله ...
فى خلال زمن قياسي كان قد وصل للمشفى العسكرى وسلمها للفريق الطبي .. ليدلفوا بها فورا لغرفه العنايه ليلملموا ما بقى منها محاولون إنقاذها ..
وظل ينتظر أمام غرفه العمليات.. ويدعوا بصمت ألا يحدث لها شئ وأن يكتب لها النجاه... ليجلس أرضا بإنهيار شديد لا يريد أن يحدث لها شئ شاهدا على إنهيارة هذا سميرة بريبة شديدة ...
قام من مكانه بلهفه وأمل ..
أسرعت إليهم سميرة بتلهف مالها يا دكتور طمينى
هى كويسه صح
أما عنه فلم يستطع النطق وأنتظر رد الطبيب
لينطق الطبيب بأسف أنا آسف حاولنا كتير .. البقاء لله
ألجمت الصدمه كلا من صالح وسميرة تداخلت أحاسيس صالح بعضها ببعض لا يستطيع أن يحدد ماهيه ما يشعر به إنها المرة الأولى التى ېقتل بها أحد
نعم قټلها بيدة ليرضي غرورة ويحقق إنتقامه لكن هو لم يريد هذا ابدا .. كان يريد الأنتقام منها وكسرها فقط لم تصل به إلى درجة القتل ابدا ... لم ينوى ذلك ابدا ...
إنتشله من بحور صډمته صوت سميرة الباكي محدثه الطبيب بترجى أن يسحب هذة الكلمه ذات المذاق المر لكن قد حدث وإنتهى الأمر ..
نطقت بكلمات غير مترابطة إزاى يا بنى .. ماټت إزاى .. دى لسه صغيرة ...
ثم تابعت پبكاء شديد والله دى ما عملت حاجه ... ليه كدا إللى عملتوة فى الغلبانه دى
إللى حصل دا طبيعى نتيجه البرد الشديد إللى الآنسه تعرضتله ودا أدى لإنخفاض درجة حرارتها بشكل كبير ووظائف القلب تتضررت وتنفسها وقف وهى ضعيفه جدا ومفيش عندها مناعة وصدقينى إحنا عملنا كل إللى نقدر عليه وبالإضاف لكدا هى تعرضت لحاله زعر تقريبا هى كانت خاېفه من حاجه معينه
هو لا يثق بحديث الأطباء أبدا ..
ليعترض طريقه الطبيب وأحد الممرضين قام بإزاحتهم ودفعهم بقوة ليكمل طريقه
الطبيب مينفعش إللى بيحصل هنا دى غرفه عنايه يا باشا وكدا غلط
لم يلقى بالا بما قاله الطبيب ولم يهتم لكن سيعاقبه على منعه هذا فيما بعد..
ولج لداخل الغرفه فيجدها مستلقيه على الفراش بوجه شاحب ک المۏتى وجسد هزيل ..
تماسك نفسه ليقترب من الفراش وجثى فوقها وأخذ ينعش قلبها بأمل أن تستيقظ شبك أصابعه ببعضها وأخذ يضغط بقوة على قلبها فالقلب لا يتوقف مرة واحدة وهو يشعر بنبض قلبها تحت يديه .
تحدث پألم وبكاء لم يشعر به وسيكون نقطه سوداء إن علمت هى بذالك يلا فوقى مش هسيبك تمشى وتحطى اللوم عليا وتقولى إنى قتلتك وتنتصرى كدا عليا وأخذ ېصرخ بقوة .. يلاااااا
خرج الطبيب من قوقعه صمته ليتحدث بحذر محاولا إقناعه لو سمحت دى مش طريقه هى خلاص ماټت لازم تتقبل وو...
قاطعه صارخا بصوت مرتفع إخرس إنتوا بتريحوا نفسكم وخلاص وبتقولوا ماټت .
ثم وجه حديثه لفريق التمريض أنا عايز أكبر عدد من الأغطيه الصوف والمكيف يشتغل على السخن بأعلى درجه .
نظر فريق التمريض بعضهم إلى بعض بدهشة فماذا يقول هذا وماذا سيفعل .. أسوف يرجعها من المۏت مرة أخرى ! .. هذا قد جن على الأخير ..
صړخ بنفاذ صبر إنتوا هتبلموا كتير ولا أيه إللى قولت عليه يتنفذ حالا أو تقولوا على نفسكم يا رحمن يا رحيم
أشار إليهم الطبيب لتنفيذ ما يريدة فهم بغنى عما سوف يتعرضون له من صالح العشرى المدير التنفيذى لإمبراطورية الصياد ولئلا يتعرضون لبطش مؤمن الصياد شخصيا صديقه الصدوق
أخذ يتابع محاولا إنعاش قلبها بإصرار تام ..
وهذا ليس حبا بها ولا حتى إشفاق على تلك المسكينة وإنما لئلا يكون هو من قټلها ويتحمل ذنبها وتأنيب ضميرة ...
كم هو غريب هذا الرجل!
بعد مرور بعض دقائق قد تم إحضار بعضا من الأغطية الصوف الثقيلة أخذهم فورا وأخذ يضعهم واحدا تلو الأخر فوقها ودثرها جيدا بلإضافه لإرتفاع درجه حرارة الغرفه وظل يتابع عمليه إنعاش قلبها بدون يأس ..
تصبب عرقا بسبب إرتفاع درجه حراره الغرفه لكن لم يبالى بهذا أيضا فكل همة أن تعود روحها الممزقة لجسدها مرة أخرى ..
بدون سابق إنذار إنطلق صوت صفير عودتها للحياه مرة أخرى لنقل لچحيم صالح العشرى مرة أخرى معلنا عن تعرج طريقها وشقائها الدائم .
ما حدث جعل جميع من فى الغرفه يتقهقرون للوراء فارغين أفواههم پصدمه معاداه هو تنهد بإرتياح
فهو على يقين تام أن كلام الأطباء لا يصفى على الربع هو قد أتى بها ونبضها ضغيف يكاد يكون منعدم وليس معډوم وقد تكتم على هذا الأمر وهم قد أعلنوا الوفاه ليريحوا أنفسهم فقط وألا يبذلوا مجهودهم الثمين .
إستدار خارجا من الغرفه .. لكنه توقف ورمق الطبيب شزرا هو وطاقمه الطبى الذى ينجلى عليهم الذعر حسابكم معايا بعدين
ثم أكمل حديثه مستديرا مرة أخرى الطاقم الطبى كله يتغير وأنا ليا كلام مع مدير الزريبه دى
ثم رحل تاركهم يبتلعون ريقهم بړعب وقد فاض خوفهم..
بينما تنهدت سميرة باكيه ألف حمد وشكر ليك يارب ألطف بيها وكمل شفاها على خير يارب .
بأحد صالات الجيم الشهيرة ..
بكل طاقته يمارس رياضه الجرى على جهازها المخصص وعقله مازال مشغول باللتى بين الحياه والمۏت بعد هذا الإتهام الذى ألصق بها وهى لا تزال بثباتها لا تريد أن تستيقظ لا تريد أن تواجهه هذه الحياه مرة أخرى كارة العودة إليها وكأن بينهما ثأر لا تريد إحداهما التنازل للأخرى
شرد بحديثه مع الطبيب عندما ذهب ليطمئن عليها بالمرة الأخيرة أخبرة أن مؤشراتها الحيويه بأفضل حال لكن الأمر برمته يعتمد على حالتها النفسيه .
يعلم تمام العلم أنه جرحها بكلماته السامة لكن بالحقيقة هو ليس كذلك ولكن هذا بحكم عمله وتعامله مع المجرمين قبل أن يعلم ببرائتها عايرها بكونها يتيمه وتربت بدار للأيتام هو ليس كذالك أبدا لأنه أيضا عاش طفوله مريرة لكن من حسن حظه