رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
سلوى وصله مزاحهم كفايه بقى ويلا إنتى وهى علشان الفطار وكل واحد يشوف مصالحه ..
إلتفت حولها باحثه عنه أمال مؤمن باشا فين
ثم تابعت مردفه حتى لا يسوء فهمها كنت عايزاه فى حاجه تخص الشغل
أجابت سلوى وهى ترتب الأطباق على المائدة والله يا بنتى ما شوفته وأوضته فاضيه تقريبا كدا خرج من بدرى يجرى .. وصفيه حضرت الفطار إحتياطى
سلوى يلا بقى إفطروا
إلتفوا حول مائدة الإفطار فى جو محب مرح فلم يسبق لأسوة أن إهتم أحد يوما بطعامها وشرابها كما تفعل سلوى فهى تعاملها وصفيه كبناتها وتغدقهم بحنانها الأموى الذى حرما منه
وعلى غير العادة ... مزقت صفيه أضلع الصمت الذى يحاط بهم متسائله بهدؤها المعتاد
إنتى بتدرسى صيدله صح يا أسوة
صفيه ربنا يوفقك يارب
تابعت أسوة سائله وإنتى بقى يا صفصف درستى ايه
صفيه بصى يا ستى الملجأ علمنا لغايه ما أخدنا الثانويه وطبعا عند التمنتاشر بنخرج من الملجأ ..
وبعد ما خرجت مقدرتش أدخل الجامعه ولا قدرت اكمل لأنى جيت على هنا عالطول ومخرجتش من هنا خالص .
صفيه والله دا كان شرط مؤمن باشا إن مخرجش من هنا وبصراحه أنا ما صدقت لقيت مكان أقعد فيه وكمان شغل فاتمسكت بيه ... وفى كل الأحوال دا نصيبى الحمد لله .
شعرت بمدى حقارته وقسۏة قلبه المتحجر .. أجميع ما تطئ قدمه هذا القصر الملعۏن يحكم عليه بالسجن الأبدى ويحرم من لذات الحياه ...
لم تستطع تمالك نفسها فأفصحت عن ڠضبها قائله بعصبية شديدة أيه دا إنشاء الله هو أى حد بيدخل المغارة دى بيندفن حى ولا أيه وبيشترط عليه وبيمشية على مزاجه .. إنسان متخلف ورجعى
كأنك لا تعلمى عزيزتى أسوة وتذوقتى من نفس الكأس .
أسوة بسخرية حرام أيه هو دا يعرف حرام ثم تابعت واقفه .. أنا همشى بقى علشان أشوف شغلى مش عايزة أتكلم على حد
قهقهت صفيه بصوت مرتفع دا كله ومش عايزة أتكلم على حد .. أمال لو اتكلمتى بقى هههههههه
قطعت سلوى حديثهم موجهه حديثها لأسوة إنتى إمبارح قولتى هتنادى عزة بس بعدها محدش شافك ..
توترت أسوة لكن أخفت توترها ببراعه أنا دورت عليها فوق بس ملقتهاش فقولت أكيد نزلت وكنت خلصانه فروحت نمت بصراحه
سلوى أنا قولت كدا بردوة
صفيه بمزاح يلا يلا روحى شوفى شغلك يا بنتى هتودينا فى داهيه
أسوة طب يلا سلام
غادرت المطبخ قاصدة المعمل لتبدأ عملها المهين حتى تتخلص من هذا الحصار وسؤال يتراوح بعقلها !
هل يعلم من فى القصر كلا من صفيه وسلوى بما يفعله مؤمن وحقيقه عمله
رفعت رأسها لتتسمر مكانها عندما وجدته أمامها ينظر إليها بطريقه غريبه لم تستطع تفسير نظراته هذة..
زين ثغرة إبتسامه غامضه ماكرة ودت لو أن تقتلعها من شدة غيظها..
دققت النظر إليه ولم تسحب نظراتها علها تلاحظ شئ أو ظهور أى تعابير على تقاسيم وجهه الباردة لكن بلا فائدة وجه خالى من المشاعر كصحراء قاحله لم تتذوق الماء ... ظلت تنظر مبادرته بالحديث او إستجوابها لدخولها غرفته ليله امس لكن ايضا لم يبث ببنت شفه.....
سارت إلى أن مرت بجانبه
فنطقت محاوله إستدراجه فى الحديث لتستشف كيف وصلت لغرفتها ليله أمس ..
أسوة بإرتباك صباح الخير
تجاهل الرد أنا كلمت مصطفى ولازم تنجزوا شويه أنا عايز النهاردة إتناشر كيلو علشان عايز أخلص .
ردت بأنفعال اتناشر كيلو ! بس إتفاقنا كان سته
نظرة واحدة كانت كفيله بإخراصها وبث الړعب بأوصالها
مؤمن وأنا قولت كدا روحى شوفى شغلك
وذهب تاركا إياها تستشيط ڠضبا من طريقته الفذة بالحديث ..
وظلت كعادتها تحدث نفسها بعيظ مچرم فعلا .. عايز تخلص يا تاجر المخډرات إنت والله لأفضحك ثم قالت مقلدة إياه .. روحى شوفى شغلك ... شغل أيه يا أبو شغل إنت أدينى راحه أشوف شغلى وإجرامك يا مچرم..
تنتقل كاميرا الأحداث لتنقل لنا ما جرى بهذة البقعه الجائرة بعد أن نشرت عليها الشمس أثوابها الذهبيه ..
هدوء يعم الأرجاء بعد عاصفة أمس وكأن السماء غاضبة لا يروق لها ما يفعله هؤلاء البشر ...
فالمطر كان شديد الهطول والجميع عاكفون منازلهم يحتمون بها من البرد القارص ...
وبهذا الأثناء ...
يستيقظ بقلق من نومته الغير مريحه إثر جلبه شديدة وضوضاء من الخارج وصوت مرتفع بالخارج مع تزامنه بصوت الطرق الشديد على باب غرفته إعتدل من مرقدة ماسحا آثار النوم من على وجهه بكفيه
فقد غفى أمس على الأريكة كأنه كان ينتظر أحدهم ..
جذب مأزرة الثقيل ليحتمى به من برودة الجو ..
ليفتح الباب فيجد أمامه أحد حراسه عقد حاجبية بإستغراب .. ووجهه مكفهر و خير فى أيه... والصوت برا عالى ليه إحنا فى سوق ولا أيه .
إجابة الحارس بزعر واضح إلحقنا يا باشا البت إللى خرجتها براا إمبارح فى المطرة قاطعه النفس خالص ومش بتنطق..
كأن أحدا قام بضربه بمطرقه على رأسه .. صډمه حقيقيه تحتل كيانه فلقد غلبه النعاس أمس ونسى أمرها تماما كان ينوى معاقبتها لبعض الوقت فقط ويدخلها مرة أخرى ...
هل ظلت تحت المطر طوال الليل وأيضا بوسط الظلام التى تمقطة ! ... نعم نعم فابتأكيد إنتهى أمرها وهو من قضى عليها وقټلها .. لا لا أقتل هذا مستحيل
أنا لم أقتل أبدا ..!
أوقف تدفق الأفكار السوداوية بعقله الحارس سائلا إياه للمرة العاشرة كيف يتصرفون
نعمل أيه يا باشا
لم يجيبه بل أخذ يركض للخارج بأقصى سرعته .. يسابق الرياح إلى أن وصل للحديقه الخارجيه
تخشب بمكانه وتوقف جرى الډماء بمجراها وأدمي قلبه ما رأه ...
نعم هو يريد الأنتقام منها لكنه لا يريد قټلها نائمة هى بكل هدوء الكون على العشبة الخضراء سابحة فى بركه ماء بملابسها المبتله وشعرها المنسدل بجانبها والملتصق بوجهها بعد أن أنخلع عنها حجابها ...
ساكنه لا يصدر عنها أى أمارة تدل على بقائها حيه بجانبها تجلس سميرة وهى تحاول إفاقتها بشتى الطرق من حولها جميع الخدم يبكون من هول الموقف فهذا الموقف تقشعر له الأبدان .
إقتربت قدماه دون إرادته فقد الإحساس بمن حوله إرتكز بركبتيه بجانبها ... يا الله ما هذا ! .. وجه شاحب شحوب الأموات انسحبت منه الډماء وشفاة زرقاء كزرقه السماء... بيد مرتعشة قام بسحب حجابها المبتل ليغطى خصلاتها لوجود الحراس يلتفون حول المكان وهذة حرمه زوجته ... حاول إفاقتها لكن بدون