الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ينتقم مني القرويون عندما يكتشفوا بأني لا أشارك في الأكل.. فقمت بحشو ملابسي من الداخل بما استطعت من طعام لففته بورق النبات ثم أحطته بالطين حتى لصق علي فبدوت كأني بدين واسع البطن..
ثم حضر القرويون وقادونا جميعا الى تلة قريبة.. منصوب على أعلى التلة خمسة أعمدة..
حيث قاموا بربطنا جميعا على تلك الأعمدة ثم نضحوا فوق رؤوسنا زيتا كريه الرائحة ثم تركونا وانصرفوا..
ومع ارتفاع الشمس الحامية عند الظهيرة.. أخذت أدمغتنا تغلي بفعل ذلك الزيت الغريب.. حتى فقد رفقائي وعيهم وساح من جلودهم دهن أزرق غطى أجسادهم..
أما أنا فقد يبست الشمس الطين الذي حوطت بدني به.. فاستطعت تحطيمه بسهولة ثم انسللت من ملابسي كما تنسل الفراشة من شرنقتها..
وفي تلك الأثناء.. عاد القرويون فأسرعت بالهرب والإختباء..
وهنا.. حضرت من الجو نسور عملاقة..
هبطت تلك النسور على قمة الأعمدة.. ثم أخذت ټضرب بمناقيرها رؤوس الأسرى فتفلقها ثم تلعق أدمغتهم..
وبعد أن فرغت من الرؤوس.. عمدت النسور الى أبدانهم فنهشت لحومهم..
كل ذلك والقرويون ينحنون أمام تلك الطيور.. فعلمت أنهم يقدسونها... لذلك يقومون بإطعامها هذه الأضاحي البشرية..
وبعد انتهاء النسور من وليمتها.. سرت في الجزيرة طويلا وأنا أخشى أن يدركني القرويون فينتقموا مني شړ اڼتقام..
وما زلت أحث الخطى بلا توقف حتى بلغت جدول ماء.. فارتميت فيه وأنا اوشك على الهلاك من شدة العطش..
وبعد أن ارتحت لبرهة.. رفعت رأسي فوجدت شيخا يتمدد على حافة الجدول..
كان الشيخ طويلا ضئيل الجسم طويل اللحية عاري الصدر والذراعين والساقين لكنه يأتزر بإزار على وسطه..
اقتربت منه وسلمت عليه فرد السلام لكن بالإشارة..
فسألته ما سبب جلوسك هنا
فحرك رأسه بأسف وأشار لي أن أحمله من ضفة الجدول الى الضفة الأخرى..
فحدثتني نفسي بأن أعمل معروفا مع هذا الشيخ المسكين..
فتقدمت منه وحملته على كتفي.. ثم نقلته الى حيث أشار..
فلما بلغنا المكان أخبرته أن ينزل على مهل..
لكنه وفجأة... شدد ساقيه على رقبتي وامتنع عن النزول..
فنظرت الى ساقيه فإذا هما مثل جلد الماعز في السواد والخشونة!!!
ففزعت منه وأردت أن أرميه.. لكنه ضيق الخناق بفخذيه على رقبتي حتى قطع نفسي فأظلمت الدنيا في عيني ووقعت على الأرض مثل المېت..
فرفع هو ساقيه وأخذ يركلني على ظهري بقدميه.. لكنهما لم تكن قدمين.. بل حافرين!!! فرفعت نظري إليه فإذا هو مخلوق عجيب بجسد إنسان ورأس ماعز ذي قرون حادة..
زادت حيرتي من هذا الشخص الذي اعتلى رقبتي من جديد وأمرني أن أسير به الى حيث يشاء وإلا خنقني مجددا..
فاحتسبت أمري عند الله وسرت به الى أي مكان يشير إليه..
فكنت أحمله الى الاشجار المثمرة فيمد يده ويقطف ويأكل ثم يطعمني البقايا.. 
وإذا رفضت أو تكاسلت فإنه يركل جنبي بحافريه ركلا شديدا..
وهكذا مضت الأيام وذلك الشيطان قاعد على رقبتي لا يفارقها لا ليلا ولا نهارا..
وإذا أراد النوم لف ساقيه على عنقي ونام قليلا ثم يقوم ويضربني فأنهض به مسرعا لا أستطيع مخالفته خشية غضبه وانتقامه.. وصرت أوبخ نفسي على حمله والشفقة به حتى تمنيت المۏت..
وفي أحد الأيام..
مررنا على وادي الأشجار ذات الثمار الزرقاء.. فتذكرت تأثير تلك الثمار العجيبة وما تفعله بالأذهان.. فتوصلت الى فكرة لا تخلو من جرأة ومخاطرة..
إذ جمعت ما استطعت جمعه من تلك الثمار.. ثم عصرتها في قارورة فارغة كانت معي حتى امتلأت..
كل ذلك حصل والشيخ نائم على كتفي وهو يشخر فوق رأسي..
فلما انتبه شاهدني وأنا أستعد لشرب القارورة.. فإذا به يختطفها من يدي ويرتشف ما فيها حتى آخر قطرة وأنا أتوسل به أن يترك لي شيئا فلم يفعل..
ثم واصلنا السير..
وبعد مسافة.. شعرت به وهو يتمايل على كتفي ثم ما لبث حتى سقط على ظهره وأسقطني معه..
فأزلت ساقيه عن عنقي بتمهل الى أن تحررت منه أخيرا.. فنهضت وأنا ما مصدق بالخلاص..
لكنه فتح عينيه.. فلما رآني حتى صاح علي صيحة عظيمة أفزعتني.. فأسرعت وحملت حجرا ورضخت به رأسه فاختلط لحمه بدمه فماټ غير مأسوف عليه..
ثم جلست ألتقط أنفاسي وأنا في غاية السرور والإنبساط..
فتقدم مني راعي غنم.. فلما شاهد چثة الشيخ وقد تحولت الى مسخ قبيح حتى هنأني بالسلامة وأخبرني أن هذا الشيخ ما هو إلا شيطان يعيش متطفلا على رقاب الرجال منذ عشرات السنين ولا يتركهم حتى يقضي عليهم

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات