رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول
خلفنا وخاضا البحر بسيقانهما حتى أوشكا أن يدركانا..
فأصابنا الهلع لدى اقترابهما وداخلنا خوف عظيم..
لكن المارد خطا فوق حفرة عميقة في قاع البحر فغاص فيها وغرق وانتهى أمره..
أما الانثى فقد توقفت مكانها وأخذت تزعق زعيقا عاليا يكاد يصم الآذان..
ثم شرعت برفع الصخور من القاع وقڈفها تجاهنا حتى أصابتنا إحداها فسحقت معظمنا وډمرت الطوف ولم ينجو منا إلا إثنان وأنا ثالثهم.. فتمسكنا بما تبقى من خشب وسبحنا مبتعدين ونحن ندفع الماء بأرجلنا حتى أعيانا التعب وكدنا نهلك..
فرقدنا على شاطئها قليلا لنلتقط أنفاسنا.. وما كدنا نفعل ذلك حتى هاجمنا ثعبان هائل الحجم واسع الجوف فالتقط أحدنا بفكيه العظيمين وابتلعه.. فما سمعنا من صاحبنا غير صوت ټحطم أضلاعه وهو في جوفه..
ففزعنا غاية الفزع.. وانطلقنا أنا وصاحبي نجري حتى أتينا شجرة فتسلقناها.. أنا في الأعلى وهو أسفل مني..
فالتف بجسده حول الجذع وتسلق الشجرة حتى بلغ صاحبي الذي أسفل مني فالتقمه بأنيابه وبلعه الى كتفيه.. ثم سحبه للارض وواصل ابتلاعه وتكسير عظامه والرجل يستغيث صارخا دون أن يكون بيدي شيئ لأفعله حتى أتى الثعبان عليه بأكمله ثم تركني وانصرف..
فصرت أعاتب نفسي وأقول بأني أستحق جميع ما جرى لي بعد أن أنقذني الله من جميع المصائب والأهوال في رحلاتي السابقة.. لكنني لم أستقر في مدينتي الحبيبة بغداد حتى خرجت منها طمعا في المزيد..
ثم بكيت وأقسمت أمام الله أنه لو أعادني سالما الى بغداد فسأمكث فيها وأعتزل الترحال..
فقزت من الشجرة وطفقت أجري هائما على وجهي لا أعلم الى أين تقودني ساقاي حتى وجدت نفسي مقابل البحر مجددا..
فسقطت على ركبتاي وأنا ألهث حتى ابيض لساني من شدة التعب..
وبينما أنا افكر بالمۏت وقد اقترب.. وإذا بي أبصر ألواح الخشب تلك التي تعلقنا بها وجئنا بواسطتها الى هذه الجزيرة وكانت من أقسى أنواع الخشب..فخطرت ببالي فكرة..
وما هي إلا لحظات حتى جاء الثعبان والتقم التابوت وأنا بداخله أنظر إليه كالمېت خوفا.. فأخذ يعالج به ببلعومه فلم يقدر على تحطيمه وابتلاعه.. فلفظه خارج فمه..
وبعد أن فرغ من التابوت.. إلتفت الثعبان نحوي مجددا وفتح فكيه وانقض علي.. فأغلقت عيناي وخبأت رأسي بين ذراعي..
وهنا... خطڤ بمحاذاتي سهم من ڼار إستقر في حلق الثعبان..
ثم ظهر عدد من الرجال الغلاظ الداكني البشرة وهم يحملون المشاعل..
هاجم أولئك الرجال الثعبان وخوفوه پالنار حتى أجبروه على التقهقر والإنسحاب..
ثم عمدوا إلي فشدوا وثاقي وقادوني معهم كالأسير وجعلوني أنضم في المسير مع عدد آخر من الأسرى فأصبحنا خمسة..
مر الرجال الأغراب بنا في واد تنبت فيه أشجار قصيرة ذات ثمار زرقاء..
فقطفوا منها الشيئ الكثير ثم واصلوا المسير حتى بلغوا بنا قريتهم..
كان أولئك الرجال من قبيلة بدائية يتكلمون فيما بينهم بلغة لا نفهمها..
وفي القرية.. فكوا وثاقنا ثم قدموا لنا بعض الطعام الممزوج بعصارة تلك الثمار الزرقاء.. فأكل رفاقي الأسرى حتى شبعوا..
أما أنا فقد عافت نفسي الطعام ولم أشتهيه..
وكان رفاقي يتحدثون فيما بينهم ويقولون بأنهم قد أسائوا الظن بأفراد تلك القبيلة.. لأنهم يقومون بإطعامهم على أحسن وجه..
لكنني خالفتهم الرأي وأخبرتهم بأني أعتقد أنهم يضمرون لنا شړا..
وبعد قليل.. بدأ رفاقي يتصرفون بغرابة..
إذ مالت عيونهم وغابت عقولهم فصاروا يتخبطون في مسيرهم..
ثم أحضر لهم القرويون الكثير من الطعام الممزوج بتلك العصارة الزرقاء فأخذوا يلتهمونه كالمجانين.. فضحك عليهم القرويون وصفقوا لهم..
فلم أذق من ذلك الطعام لقمة.. واكتفيت بحشائش الارض..
وبعد عدة أيام..
إكتنز أصحابي من كثرة الأكل حتى ثخنوا ولم يقدروا على الحراك..
أما أنا.. فقد خشيت أن