رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول
المخيف..
فوجدتهم قد أحاطوا ببيضة الرخ وهم يرشقونها بالحجارة فصحت بهم ونهرتهم أن لا يفعلوا ذلك وإلا انتقم منهم الرخ.. فما سمعوا كلامي حتى كسروا البيضة فسال منها ماء كثير وقد بان فيها فرخ الرخ فأخرجوه وذبحوه وأخذوا منه لحما كثيرا..
وبينما نحن كذلك.. وإذا بظلة عظيمة تغطي رؤوسنا وغبرة كثيفة تعمي أبصارنا.. فتطلعنا فإذا هو طير الرخ قد أقبل..
فانطلقنا نجري حتى صعدنا المركب وسحبنا المرساة ونشرنا الأشرعة وفررنا نبغي النجاة بأرواحنا ما استطعنا..
أما الرخ والعنقاء فقد غابا عنا زمنا ثم ما لبثا أن لحقا بنا وكل منهما يحمل بين مخالبه صخرة هائلة..
أطلق الرخ صخرته علينا فحاد الربان بالسفينة فأخطأتها الصخرة بمقدار قليل.. غير أن المركب قامت بنا وقعدت من شدة وقوع الصخرة حتى رأينا قعر البحر من قوتها..
أما الباقون وأنا من بينهم.. فقد تمسكنا بقطع السفينة المتناثرة وجال بنا الموج حتى ألقى بنا على شاطئ جزيرة غريبة..
فنهضنا وتمشينا في الجزيرة فشاهدنا من بعيد قلعة من حجر..
فدخلناها فاكتشفنا أن كل ما فيها من كراسي وأدوات طعام وغيرها هي من الضخامة بحيث لا يمكن أن يكون أصحاب القلعة إلا قوم من العمالقة..
ثم شاهدنا كومة كبيرة من العظام البشرية والعديد من الهياكل العظمية فارتعبنا وقررنا المغادرة..
فلما رأيناه أرتعدت أبداننا واشتد خوفنا حتى صرنا كالصرعى من شدة الجزع..
قام المارد بإحكام غلق البوابة فحبسنا في الداخل.. ثم جلس على كرسيه وحشرنا جميعا في زاوية الحجرة ومد أصابعه نحونا فقبض علي من بين أصحابي ورفعني من ساقي وقلبني فصرت في يده كاللقمة الصغيرة وبدأ يجسني كما يجس القصاب ذبيحة الغنم.. فوجدني ضعيفا من كثرة الحزن هزيلا من شدة التعب وليس بي شيئ من اللحم.. فأطلقني وأخذ واحدا غيري..
وبعدها أشعل ڼارا حامية ووضع القضيب عليها ثم التهم الرجل بلقمة واحدة وبصق عظامه..
وبعد أن فرغ من طعامه.. انطرح ونام على الأرض وهو يصدر شخيرا عاليا..
أما نحن فقد تباكينا على حالنا خشية أن نؤكل مثل صاحبنا.. حتى تمنى بعضنا لو غرق في البحر ولم تأتي به الأقدار الى هنا..
فدرنا في المكان نبحث عن وسيلة للخروج فما اهتدينا الى شيئ..
فلما حل المساء.. عاد المارد وحشرنا جميعا في نفس الزاوية وأخذ يتحسسنا بأظافره القبيحة.. ثم التقط أحدنا وفعل به كما فعل بصاحبنا بالأمس أكله وطرح عظامه أمامنا على الارض..
ثم استلقى قرب الموقد ونام على جنبه..
وبينما جماعتي يندبون أنفسهم.. إذ جمعتهم حولي واخبرتهم أننا إذا أردنا النجاة فعلينا هزيمة المارد..
فتعجب اصحابي وظنوا بأني قد جننت..
لكنني بينت لهم الطريقة.. حيث أمسكت بأحد تلك الأسياخ التي يستعملها المارد لشواء طعامه..
ففهموا قصدي وهبوا لمساعدتي فرفعنا جميعا ذلك القضيب الحديدي ووضعنا طرفه على الڼار حتى توهج من شدة الحرارة..
ثم حولنا القضيب المدبب جهة المارد وانطلقنا جميعا بكل ما لدينا من قوة وطعناه في عينه فانطمست.. فهب صارخا من رقدته وصاح صيحة عظيمة انخلعت منها قلوبنا فهرولنا مذعورين ذات اليمين وذات الشمال..
أما المارد فقد صار أعمى وأخذ يتخبط في قلعته وهو يفتش عنا كالمچنون حتى أتى بوابة القلعة فحطمها وركض خارجا..
فلما رأينا البوابة مهشمة حتى خرجنا من القلعة وهرولنا نحو ساحل الجزيرة نطلب الرحيل وقلوبنا تخفق پعنف خوفا من اڼتقام المارد..
فتكاتفنا جميعا في صنع طوف خشبي من بقايا سفينتنا المنكوبة حتى أتممناه على عجالة..
ثم دفعنا به الى البحر وركبناه وابتعدنا به عن الساحل..
لكننا ما كدنا نفرح بالخلاص حتى خرج لنا المارد من عمق الجزيرة تتبعه أنثى أكبر منه وأوحش.. فنزلا الماء