الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ذراعيه ثم انزلوه هو الآخر في الفجوة الظلماء.. كما أنزلوا معه كوز ماء وسبعة أرغفة ثم أعادوا الصخرة الى مكانها وأغلقوا الفوهة..
وخلال الأيام التالية..
شغلني التفكير بتلك العادة الغريبة..
وتملكني الخۏف من أن ټموت زوجتي فيكون مصيري كحال صاحبي..
ولم يطل بي المقام حتى تحقق ما كنت أخشاه..
إذ أصيبت زوجتي يوما بمرض معدي.. ثم لم تلبث أن تدهورت حالها حتى وافاها الأجل..
رحلة السندباد العجيبة
النصف الثاني و الأخير
.....في الأيام التالية شغلني التفكير بتلك العادة الغريبة..
وتملكني الخۏف من أن ټموت زوجتي فيكون مصيري كحال صاحبي..
ولم يطل بي المقام حتى تحقق ما كنت أخشاه..
إذ أصيبت زوجتي يوما بمرض معدي.. ثم لم تلبث أن تدهورت حالها حتى وافاها الأجل..
فدخل علي الامير وجميع اصحابي يعزونني بنفسي وبزوجتي..
فرحت أصيح بهم بأنني غريب ولا يصح أن تجري علي عاداتهم وتقاليدهم.. لكنهم لم يصغوا إلي فأمسكوني وأرغموني على المسير معهم نحو الجبل حتى بلغنا الصخرة الدائرية..
فعملوا معي كما عملوا مع جاري من قبل.. حيث انزلوني الى قعر مغارة عميقة مع كوز ماء وسبعة أرغفة فقط..
ثم طلبوا مني فك الحبل فامتنعت عن ذلك فرموا علي الحبال ثم أوصدوا فوهة المغارة وانصرفوا..
رأيت في تلك المغارة أمواتا كثيرين وعظاما بالية وشممت روائح كريهة فضاقت نفسي حتى تمنيت المۏت بسرعة..
فلمت نفسي على فراقي لبغداد.. وهجرة الخلان والاوطان من أجل أن تكون نهايتي في هذا المكان..
حيث لا يعلم بي أحد.. ولا يفتقدني صاحب ولا ولد..
ثم إني صرت لا أعرف الليل من النهار.. وأمسيت لا آكل حتى يكاد الجوع أن يقطعني.. ولا أشرب حتى يوشك العطش أن يصرعني.. وبتلك الطريقة إستطعت أن أصمد لخمسة عشر يوما متتاليا وقد هزل جسمي حتى لصق جلدي بعظمي.. في الوقت الذي اتخذت لي مكانا انام فيه بعيدا عن الچثث الطرية والمتفسخة..
وفي إحدى المرات..
وبينما كنت مستلقيا بانتظار المۏت وقد نفد ما لدي من طعام وشراب .. وإذا بي أسمع صوت نبش ومضغ.. ففزعت من رقادي وتبينت مصدر الصوت فإذا هو حيوان من الۏحش حالما رآني حتى فر هاربا..
فتبعته الى جوف المغارة فشممت نسيم البحر من حيث فر المخلوق..
ثم لمحت ضوءا كبريق النجمة في عتمة المغارة.. فأتيته فإذا هو خرم قد حفرته الوحوش من السباع والهوام وغيرها كي تدخل وتقتات على چثث المۏتى..
فشع في عيني بريق الأمل وتحمست للنجاة..
فعدت الى المغارة وجمعت ما أمكنني من حلي وجواهر كانوا يزينون بها المۏتى قبل إنزالهم ثم وضعتها في صرة وشددت تلك الصرة على كاحلي بالحبل الذي قيدوني به ثم قفلت عائدا الى الخرم الذي وجدته.. وكان ضيقا للغاية لكنني تمكنت من الولوج فيه بسبب شدة نحافتي وجعلت أزحف من خلاله وأنا أتطلع الى نور الحرية الذي أمامي في الوقت الذي أسحب فيه صرة الجواهر من خلفي حتى تمكنت أخيرا من اختراق الجبل والوصول الى ساحل البحر..
فسجدت شكرا لله على خلاصي ثم سرت بمشقة حتى أتيت شجرا من جوز الهند فطفقت أكسر ثمرة الجوز وأشرب مائها حتى ارتويت وعاد لي حولي وقوتي..
وبينما أنا على تلك الحالة..
وإذا بسفينة تقترب من الساحل فلوحت لهم فأرسلوا لي قاربا صغيرا وسألوني عن شأني
فأخرجت لهم ما في الصرة من قلائد ومجوهرات فرحبوا بي غاية الترحيب ثم حملوني معهم الى السفينة..
وهناك.. اجتمعوا جميعا حولي وسألوني مجددا عن سر وجودي في ذلك المكان المعزول خلف الجبل
فقلت لهم بأني كنت أسافر على ظهر مركب فغرق بي فسبحت الى الساحل..
وقد خشيت أن أخبرهم بالحقيقة لئلا يكون معهم رجال من سكان المدينة التي حاولت قتلي فيعيدونني الى أميرهم..
لذا فضلت السكوت.. واشتريت منهم ثمن مرافقتي لهم بما معي من مصوغات ذهبية فأكرموا مثواي وقدموا لي الطعام والشراب حتى ردت لي روحي ونشطت من جديد..
وبعد عدة أيام من الخوض في البحر تعرضنا لعاصفة هوجاء.. مما حدا بنا الى أن نغير مسارنا الى جهة مجهولة..
حيث رست بنا السفينة على إحدى الجزائر..
فبدت تلك الجزيرة مأهولة لدي وكأني زرتها من قبل.. ثم سرعان ما تأكدت من أنها هي نفسها جزيرة الرخ..
وكان رفقائي البحارة قد نزلوا الى داخل الجزيرة.. فلحقت بهم كي أحذرهم من مغبة بقائنا على متن الجزيرة بوجود ذلك الطائر

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات