رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول
التزود بالمؤن وأيضا لاستجمام الركاب وتوفير بعض الوقت لهم بعيدا عن ملل السفينة..
وبينما انا كذلك.. وإذا بي ابصر فرسا جميلة مربوطة بواسطة سلسلة على الساحل..
سرني منظر الفرس.. فتقدمت منها لأتفقدها وإذا بصوت يناديني من تحت الأرض ويأمرني بأن أتراجع..
حققت النظر فشاهدت بابا على الارض مخفيا بين الرمال..
فتح لي أحدهم الباب قليلا وأشار لي بأن أدخل بسرعة.. فامتثلت لأمره ودخلت.. فإذا أنا في حفرة من الارض مع زمرة من الرجال يحملون الرماح والسلاسل..
وبعد فترة.. خرج من البحر حصان فحل ممشوق القوام بديع الجمال..
اقترب ذلك الحصان من الفرس ثم اجتمعا سوية..
وبعد أن قضى معها شطرا من الوقت أخذ الحصان يضرب السلسلة التي تربط الفرس وهو يصهل عاليا..
حينذاك.. هب الرجال من الحفرة شاهرين رماحهم وهم ېصرخون..
وبعد ذلك.. قام الرجال بتحرير الفرس من السلسلة وأخذوها معهم..
ثم الټفت إلي أحدهم واعتذر مني وأخبرني بأنهم ساسة خيل الأمير..
وفي كل عام يأتون بأجود الأفراس الى الساحل ويربطونها هنا لغرض مزاوجتها مع حصان البحر العجيب الذي يخرج في تلك الاوقات من السنة لأجل التكاثر..
فيثور الحصان ويحاول تحطيم السلسلة بحوافره وهو يصهل پغضب.. فتكون تلك هي العلامة التي من خلالها نعرف بأنه قد فرغ لما جاء لأجله..
حينها فقط نخرج من مخبأنا كما رأيتنا ونطرد الحصان.. لكننا بالمقابل نحصل على فرس ستحمل منه لاحقا بمهر أو مهرة يساوي وزنها ذهبا وليس لها شبيه على الارض..
وهناك.. قدموني الى أميرهم فرحب بي وأكرم وفادتي..
فأهديته بالمقابل بعض ما كان عندي من الجواهر النفيسة فسر بها وقربني إليه..
ثم أمر أن أمكث عنده في القصر حتى أقرر الرحيل متى شئت..
فمكثت معززا مكرما وقد أحاط بي خواص الأمير فصاروا من خيرة أصحابي..
فسألت الامير عن ذلك فقال لي
وما السرج
فقلت
إنه مقعد الراكب.. يوضع على ظهر الخيل.. فيه زيادة قوة وراحة للراكب والفرس على حد سواء..
ثم استأذنته أن أصنع له واحدا فأذن لي.. بل وأمر أن يساعدني أمهر النجارين والحدادين وأن يكونوا طوع أمري..
انتهيت من صنع السرج وقدمته للامير فجربه على أحد خيوله فأعجب به وفرح فرحا شديدا ووهبني مالا كثيرا..
ثم طلب مني أكابر المدينة وخواص الامير مثل ذلك..
فجمعت فريقا تحت خدمتي وعلمتهم الصنعة ورحنا نصنع السروج فأصبحت أربح على إثر ذلك مالا وفيرا..
فطاب لي العيش في تلك المدينة حتى نسيت أمر العودة الى بغداد..
وفي أحد الايام..
طلب مني الامير الاستقرار في مدينته والزواج من فتاة مليحة يختارها لي بنفسه..
فاستحييت أن اخالفه.. فأمر بإحضار القاضي والشهود وزوجني في نفس ذلك اليوم بفتاة شريفة كثيرة المال بديعة الجمال..
ثم أعطاني الامير بيتا كبيرا بجوار قصره كهدية للزواج..
فعشت بعد هذا كأحسن ما يكون العيش وأسعده..
وحدث ذات يوم أن ماټت إمرأة جاري فدخلت عليه لأعزيه فقلت له
لا تحزن.. عوضك الله تعالى عنها إن شاء الله..
فبكى بكاءا شديدا وقال
كيف أتزوج بغيرها وأنا قد بقي من عمري يوم واحد
فاستغربت كلامه وقلت
يا أخي ما هذا الكلام أرجع لعقلك ولا تطلب المۏت فأنت بخير وعافية..
فقال
غدا ستفتقدني.. ففي هذا النهار يدفنون زوجتي ويدفنونني معها.. فإنها عادتنا في بلادنا..
إذا ماټت المرأة يدفنون زوجها حيا معها.. وإن ماټ الرجل يدفنون زوجته معه.. حتى لا يلتذ أحدهما بالحياة بعد رفيقه..
وبينما نحن نتحدث.. إذ دخل عليه الجيران والاصحاب وهم يعزونه في زوجته وفي نفسه كذلك..
ثم أحضروا تابوتا وحملوا فيه المرأة وسار زوجها معهم حتى أتوا الى جبل عظيم خارج المدينة يفصل المدينة عن ساحل البحر..
وكانت قرب الجبل صخرة كبيرة كهيئة القرص فاجتمعوا عليها وزحزحوها فبان تحتها فوهة تؤدي الى تجويف مظلم بعيد الغور..
فقاموا أولا بإنزال چثة المرأة بواسطة الحبال..
تلا ذلك إن ربطوا جاري بحبل على صدره وتحت