الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

المنطقة..
لذا قادني تفكيري الى حيلة جريئة..
فقد قمت بربط نفسي بواسطة عمامتي بساق الرخ لدى رقاده ليلا على بيضته..
وبقيت أترقب طوال الليل أن ينهض الطائر ويحلق بي بعيدا عن هذه الجزيرة وأنا أدعو الله أن لا يشعر بي الرخ وإلا مزقني بمنقاره والتهمني بلقمة واحدة..
فلما طلع الفجر..
رفرف المخلوق بجناحيه وارتفع عن الأرض فتمسكت بساقه ثم انطلق بي نحو الأعالي يشق الأجواء فشعرت بالهيبة وأنا ارى الجزيرة التي كنت عليها تصغر وتصغر حتى اختفت عن ناظري بعد أن علا الرخ فوق السحب..
فما زال ملك الطيور يجد في الطيران لأكثر من ساعة حتى شعرت به يهبط أخيرا..
فلما جثم على الأرض سارعت بفك نفسي وهربت منه.. فوجدت أن الرخ قد هبط بي داخل إخدود جبلي تحف به الجدران الصخرية العالية من كلا جانبيه.. لا زرع فيه ولا ماء.. وفوق ذلك فهو يعج بالثعابين الضخمة التي ما رأيت أضخم منها في كل رحلاتي..
إستدرت نحو الرخ فرأيته يتقاتل بشراسة مع واحد من تلك الثعابين.. ثم قبض بمنقاره على رأس ذلك الثعبان وطار به بعيدا عن المكان..
سرت في الأرجاء كثيرا لعلني أعثر على مخرج فما وجدت سوى مزيدا من الصخور والأفاعي..
ثم تملكني الجوع والعطش والحر والخۏف فشعرت بالندم الشديد لتركي الجزيرة..
فعلى الأقل كنت أجد فيها ما يؤكل ويشرب.. أما هنا.. فبدأت أشفق على نفسي من اصبح مأكولا في بطون الحيات..
وصلت الى نهاية الإخدود.. فاكتشفت أن الأرض هناك مليئة بنفائس الجواهر..
فسرت عيني لرؤيا بريق اليواقيت..
فأخذت أجمع منها وأحشو جيبي بها..
ولكن ما الفائدة من ذلك وأنا على وشك الهلاك في أية لحظة في هذا المكان البائس..
وبينما أنا كذلك.. وإذا بكبش مذبوح ومسلۏخ يسقط أمامي فجأة..
وهنا تذكرت تلك الحكاية الخيالية التي كنا نتناقلها نحن البحارة فيما بيننا.. والتي مفادها أن هنالك في أقاصي الارض يوجد واد يسمى بوادي الثعابين..
أرض ذلك الوادي مفروشة بالياقوت والزمرد..
وللحصول على تلك الجواهر.. فإن التجار يقومون برمي الذبائح في قعر الوادي.. حيث تقوم النسور العملاقة بالإنقضاض على الذبيحة وحملها الى أعشاشها خارج الوادي..
لكن التجار لا يدعون النسور تخرج من الوادي حتى يرشقونها بالأحجار والنبال وبما تطاله أيديهم.. فيربكونها فتقوم بإسقاط الذبيحة..
ثم يأتي التجار الى الذبيحة فيلتقطون ما التصق عليها من جواهر.. ثم ينصرفون وهم سعداء بما غنموه..
هذا إن كانوا محظوظين.. وإلا فإن الكثير من تلك الذبائح تكون طعاما للأفاعي القابعة في قاع الوادي..
أدركت هنا أن تلك الحكاية لم تكن خيالية.. فها هي تحدث الآن أمامي..
فقمت على الفور باستغلال الموقف.. وعمدت الى ربط نفسي بالذبيحة بواسطة عمامتي ثم استلقيت تحت الذبيحة بانتظار أن تحملني النسور معها خارج حفرة المۏت هذه..
وبينما أنا على هذا الحال.. وإذا بحية هائلة تقترب من الذبيحة لالتهامها..
فأصابني الجزع لمنظرها.. لكنني قمت بقڈف الحية بما تطاله يداي من حصى الوادي حتى فقأت عين الحية فزحفت مبتعدة لحال سبيلها..
لكن ثعبانا أضخم منها كان قد ھجم علي من الناحية الأخرى.. فأغلقت عيني وقد أيقنت بالهلاك..
وهنا..
ارتفعت الذبيحة فجأة عن الأرض وأنا معها.. فاكتشفت أن نسرا كبيرا كان قد حملنا معا بمخالبه.. منقذا إيانا في اللحظة الحاسمة..
فلما خرجنا من فوهة الإخدود وإذا بالنسر يطرحنا أرضا بعد أن ناله ما ناله من حجر وصړاخ من التجار وقرع على الأخشاب وغيرها حتى أجبروه على إلقاء حمله..
أما أنا فقد نهضت وفككت نفسي من الذبيحة..
فجاء التجار ووجدوني واقفا قرب الذبيحة.. لكنهم لم يلتفتوا إلي بل عمدوا الى قطعة اللحم يقلبونها علهم يعثروا على ضالتهم فيها..
فلما لم يجدوا شيئا قلبوا أيديهم وظهرت عليهم علامات الخيبة.. فتقدمت منهم وأخرجت لهم من الجواهر الشيئ الكثير..
ففرحوا بي أشد الفرح وحملوني وانطلقوا بي نحو كبيرهم..
فأخبرتهم بحالي وما جرى علي.. فحمدوا الله على نجاتي وهنئوني بالسلامة..
ثم أخبرتهم برغبتي في العودة الى بغداد..
فقال لي كبيرهم بأني بعيد جدا عن بغداد... لكنهم سيأخذونني بواسطة سفينتهم الى جزيرة قريبة وينزلونني على الساحل..
وهناك بإمكاني انتظار السفن المتوجهة الى بغداد وشراء عودتي على متن إحداها بما تبقى معي من جواهر..
ثم قاموا بفعل ذلك فشكرتهم جزيل الشكر وودعتهم..
وبعد رحيلهم.. طفقت أتمشى على ذلك الساحل بانتظار مرور السفن التي ترسو أحيانا على سواحل الجزر لغرض

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات