رواية السندباد كاملة وحصريه بقلم كاتب مجهول
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
رحلة السندباد العجيبة
النصف الأول
كان السندباد البحري تاجرا معروفا في بغداد..
وكان ميسور الحال ذا مال وحلال..
وقد اشتهر برحلاته البحرية العجيبة التي خاضها في مختلف بحار العالم لغرض التجارة وطلبا للمغامرة..
وقد شهد في تلك الرحلات من العجائب والغرائب ما حير عقول السامعين وجفف أقلام الكاتبين..
وقد روى بنفسه إحدى أطول رحلاته وأكثرها تشويقا فقال
فمكثت في نعمة الله تعالى ثلاث سنين وأنا في أهنئ العيش وأرغده..
لكن نفسي تاقت مجددا للسفر وركوب البحر..
فأتيت البصرة واكتريت مركبا وهيئت لها ربانا وبحارة..
ثم أصبحت أستقبل التجار وبضائعهم حتى امتلأت السفينة فانطلقنا بعد ذلك على بركة الله وقد طابت لنا الريح فأخذنا نبحر من بلد الى بلد ومن جزيرة الى أخرى ونحن نبيع ونشتري ما طاب لنا من بضاعة..
فنزل أكثرنا عليها وسار في ربوعها..
ثم قام بعضهم بجمع الحطب وإيقاد الڼار عليها..
لكنهم ما إن فعلوا ذلك حتى تزلزلت الجزيرة وطرحت بمن عليها أرضا..
فقام شيخ كبير وأخذ يصيح فينا
إنجوا بحياتكم.. فوالله ما هذه الجزيرة إلا سمكة عملاقة قد استقرت في البحر.. فضړب عليها الرمل زمنا طويلا حتى أنبت الشجر على ظهرها فبدت وكأنها جزيرة..
فلما سمعنا مقالة الشيخ تسابقنا جميعا نحو السفينة نبغي إدراكها..
لكن السمكة شرعت بالحراك ثم انطلقت تخوض البحر بكل ما لديها من سرعة..
فتمسكنا بالاشجار وقد ابتعدت بنا السمكة عن سفينتنا فلم نعد نراها..
فأفلت بعضنا من الاشجار بسبب الانطلاق الهائل للسمكة وسقطوا في البحر وغرقوا..
فتشاهد من بقي منا وأخذوا يتباكون ويتصارخون حتى صاح بعضهم
إستعدوا للمۏت يرحمكم الله..
ثم قفزت السمكة في الهواء قفزة عالية وغاصت في البحر على إثرها..
أما أنا فقد اضطربت بي الأمواج وهاج بي البحر وماج.. الى أن هيئ الله لي جذع شجرة كان قد انكسر من بقايا ظهر السمكة.. فتمسكت به وخلعت عمامتي وربطت بها نفسي بالجذع ربطا محكما ثم استلقيت على الجذع وأنا ما مصدق بالنجاة..
وكانت السمكة قد ألقت بي في مكان ما من البحر لا علم لي به ولا خبر..
فلم يزل الموج يحملني الى ما شاء الله حتى أفقت فوجدت نفسي وقد رسوت على جزيرة..
ففككت نفسي وتمشيت على ارضها أشرب من مياهها وآكل من ثمارها حتى ارتويت وشبعت وردت لي روحي فحمدت الله عز وجل على النجاة..
ثم قلت في نفسي
لعل السمكة قد حملتني الى آخر الدنيا..
ليس لي سوى أن أدخل الى عمق الجزيرة لعلي أجد فيها من يعرف بهذا المكان..
قمت بتسلق إحدى أطول الاشجار ثم طفقت أدير بصري يمينا وشمالا حتى لمحت من بعيد في وسط غابة الاشجار قمة بيضاء.. فاعتقدته هيكل بناء..
فنزلت من الشجرة ثم سرت داخل الجزيرة طويلا الى أن بلغت القبة.. فكانت عظيمة الهيكل دائرية الشكل ذات سطح أملس وليس لها مدخل..
فدرت حولها لعلي أجد بابا.. فما وجدت لها واحدا..
ففكرت بأنها تشبه البيضة العملاقة..
ولم يطل بي الوقت حتى اتضح لي صدق ظني..
فقد حصل فجأة.. أن أظلمت السماء وعصفت الريح بالأجواء.. فرفعت رأسي لأتبين السبب فراعني أن أرى طائرا عظيم الخلقة قد غطى الشمس بجناحيه..
ففزعت لمنظره واختبأت منه.. فحلق فوق القبة قليلا وهو يعصف الجزيرة بجناحيه.. ثم رقد فوق القبة ببطئ..
فعلمت حينذاك أن القبة ما هي إلا بيضة ذلك الطائر العملاق والذي يسمى الرخ..
.
.
مضت عدة أيام وأنا على هذه الجزيرة أراقب ذلك الطائر الذي يطير كل صباح بعيدا نحو الشرق ولا يعود إلا عند المساء ليرقد فوق بيضته..
ففكرت أنه إذا بقيت هنا أنتظر مرور سفينة فسأنتظر الى الأبد.. لأنه من المستحيل أن تتجرأ السفن على الإقتراب من هذه الجزيرة بوجود طائر الرخ الجبار هذا.. لأنه يمثل ټهديدا صارخا لحركة الملاحة في