الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 35 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

! مع انك كنت عايزني ارجع لشخصيتي الأصليه ايه الي حصل دلوقتي 
سالم بحدة 
كنت غلطان !
رفعت إحدي حاجبيها الجميلين و ناظرته بسخريه قبل أن تقول بهدوء مستفز 
عشان كدا زي ما قولتلك مخدتش رأيك بعين الإعتبار !
كانت مشاكستها لذيذة بحق و ملامحها التي تتحداه بخطۏرة لا تعي توابعها و قد كان هو الآخر يشعر بأنه يمشي بحقل ألغام قد ټنفجر بقلبه في اي لحظه و هو غير عابئ لتوابعها التي قد تكون مدمرة يريد أن تدوم حربهم تلك للأبد دون أن يمل ! 
لو كنت أعرف ان شخصيتك الأصلية شبه أطفال الشوارع كدا مكنتش هطلب منك ترجعيلها !
برقت عيناها من شدة الذهول الذي تحول لڠضب عارم فقد أهان أنوثتها بشدة جعلتها تود لو تمزقه إربا حتي تمحي تلك الأبتسامه الكريهة علي وجهه و التي كانت تخفي آخري صاخبة نجح في خنقها حتي لا تفضح إستمتاعه بملامحها وڠضبها المروع هذا و تابع بتهكم 
في رأيي شخصيه أبلة نظيرة لايقه عليكي اكتر !
كان طوال الوقت ممسك بمعصمها القابع خلف الجاكت الخاص به و الذي كانت ممسكه به بقوة دون أن تدري فلم يستطيع أن يفوت فرصه اخري في إغضابها إذ قال بتسليه
الجاكيت ! مش تقريبا قولتي إنك مش محتجاه !
لا تعلم ما دهاها في تلك اللحظه و لكنها انتزعت الجاكيت من بين يديه و قالت بحدة توازي حدة نظراتها اليه
غيرت رأيي . هاته
اخذته و حاوطت كتفها به في حركه منها لإغاظته فابتسم تلقائيا علي فعلتها و لكنه سارع بمحو بسمته و هو ينظر إلي الجاكيت الذي يعانق جسدها بغموض و لوهله طرأ علي باله هاجس . ما هو شعوره حين تصبح تحت سطوة عناقه !
كانت جنة تقف أمام تلك الفرسه الرائعه التي اعجبت بها سابقا تناظرها بسعادة غامرة انبثقت من بين كلماتها حين قالت بحبور
اذيك يا جميله .. وحشتيني اوي . 
مدت يدها تدغدغ أسفل عنقها و الفرس تتجاوب معها مما جعلها تقول برقه
انا كمان وحشتك. حقك عليا اتأخرت عليكي كل دا بس انتي متعرفيش حصلي ايه 
ارتسم الحزن على ملامحها الجميله و هي تقول بنبرة خافته
انا كنت هخسر البيبي . و قعدت يومين في المستشفي و بعدين الدكتور منعني من الحركه لمدة أسبوعين ! تخيلي اسبوعين كاملين و أنا نايمه في السرير مبتحركش! اكل في السرير و شرب في السرير لحد ما طهقت .
تابعت بعد أن اشرق وجهها وارتسمت ابتسامه سعيدة علي ملامحها و هي تقول بحبور 
بس النهاردة خدت إفراج . و أول ما رجعت من عند الدكتور جيتلك علي طول . بالرغم من أن هتلر دا منعني اني آجي اشوفك و علي الرغم من أنه السبب في كل الي حصلي ! لكن و لا يهمني هجيلك اشوفك علي طول . اقصد يعني طول ماهو مش موجود! مانا نسيت اقولك أصله من يوم الي حصل مشوفتوش . بس احسن انا اصلا مش عايزة اشوفه !
كانت جملتها الأخيرة نابعه من أعماق قلبها الذي كان يتمني حقا لو لم يراه أبدا فبكل مرة تقع عيناه عليها يذيقها أقسى انواع الإهانات حتي أنها بآخر مرة كانت معه لم يتحمل جسدها هذا الألم الهائل الذي تشعب الي أوردتها و لم يرحمها منه سوي تلك الهوة العميقه التي انقذتها من ذلك العڈاب المرير !
ابتلعت غصه تشكلت داخل حلقها ما أن زارتها تلك الذكريات المريرة فحاولت التغلب عليها حين ارتسمت ابتسامه جميله علي شفتيها و هي تلتقط إحدي حبات الجذر و تضعها في فم الخيل و هي تقول بأعجاب بالغ 
مفكر أنه هيقدر عليا و يمنعني عنك .. هه يبقي يوريني سي هتلر دا ! المهم انا مضطرة امشي بقي عشان زمان فرح رجعت من مشوارها و المفروض هنروح نتغدي مع العيله النهاردة و اتعرف علي باقيتهم .
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بنبرة يتخللها القلق 
بصراحه انا خاېفه اوي من المقابله دي ! الناس دول اصلا شكلهم مرعب من اول سالم الديكتاتور! اه مانا نسيت اقولك اني سميته الديكتاتور ! علي طول عاوز أوامره بس هي الي تتنفذ و الناس تقول سمعا و طاعه. و التاني الي عامل زي هتلر دا معډوم القلب و الإحساس ! و لا الحاجه! يا عيني عالحاجه شبه إليزابيث الي في فيلم stay alive الست الي كانت بټخطف البنات الحلوين و تتغذي علي دمهم دي ! حستها اول ما شافتني كانت عايزة تجبني من رقبتي كدا و تقوم جايه عضاني! 
زفرت بحنق قبل أن تتابع حديثها الناقم 
بصراحه أشكالهم كلهم متطمنش . و لسه بيقولك في عمته و اخته و بنت عمته . هقول ايه الله يسامحك يا حازم ! و يعيني علي ما بلاني !
حانت منها التفاته حولها قبل أن تستقر نظراتها علي معدتها فارتفعت يدها تمسدها بحنان وهي تقول برقه
بس مش مشكله . كله يهون عشان حبيبي..
رفعت رأسها تبتسم للفرس في سعادة و هي تقول بأستسلام
مضطرة امشي دلوقتي عشان ميعاد الغدا المقدس جه ! و مينفعش اتأخر عليه احسن يقيموا عليا الحد ! 
ارسلت قبله في الهواء و هي تلتفت تتابع طريقها دون أن تلحظ تلك العينان التي شيعتها بنظرات الڠضب ..
آنسه فرح عمران!
لم تكد تجلس في مكانها حين وقعت تلك النبرة الخشنة علي مسامعها كقنبلة مدويه إخترقت قلبها أولا و من ثم عقلها الذي لم يكن يصدق ما يسمعه و تعلقت نظراتها الجاحظة بذلك المقعد الذي حين التف توسعت حدقتيها أكثر و صدق ظنها بأنه هو ! 
جاءها صوته الرجولي الخشن الذي يحوي بين طياته السخريه و الڠضب حين قال 
ايه اټصدمتي 
لم تجيبه فلم تستطع السيطرة علي صډمتها بعد فأخذت تبلل حلقها تحاول البحث عن صوتها الذي اختفي بفعل تلك المفاجأة الغير متوقعه أبدا فهي منذ أن بدأت حالة شقيقتها بالإستقرار و هي تحاول البحث عن عمل في شبكه الإنترنت و لحسن حظها وجدت إحدي الشركات الكبيرة تعلن عن حاجتها لإحدي الوظائف التي لائمت مؤهلاتها كثيرا فلم تتردد و قامت بإرسال الملف الخاص بها و جاءها الرد قبل يومان بموعد المقابله اليوم و كانت طوال الطريق تدعو الله أن يكون هذا العمل من نصيبها فهي لم تعتاد علي الجلوس هكذا دون فعل شئ و ايضا لن تنتظر حتي انتهاء مدخراتها من النقود و لن تسمح لأحد بأن ينفق عليها أبدا . 
اخيرا استطاعت السيطرة علي صډمتها و قالت بصوت مهزوز 
انت بتعمل ايه هنا 
نالت سخريته من ثباتها الواهي حين قال بتهكم
تقريبا انا الي مفروض أسألك السؤال دا 
اعادت نبرته الساخرة صوتها الضائع و أيقظت شيئا من روح القتال بداخلها لذا اجابته بكل هدوء
بما انك
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 115 صفحات