الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 36 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

هنا و قاعد علي الكرسي دا تحديدا يبقي عارف انا جايه اعمل ايه هنا ! 
خرج صوته جافا مع نظرات حادة رمقها بها قبل أن يقول بإستفهام
و مقولتليش ليه انك عايزة تشتغلي 
فرح بهدوء مستفز
و اقولك ليه 
كانت انثي متمردة تثير غضبه النفيس . تتنافس معه في أعظم صفاته و هو الهدوء. تغتال ثباته بضراوة و تقف أمامه كند لا يستهان به تجعل عقله يعمل بكل دقيقه في كيفيه اختراقها تحاربه خلف تلك الحواجز الزجاجية لنظارتها الطبيه التي يكاد يقسم بأنها لا تحتاجها فتحجب عنه لذة التوغل الي غاباتها الزيتونيه و كشف ما تجيد إخفاؤه عنه و كان هذا أكثر ما يثير غضبه و لكنه كعادته تحدث بهدوء و نبرة كانت قويه محمله بتقريع خفي لم تخطئ في فهمه
عشان مفروض تحترمي الراجل الي انتي مسئوله منه 
اهتزت حدقتيها لثوان فقد اخترقت الكلمه أعماقها محدثه عاصفه هوجاء بداخلها لم تستطيع للحظات السيطرة عليها و تسارعت أنفاسها و لكنها بصعوبه استطاعت التحكم بملامحها لتظل علي ثباتها قبل أن تقول مشدده علي كلماتها
بس انا مش مسئوله من حد !
أجابها مصححا و كأنه ينفي تلك التهمه عن ذاته 
اقصد الراجل الي انتي عايشه في بيته !
لا تعلم لما اغضبها تصحيحه لتلك الهفوة التي ظنت انها خرجت من بين شفتيه دون حساب و لكنها تابعت بإستماته في الوقوف أمامه و مجابهته و الدفاع عن استقلاليتها 
اني اكون عايشه تحت بيتك دا مش معناه انك تصرف عليا !
أخذ يناظرها بغموض دام لثوان و سرعان ما خرج صوته هادئا و هو يقول 
عندك حق . 
أنتقلت نظراته الي الاوراق أمامه قبل أن ترتفع عيناه التي تحولت بطريقه جذريه و ملامحه التي أصبحت صارمه حين قال بفظاظه
خلينا نشوف إذا كنتي مؤهله للشغل هنا و لا لا 
لوهله لم تفهم حديثه الذي كان يقصد به بدايه المقابله حيث فاجأها بعدها بأن شرع يختبرها و قد تحولت هيئته و اصبح رجل مختلف تماما عما عهدته و تفاجأت من أسلوبه و مدي مهنيته حين كان يلقي بأسئلته التي أجابت علي معظمها بإمتياز و دام الوضع بينهم لمدة تتراوح بين ربع الي نصف ساعه حتي انتهت تلك المقابله الأصعب في حياتها لاهثه و هي تحاول مضاهاته و إجابته بطريقه نموذجيه لتتفاجئ به يغلق ملفها و يناولها إياه و على وجهه ترتسم تعبيرات أسف زائفة حين قال 
للأسف يا انسه فرح مؤهلاتك أضعف بكتير من انك تشتغلي في شركه انترناشيونال زي دي . 
برقت عيناها من شدة الصدمه فإجابته تلك لم تكن في حدود توقعاتها أبدا فهي اجابته علي جميع الاسئله تقريبا و إن كان يحاول تعجيزها بين الفينة و الآخري و لكنها متأكدة من انها مؤهله و بقوة للعمل بتلك الشركه فهي تضاهي الشركه التي تعمل بها بالقاهرة من حيث قوة استثماراتها الداخليه و الخارجية و لكنها وصلت إلي حقيقه ثابته أنه لا يريدها هنا و هذا ليس له علاقه بأي مؤهلات كما أخبرها لذا بمنتهي الهدوء الذي يتنافي مع ڠضبها و ألمها الداخلي مدت يدها تأخذ منه ملفها و هي تقول ساخرة 
تمام . بس بلاش كلمه انترناشيونال دي عشان مش لايقه مع سوء الإدارة اللي هنا . 
رفع إحدي حاجبيه و هو يناظرها بغموض قبل أن يقول بخشونه 
سوء الإدارة ! دي كلمه كبيرة اوي يا آنسه!
تجلي ڠضبها و ألمها في عيناها و لم تفلح في إخفائهم بل تضمنوا لهجتها حين قالت بجفاء 
لما الإدارة تبقي ممشياها بالمزاج مش بالمؤهلات تبقي إدارة سيئه .. عن إذنك !
قالت جملتها الأخيرة و توجهت بشموخ نحو باب مكتبه فاستوقفتها كلمته التي تحمل وسام الانتصار والسخرية معا 
شرفتينا !
وصلت جنة الي الملحق الخاص بهم فوجدت فرح التي كانت تبحث عنها بوجه متجهم و عينان تعكسان ڠضبا مروعا قلما يظهر عليها فاقتربت منها جنه پخوف و ترقب تجلي في نبرتها و هي تقول 
ايه يا فرح حصل حاجه و لا ايه 
حاولت فرح ابتلاع جمرات ڠضبها من ذلك المتكبر المغرور المتغطرس و جاهدت في رسم ابتسامه هادئه علي ملامحها قبل أن تقول بهدوء 
مفيش يا حبيبتي! طمنيني انتي كويسه 
هزت رأسها و تابعت برجاء خفي في عيناها و هي تقول بإستفهام
متخبيش عليا يا فرح . حصل ايه و انتي كنتي فين اصلا 
فرح بمزاح 
يا بت بطلي افورة هخبي عليكي ايه . و بعدين تعالي هنا انتي بتستجوبيني يا ست جنة 
ابتسمت جنة قبل أن تقول بلهجه غلب عليها الحزن 
لا طبعا . بس ڠصب عني بقيت خاېفه من كل حاجه !
امتدت يد فرح تعانقها بحب تجلي في نبرتها حين قالت 
مټخافيش من حاجه أبدا و أنا معاكي .
ارتفعت رأس جنه تطالعها بلهفه و هي تقول بتوسل يغلف نظراتها و نبرة صوتها 
يعني خلاص سامحتيني يا فرح ! و مبقتيش زعلانه مني 
حاولت فرح انتقاء كلماتها حتي لا ټؤذي شقيقتها فقالت بلطف
احنا مش قولنا مش هنتكلم في حاجه خالص دلوقتي و هنستني لحد ما تقومي بالسلامه !
همت جنة بالحديث و لكن أوقفها صوت زامور سيارة سالم التي توقفت أمام الباب الداخلي للقصر دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة مما أدي إلي زيادة ڠضبها و للمرة التي لا تعرف عددها تمنت لو انها لم تقابل ذلك الرجل أبدا ! 
توجهت الفتاتان الي الباب الداخلي للقصر لحضور اول غذاء لهم مع تلك العائله فبعد ما حدث لجنة أمر سالم بأن تلتزم السرير عملا بتنبيهات الطبيب و أن تجلب لهم الطعام إحدي الخادمات في مواعيده .
ما أن أوشك الإثنان الي الدلوف الي داخل المنزل حتي ظهرت إحدي الخادمات التي قالت بإحترام 
فرح هانم . سالم بيه مستني حضرتك في اوضه المكتب !
تفاجئت من حديث الخادمه و لكنها أوشكت علي الرفض فهي لن تترك جنة تواجه هؤلاء الناس عديمي الذوق وحدها و لكن جاء صوت جنة التي قالت لتطمأنها
روحي يا فرح شوفيه عايزك في ايه و أنا هدخل
فرح بصرامه
لا طبعا مش هينفع اسيبك تدخليلهم لوحدك . ابقي اشوفه عايز ايه بعدين !
حاولة جنة طمأنتها إذ قالت بهدوء
اكيد مش هياكلوني يا فرح ! و بعدين يا ستي و لا تزعلي نفسك انا هستناكي هنا في الجنينه لحد ما تخلصي كدا كدا لسه معانا وقت قبل معاد الغذا 
حاولت فرح الإعتراض فبادرتها جنة القول
خلاص بقي روحي انا هشم شويه هوا علي ما تخلصي معاه .
اذعنت فرح لاقتراحها و ذهبت الي حيث أشارت الخادمة تاركه جنة التي أرادت التجول في تلك الحديقه الجميله المليئه بالإزهار التي تلائم كثيرا تلك الأزهار الجميله المنقوشه علي فستانها الزهري الذي يلتف
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 115 صفحات