الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 22 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

ببراءه مزيفه 
عملت ايه قصدك عالاجازة يعني ! عادي صاحب الشركه في بينا بزنس كتير و مامنعش لما طلبت منه دا !
كان عقلها في مكان آخر حيث قالت علي نفس لهجتها 
احنا متكلمين في الموضوع دا امبارح بالليل و النهاردة الجمعه و الشركه إجازة الورقه دي اتمضت ازاي و اتوافق عليها امتا 
وصل إلي مركز إڼفجار البركان فارجع ظهره الي الخلف مستندا علي الكرسي خلفه و هو يقول بهدوء جليدي 
اتمضت امبارح الصبح !
برقت عيناها و هبت من مقعدها تناظره پصدمه تحولت لڠضب كبير تجلي في نبرتها حين قال 
يعني قبل حتي ما تفاتحني في الموضوع ! انت مقرر موافقتي من قبل حتي ما اعرف ازاي تجيلك الجرأة تعمل كدا 
علت نبرتها قليلا فتضاعدت الادخنه الي رأسه فقال بلهجه جافه محذرة
زي ما اختك جتلها الجرأة تفكر تتخلص من ابن اخويا من غير ما تعرفنا أنه موجود و انتي طاوعتيها و روحتي معاها !
فرح بسخط 
قولتلك مكنتش اعرف ! 
سالم بفظاظه
مش موضوعي ! كل الي يهمني اني احمي الحاجه الوحيدة الي باقيه من حازم الله يرحمه 
دارت حول نفسها وقد بدأت الرؤيه تتوضح لها شيئا فشيئا و هنا توقفت لتقول بزهول و إستنكار 
اه قول كدا بقي ! انت كنت عارف كل حاجه و خططت كويس عشان توقعنا في الغلط بالرغم من انك عارف بالحمل من أوله لكن سبتنا عشان اكيد كنت متوقع تصرف جنة 
سالم بهدوء لم يفارقه 
حاجه زي كدا !
رمقته بنظرات الخسه قبل أن تقول باحتقار ممزوج بالڠضب 
بس دي طرق ملتويه و أساليب حقېرة !
قست ملامحه قليلا و قال بفظاظه و جفاء
هعمل حساب لصدمتك و مش هحاسبك علي كلامك دا ! 
شعرت بغصه مؤلمھ داخل حلقها جعلتها تقول بمرارة 
بعد موقف سليم لما قولتلي لو ليكي حق هتاخديه مني شخصيا حسيت اني واقفه قدام راجل واضح و صريح لكن دلوقتي ..
لا يعلم لما شعر بالڠضب الممزوج بالألم في تلك اللحظه فقاطعها قائلا بهدوء 
كل شئ مباح في الحب ! و الحړب !
اخترقت جملته مسامعها مرورا بقلبها الذي انتفض بشدة جاعلا من أنفاسها تضطرب داخل صدرها و لم تستطع إجابته فما قاله كان خارج نطاق توقعها لتجده يتابع بعينان مركزة علي وجهها و كأنها شعاع ليزر 
زي مانتي بتحاربي طول الوقت عشان اختك انا من حقي احارب عشان اخويا او الي باقي منه ! 
لا تعلم لما لامست الخيبه جوانب قلبها فتابعت پقهر 
بس دي انانيه !
غمغم بهدوء 
سميها زي ما تسميها ! و بعدين انتي مش خسرانه حاجه بالعكس انا كدا بحللك كل مشاكلك !
كانت تتضور ڠضبا من حديثه لذا قالت بجفاء
اولا مطلبتش منك تحللي حاجه! ثانيا فين الحل لما اخد اختي و نسيب بيتنا وحياتنا و نروح اخر الدنيا عشان حضرتك خاېف علي ابن اخوك مننا بالرغم من انك مراقبنا و عارف كل حاجه بتحصل !
تجاهل سالم حديثها و قد اقترب من نقطه شائكه جعلته فريسه للأرق البارحه لذا قال بترقب
الي اعرفه انك انتي و اختك ملكوش غير بعض . و مدام هتبقي معاها يبقي مفيش مشكله. إلا إذا كان في حد معين مش عايزة تمشي و تسبيه 
غزت الحيرة ملامحها و لم تستوعب كلماته فقالت بعدم فهم 
تقصد ايه 
كانت نظراته تقتنصها و تقيم جميع انفعالاتها و خرجت الكلمات بتمهل من بين شفتيه 
اقصد يمكن في حد في حياتك مش عايزة تبعدي و تسبيه مثلا !
هنا برقت عيناها من سؤاله الوقح الذي يغلفه بطريقه منمقه تصعب عليها إحابته بألا يتدخل فيما لا يعنيه فقد كان كمن يتشاور معها في الوصول لحل و لكنها كانت تعلم بأنها أحدي طرقه الملتويه كالعادة لذا حاولت استعادة هدوئها و محاربته بنفس سلاحھ إذ قالت بغموض و قد بدت لمحه من الحزن علي ملامحها 
ايا كان مينفعش اتخلي عن جنه . حتي لو في اي 
اجتاحته موجه من الڠضب بسبب اجابتها المراوغه والتي لم تروي عطش فضوله فقد جمع ما يكفي من المعلومات عنها إلا أنه لم يصل الي تلك النقطه أبدا و كانت غامضه بالنسبه اليه خاصة حين علم بأن لديها الكثير من الصداقات مع الچنس الآخر في عملها و قد بدأ عقله في العمل بجميع الاتجاهات يفكر هل من الممكن أن تكون أحدي هذه الصداقات لها طابع خاص و لذلك حاول معرفه الأمر بطريقه لا توحي بإهتماما خاصا بها و لكن اجابتها بذلك الشكل لم تزيده الا حيرة و ڠضبا لذا خرجت الكلمات من فمه محمله بالإستياء حين قال 
معلش بقي . هتضطري تتنازلي عن خططك بس دا واجبك تجاه اختك و لا ايه 
هدأت ملامحها الي حد ما و قد بدا الغموض في نبرتها حين إجابته 
مين قال اني هتنازل ! انا بس هأجل مشاريع كتير كانت في دماغي لحد ما اطمن علي جنة 
بالنهاية نجحت في اغضابه بطريقه لم يتوقعها أبدا و قد احتدم صراع بداخله عن كونها لا تعني له شيئا فلماذا يريد معرفه علاقاتها الخاصه ومن ناحيه آخري كان غضبه متقدا من احتمالية وجود علاقه خاصه تجمعها مع أحدهم و هو يقف يالمنتصف لا يملك القدرة علي حسم ذلك الصراع و لكنه نجح بجدارة في إخفاءه عن عيناها الفاتنه التي هدأت عاصفتها فبدا خضارها جذابا صافيا كصفاء الربيع و كأن لكل شئ بها له فتنه مختلفه عن الآخري .
وجدها تهب من مكانها تناظره بهدوء جاء في صوتها حين قالت 
اعتقد ان كلامنا كدا انتهي . عن اذنك 
أجابها بجفاء 
السواق هيعدي عليكوا بكرة الساعه ٩ الصبح . ياريت تكونوا جاهزين 
هزت رأسها و أجابت بإختصار 
. عن اذنك 
اماء برأسه الذي كان يغلي من الڠضب و قد كان مجرد التفكير في سبب هذا الڠضب يزيده أكثر لذا انكب علي الاوراق أمامه يبثها مشاعر غريبه لا يعلم كنهها و لا يرحب بوجودها !
في اليوم التالي و تحديدا في الصباح كانتا قد تجهزن في انتظار السيارة أن تأتي لتبدأ رحلتهم نحو المجهول ! و أخذت فرح تتطلع الي شقتهم التي عاشوا بها اجمل ايام حياتهم التي كانت دافئه يملؤها البهجه التي انطفأت فور ۏفاة والدتها و التي و كأنها ذهبت و أخذت بسمتهم معها .
أخبرها أباها ذات يوم بأنها من اختارت لها اسمها و التي ضاعت معالمه مع مرور الزمن فلم يعد متبقي منه سوي حروف خاويه كخواء قلبها الذي و بالرغم من جمودها الظاهري كان له رأيا آخر فهو يخشي السفر يخشي المجهول و يخشي شيئا آخر تأبي الاعتراف به .
جاء السائق في موعده فساعدت جنة في حمل حقيبتها
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 115 صفحات