الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 23 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

ليأخذها منها السائق الذي كان في عمر والدهما و أعطاهم بسمه مطمأنه فور أن وقعت عيناه علي جنة التي كانت كالأرنب المذعور تمسك بيد شقيقتها و كأنها طوق نجاتها و مصدر امانها في هذه الحياة فشددت فرح علي يدها و استقلوا السيارة منطلقه بهم الي المجهول ..
في مكان آخر تحديدا في جامعه قناة السويس كان اليوم الأول لها في هذا المكان الغريب كليا عليها كما أصبح كل شئ غريب عليها بعد ۏفاة شقيقها الأصغر! 
تغير كل شئ و انمحت البسمه من علي شفتيها و نزعت الفرحه من بيتهم الذي لم تستطع والدتها العودة إليه بعد مۏت صغيرها و احب أبناءها فحين انتهوا من مراسم الډفن و التي كانت في مسقط رأسهم بإحدي القري بجانب مدينه الاسماعيليه تم أخذ العزاء و سقطت والدتها مغشيا عليها فقلبها لم يتحمل فجيعتها العظيمه و أخبرهم الطبيب بأن حالة قلبها تسوء فاقترح أخاها الأكبر أن يستقروا في مزرعتهم حتي تتحسن حالة والدتهم و كي يبعدها عن ذكرياتها مع فلذة كبدها الذي انتزعه القدر من بين احضانها .
و تم نقل أوراقها من جامعتها بالقاهرة الي جامعه قناة السويس و علي الرغم من انعدام رغبتها في أي شئ سوي أن تظل تبكي بين جدران غرفتها حتي تلحق بصديقها و أخاها و تؤم روحها إلا أن ما حدث هذا الصباح جعلها تود لو تهرب لأبعد مكان في العالم حتي لا تشهد علي تلك المهزلة التي سوف تحدث ..
قبل عدة ساعات .
اجتمعت العائله بأكملها لأول مرة علي طاوله العشاء و كان هذه مثير للدهشه و الألم معا فقد كانت الوشوش قاتمه مغبرة بأوجاع لا يمكن الإفصاح عنها و كان هذا الجمع يتكون من شقيقيها و عمتها و ابنتها سما و تفاجئوا جميعا حين شاهدوا والدتها التي تستند علي يد خادمتها الأمينه نعمه فتقدم منها شقيقيها كلا ممسكا بيدها حتي اجلسوها بمكانها المعتاد و قد حاول الجميع رسم الابتسامه علي وجوههم حتي و لو لم تصل لأعينهم و لكن كانت محاوله في جعلها تتناسي حزنها قليلا ..
أخيرا بدأ سالم بالحديث حيث قال بلهجه خشنه توازي هيبته التي تلازمه دائما و تجعل الجميع يخشونه 
في موضوع مهم عايز اكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني 
انتبه الجميع لحديثه و الذي شرع فيه علي الفور 
حازم الله يرحمه كان متجوز واحده زميلته في الجامعه . و بعد ما اټوفي اكتشفنا انها حامل منه ! و بكرة أن شاء الله هتيجي تعيش معانا هي و اختها !
و كأن صاعقه قويه ضربتهم من حيث لا يدرون! جحظت الأعين و تسارعت الأنفاس جراء قنبلته التي ظل دويها يتردد علي أذانهم و الجم ألسنتهم لوهلة و كان أول من استفاق من صډمته هي عمتها همت التي انتفضت من مكانها و قالت بصياح 
انت بتقول ايه يا سالم حازم مين الي كان متجوز و بنتي و سما كان بيضحك عليها 
كان يتوقع ثورتها بل وأكثر من ذلك فقد كان هناك اتفاق أحمق بينها و بين ووالدته علي زواج حازم و سما منذ أن كانوا اطفال! و قد نشأت سما علي حب حازم الذي لم يبادلها الحب و لو لثانيه و لكن تلك الترهات التي ذرعتها والدته و والدتها و خصوصا عمته كانت تسيطر علي عقل الفتاة و وافقتها والدته خاصة بعد ما حدث في الماضي ! 
اهدي يا عمتي ! محدش ضحك علي سما سما و حازم مكنش بينهم حاجه مجرد كلام بينك و بين ماما لكن مكنش في حاجه رسمي !
همت بانفعال 
رسمي ! رسمي ايه يا ابن اخويا دي الناس كلها كانت عارفه أن حازم لسما و سما لحازم .تيجي دلوقتي تقولي دا كان كلام بينا ! لا و جايب واحده منعرفش أصلها من فصلها و تقول مرات حازم ! و قال ايه حامل في ابنه دي مسرحيه دي و لا ايه 
سالم علي نفس هدوءه
لا مش مسرحيه يا عمتي. دا أمر واقع و ياريت تتقبليه في اسرع وقت عشان هي زمانها علي وصول !
صاحت همت پغضب 
مين دي الي علي وصول انت اټجننت يا سالم 
بدأ غضبه يتصاعد و لكنه حاول كبحه قدر المستطاع فهو يتفهم حالتها و ذلك الوضع الصعب الذي اقحمهم فيه شقيقه المټوفي لذا قال بصوت خشن 
خلي بالك من كلامك يا عمتي ! انا مراعي حالتك لحد دلوقتي
تسارعت أنفاسها و ابتلعت شوك الحقيقه التي تجلت في عيناه فالأمر كان حقيقه و ليس كابوس مريع لذا قالت بتهكم
و ياتري الكلام دا من امتا اقصد جواز البيه 
سالم بجفاء و قد غلت الډماء بعروقه 
قبل ما ېموت باسبوع !
و الهانم مراته حامل في الكام 
سالم و قد علم مرمي حديثها و قرر إيقافها عند حدها لذا القي إجابته و هو يناظرها بترقب
تقريبا في نص التالت 
صدحت ضحكه قاسيه خاليه من المرح من فمها قبل أن تقول بإستهزاء
يعني لو حسبنا هنلاقي أن الهانم حامل من قبل الحاډثه بكام يوم .. بقي دا كلام يتصدق ! البنت دي اكيد كذابه و جايه نرمي بلاها علينا و علي حازم الله يرحمه . انا واثقه أنه عمره ما حب حد غير سما 
خلي بالك من كلامك يا عمتي !
خرج صوته أخيرا متحشرجا يحشوه الڠضب الممزوج بغصه قويه لا يعلم سببها فهو منذ أن علم بتلك الحقيقه المرة و قد شعر بأن الأرض تدور به ! هل يمكن أن تلك الفتاة بالفعل حامل من أخاه الراحل كيف يستطيع فعل ذلك بابنه عمته التي لا تري بهذه الحياة سواه كيف يستطيع الغدر بها بتلك الطريقه كانت إجابة تساؤلاته تكمن في ثلاث أحرف جنة تلك للفتاة التي كانت كالحرباء لابد و أنها تلونت لأخاه حتي يقع في حباال عشقها و الذي تسبب بټدمير حياته و عائلته ! 
كانت ذنوبها و أخطائها تزداد يوما بعد يوم و لكنه كان مكبل بأصفاد امتنان لرحمها الذي يحمل ابن شقيقه الراحل و الذي من أجله فقط سيتغاضي عن كل شئ حتي يأتي و ينير حياتهم من جديد . 
و قد اتخذ قرارا بأن يتجنبها لحين قدومه و لكن ما أن سمع عمته تقذفها بذلك الإتهام الشنيع لم يستطع منع نفسه من إيقافها فبرغم كل شئ هي عرض أخاه المټوفي و لن يسمح بأن يتطاول عليه أحد و إن تلك الفتاة عليها أن تعلم بأن أي خطأ لن يكون مسموح به ..
نظر إليه الجميع پصدمه لم تدم كثيرا إذ تولي سالم الحديث حيث مدد ساقيه قليلا و هو يناظر عمته بجمود متحدثا بصوت خاڤت لكنه مخيف 
خلي بالك من كلامك يا عمتي ! جنة مرات حازم و الي
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 115 صفحات