الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 21 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

الحظ في صفه اليوم فقد كان يتوق لرؤيتها بهيئتها الجديدة تلك و يحادثها و هو أمام عيناها مباشرة بعيدا عن تلك القضبان الزجاجيه التي تهدر نصف جمالها 
جاء صوته جافا كما العادة حين قال آمرا 
مستنيكي في الشركه بعد ربع ساعه بالظبط 
جاء صوتها مستنكرا 
ربع ساعه ! دا الي هو ازاي انا علي ما اجهز و اجي فيها نص ساعه علي الاقل 
لاحت شبح ابتسامه تسليه علي شفتيه تناقضت مع نبرته حين قال بفظاظه
لو حسبنا الوقت من عندك للشركه هتلاقيه في حدود عشر دقائق بالعربيه ! و خمس دقائق تجهزي فيهم اعتقد كدا كفايه اوي و لا انتي من البنات الي بتاخد وقت قدام المرايا !
قال الأخيرة ساخرا و نبرته كان بها بعض التحدي فزفرت بحنق و هيا تتوجه الي سيارتها قائلا پغضب لم يخطئ في تمييزه بين كلماتها 
كفايه اوي ! عشر دقائق و هكون عندك 
هكذا حسمت قرارها و قد أيقنت بأن الوقت الذي يمنحها إياه لن يكون كافيا إذا ذهبت الي البيت لتستعد لذا قررت بأن تذهب كما هيا فلم يكن مظهرها يشغلها كثيرا في تلك للحظه فإستيائها من وضعها هذا كان هو المهيمن علي تفكيرها ..
كان يقف أمام النافذه العريضه في غرفه مكتبه و يداه معقوده خلف ظهره و علي شفتيه ابتسامه لا يعرف مصدرها و لكنه كان يتأهب داخليا لمعركه داميه و قتالا عڼيفا بنكهه لذيذة مع صاحبه الشعرالغجري التي انطبعت صورته في مخيلته و العينان الزيتونيه التي لأول مرة ستكون أمامه بلا حصون .
أعلنت مديرة مكتبه عن وصول ضيفته المنتظرة فأمرها بإدخالها قبل أن يأخذ مكانه علي مقعده خلف المكتب الخشبي الكبير ينتظر قدومها بترقب و حماس جديد كليا عليه لتطل عليه أخيرا بمظهرها الجديد و الذي خطڤ أنفاسه للحظه و قد كانت عيناه ترصد تفاصيلها بنظرات غامضه تحوي إعجابا كبيرا بين طياتها نجح في إخفاؤه و قال بلهجة خشنه مستفسرة متعمدا إحراجها 
انسه فرح عمران !
علي الفور تذكرت سؤاله المتعجب في المرة الأولي حين أتت الي مكتبه فارتبكت قليلا و خاصة حين تواجهت مع نظراته و قد شعرت بأنها مجردة امامه من دفاعاتها و أسلحتها و شعرت بالحاجه لوقارها الذي يمدها بقوة تحتاجها كثيرا في مواجهته فعادت الي سبه داخلها بكل الألفاظ التي تعرفها فهو لم يمهلها الوقت حتي تستعد لتلك المواجهه وقد بدا حنقها علي ملامحها و لكنها حاولت أن تخرج لهجتها هادئه حين قالت 
دا سؤال و لا إجابه 
سالم بتسليه
اللتنين !
بمعني 
سالم بهدوء
سؤال إجابته جواه 
فرح بسخريه
يبقي ايه لازمته 
تعمقت نظراته أكثر و اشتد تحديقه بها وكأنه يخبرها بدون حديث بأن مظهرها الجديد هو السبب و قد جعلها ذلك غير مرتاحه و ودت لو انها لم تأت لمقابلته و قد كان هذا الإحساس الدائم بداخلها بكل مرة تجتمع معه فتود لو أنها لم تقابله أبدا .
فاجأها حديثه حين قال بجديه 
خير 
رفعت أحدي حاجبيها بدهشه لتأتيها إجابته بلهجه ساخرة
ايه السبب القوي الي مخليكي عايزة تقابليني مع العلم اننا لسه كنا مع بعض من حوالي كام ساعه !
اغتاظت من وقاحته و جعلتها تستعيد قوتها التي تجلت في نبرتها حين قالت 
اولا انا اتحفظ علي كلمه كنا مع بعض من حوالي كام ساعه دي !
سالم بإختصار 
ليه 
فرح بإيجاز 
معجبتنيش !
ثم تابعت بنبرة محشوه بالڠضب 
ثانيا بقي ممكن اعرف ازاي تحطني في الموقف دا 
سالم ببراءة أغاظتها 
موقف ايه 
أخذت نفسا طويلا لتهدئ من روعها قليلا قبل أن تقول بهدوء ظاهري 
انت عارف كويس ! و مع ذلك حاضر هقولك . ايه خلاك تقول لجنه اني وافقت آجي معاها عندكوا 
سالم متصنعا الدهشه 
انا مقولتش كدا . انتي الي قولتي 
جن چنونها في تلك اللحظه و لكنها بأعجوبه حاولت البقاء هادئه فأجابته 
انا اضطرتت اني اقولها موافقه بناءا علي كلامك . أظن انت فاكر قولت ايه كويس !
حاول التحكم في ضحكه كادت أن تظهر علي شفتيه فمظهرها و هيا تحاول التحكم بڠضبها كان مثيرا للغايه . و لكنه تابع بجديه 
فاكر كلامي كويس . و فاكر كمان اني لما طلبت منك دا مرفضتيش ! ففكرتك معندكيش مانع و مع ذلك طلبت من جنه تسألك و انتي قولتي موافقه فين المشكله 
ستفقد عقلها مع استفزاز ذلك الرجل فهاهو يتحدث ببراءه كأنه لم يقحمها فعليا في هذا الأمر مستخدما طرقه الملتويه الذي جعلة الڠضب يتقد في عيناها و لكنها قالت ساخرة 
اه صح فين المشكله . الموضوع بسيط جدا . انت محطتنيش في موقف صعب قدامها بعد ما عشمتها اني وافقت . تفتكر انا كان ممكن اقول ايه و هيا عامله زي الغريق الي كأنه ما صدق لقي قشايه اتعلق بيها ! 
كان ڠضبها لذيذا بحق و خاصة و قد تجلت انفعالاتها بوضوح في عيناها التي اضفي عليها الڠضب نوعا آخر من الجاذبيه المتوهجة و قد أصابته لعنه الأشتهاء للمزيد من ذلك التوهج المثير لذا تابع بلهجه جادة 
طب فين المشكله بردو ! انتي وافقتي لما لقيتي لهفتها و انك القشايه الي هتنقذها من الڠرق انا ذنبي ايه ! 
كانت تود الصړاخ في وجهه قائله انت من دفعتها لهذا الاعتقاد الذي ولد بداخلها كل هذا العشم و التعلق و لكنها اكتفت قائله من بين أسنانها 
ذنبك أن حضرتك طلعت بالفكرة المجنونه دي و زرعت جواها الامل أنها هتتحقق ! 
زفر سالم بملل مصطنع يتنافي تماما مع لذه قويه تعتريه من حربهم الخفيه تلك و قام بإضفاء المزيد من الوقود علي ڠضبها حين نظر إلي ساعته قبل أن يقول بفظاظه
سبق و قولتلك انتي الي قولتي موافقه و اكدتي علي فكرتي دي يبقي المشكله عندك ! و دلوقتي انا شايف أنك يدوب تلحقي تجهزي انتي و هيا عشان هنسافر بكرة بدري 
برقت عيناها من جملته الأخيرة و قالت بإستنكار 
سفر ايه الي بكرة ! انا حتي لو وافقت فعلا و سافرت محتاجه ييجي اسبوع علي الاقل عشان اجهز نفسي و اخد إجازة من شغلي مانا اكيد مش هخسره عشان افكار حضرتك المجنونه !
كان يعلم بأن عاصفه هوجاء ستهب ما أن يلقي بكلماته علي مسامعها و لدهشته كان يتوق لهبوبها .
إلتفت إلي الدرج بجانبه و هو يمسك بورقه بين يديه ناولها اياها تزامنا مع حديثه الهادئ حين قال
اجازتك اتمضت خلاص تقدري تبدأيها من النهاردة!
لا تعلم كيف تناولت الورقه من بين يديه و لكنها شعرت بأن العالم يدور من حولها حين تأكدت من صدق حديثه فرفعت رأسها تطالعه بزهول تجلي في نبرتها حين قالت 
انت عملت كدا ازاي 
سالم
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 115 صفحات