رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
أبدا في تنفيذه أو النطق به !
فجعلها في وضع صعب خاصة مع شقيقتها التي لم تنفك منذ البارحه في احتضانها و اخبارها بمدي امتنانها كونها ستجاذف بكل شئ و ستأتي معها و ما زاد من عنائها اكتر تلك الجمله المؤلمھ التي ألقتها علي مسامعها شقيقتها المستلقيه بين احضانها
عارفه يا فرح . انا مكنش هيعدي عليا يوم هناك . كنت يا ھموت من الخۏف يا من الوحده يا من الضغط النفسي . انا لما سالم بيه قال هتيجي تعيش معانا اتخيلت نفسي للحظه وسط الناس دول و في وضعي دا بحس اني جسمي كله بيرتعش و قلبي هيقف دا حتي حازم الله يرحمه كان بيهرب منهم بأي شكل و اهو ابنهم امال انا هعمل معاهم ايه انا لو قعدت اشكرك عمري كله انك وافقتي تيجي معايا و متسبنيش في الظروف دي عمري مش هيكفيني
عندما كان منهمكا في عمله أتاه اتصال من ذلك الرجل الذي كلفه بمراقبه الفتاتين فأجابه علي الفور ليقول الراجل بإحترام
سالم بترقب
حاجه ايه
الرجل بعدم فهم
في بنت خرجت من الشقه الي حضرتك مكلفنا نراقبتها يعني مختلفه عن البنتين الي عايشين فيها .
قطب سالم جبينه و قال بإستفهام
يعني ايه مختلفه
الرجل بحرج
يعني حلوة ! شعرها فانح و طويل . و لبسها مختلف . مش البنت الصغيرة و لا البنت الكبيرة معرفش دي مين أو جت امتا احنا والله مراقبينهم كويس أوي و محدش جالهم خالص عشان كدا محتار !
دي فزورة و المفروض أحلها يعني ! مانتوا لو واخدين بالكوا من شغلكوا كنتوا عرفتوا دي مين و راحتلهم امتا
تحرك الرجل حتي وصل إلي مكان قريب نسبيا منها فشعر بأنه يعرفها و لكن لا يزال حائرا لذا قال محاولا امتصاص ڠضب سيده
الله يا سالم بيه عنينا ما غفلت لحظه . بس ..
تعرف تصورهالي
اجابه بلهفه
اه طبعا اعرف .
سالم آمرا
من غير ما تاخد بالها
اغلق سالم الهاتف و ظل ينتظر الصورة و هو يفكر في هوية تلك الفتاة الغريبه التي يصفها الحارس و ماهي الي دقيقه وصلته رساله علي هاتفه فسارع بفتحها و للحظه تسمرت ملامحه علي تلك التي كانت مغمضه عيناها و شعرها يتطاير خلفها پجنون بفعل الرياح فبدت كشمس حارقه متوهجه تتناقض مع برودة الطقس التي تحيط بشخصيتها الآخري ! نعم كانت هيا تلك التي تتخذ من الجليد ستارا تخفي بها ملامحها صاعقه الجمال و شعرها الغجري الذي كانت تقمعه خلف تلك التسريحه البشعه دافنه جماله و روعته . هل تلك المرأة مجنونه ام ماذا فجميع النساء لديهم غريزة إظهار جمالهن و الحفاظ عليه بينما هيا تقمعه خلف تلك النظارات الطبيه البشعه و ذلك المظهر الذي يجعلها كعجوز شمطاء و لا يليق بسنوات عمرها التي لم تتجاوز الثمان و العشرون عاما !
أخرجه من تأملاته صوت رساله آخري ففتحها و لكن تلك المرة كانت صډمته أكبر حين كانت الصورة قريبه إلى حد ما و قد كانت تفتح عيناها الزيتونيه الرائعه التي أكملت صورة المرأة الفاتنه الذي يكاد يقسم بأنها أضاعت عقلها باحدي الطرقات بإخفاء جمالها الخارق هذا خلف مظهر تلك المعلمه العجوز !
كانت عيناها برغم جمالها الا أنها ضائعه و كأنها طفله صغيرة ضلت طريق بيتها و لا تعلم كيف تعود !
تري هل كان غير منصف معها في وضعها تحت هذا الضغط و إجبارها بتلك الصورة علي القبول و العيش مع شقيقتها تحت سقف عائلته
لا يعلم لما شعر بالإنتشاء لتلك الفكرة هناك برعم صغير نبت بداخل قلبه يشعره بالشفقه علي تلك التي تدعي القوة بينما في تلك الصورة يكاد يقسم بأنها جل ما تتمناه أن تريح رأسها علي صدر أحدهم !
هل يمكن أن يكون هو ذلك الصدر الذي يستوعب أحزانها
عند تلك الفكرة نهر نفسه وبشدة فهي ليست نوعه المفضل من النساء كما انه لا يحب المرأة التي تناطح الرجال و يفضل إن فكر بدخول إحداهن الي حياته أن تكون هادئه مطيعه تكن مصدر راحه له من عناء رحلته الشاقه لا أن تكن عقبه أمامه و يخوض معها الحروب التي لا تنتهي !
و هنا خطړ علي بالها سؤال لا يعلم مصدره و لكنه توقف أمامه لثوان يفكر بالإجابة
هل سيثير خضوع إحداهن شغفه مثلما يفعل عنادها
لا يعلم الإجابه أو يفضل تجاهلها فقط تذكر كلمتها التي قالتها بمنتهي الڠضب
انت طلعتلي منين
توهج ملامحها في تلك اللحظه جعله يقسم بأنها النقيض تماما من تلك الصورة الهادئه الجامدة لهيئتها التي تحاول الظهور بها دائما و قد أتي مظهرها اليوم ليجعله يتأكد من صدق حدثه !
فجأة رن هاتفه و لدهشته وجدها هيا من تتصل فارتسمت ابتسامه علي شفتيه لا يعلم سببها و لم يفكر كثيرا في ذلك بل أجاب بلهجه متناقضه تماما مع ما يعتريه في تلك اللحظه
الو
جاءه صوتها مشټعلا يتناسب تماما مع هيئتها في هذه الصور
احنا لازم نتكلم !
يبدو أن