رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
جنة عندها حق . اوعي تزعلي منها
لاحت ابتسامه ساخرة علي ملامحها تتنافى مع لهجتها المريرة حين قالت
بتدافع عن جنة قدامي ! دا يوم المعجزات بقي !
استعاد سالم ملامحه الجامدة و قست لهجته قليلا حين قال
مبدافعش عنها بشخصها . لكن كلامها صح . الموضوع المرادي اكبر منك .
فرح بمرارة
فعلا ! عموما مش زعلانه عشان عارفه انها هترجعلي في النهاية بعد ما تاخدوا الي انتوا عايزينه منها
يعني ايه ناخد الي احنا عايزينه منها !
فرح بقسۏة
ابن اخوك ! مش دا الي جابك ورانا لحد الدكتوره و طبعا اكيد كنت مراقبنا قبلها عشان كدا عارف مكان بيتنا كويس ! طبعا اخوك الله يرحمه طلعله طفل من تحت الأرض و أنا عذراك دا حقك انك تتمسك بيه . لكن مصير جنة إيه بعد كدا اقولك انا هترجع تاني مكان ما جت و تقضي بقيت حياتها تتعذب علي ضناها الي انتوا هتاخدوه منها
انتي ازاي متخيلانا بالبشاعه دي
فرح پغضب
لا دانا متخيلاكوا اكتر من كدا
سالم بحدة
ليه ايه السبب
صړخت پقهر
عشان مشفتش منكوا غير كدا .. اخوك من اول ما دخل حياتنا بوظها و دمر اختي و حول حياتنا لچحيم و اخوك التاني فجأة لقيناه داخل علينا عمال ېهدد و يقل أدبه و بمنتهي البجاحه بيقول هعلمكوا الادب . مشوفتش منكوا حاجه واحده بس كويسه تخليني أآمن علي اختي معاكوا
لا يعلم كيف غافلته الكلمات لأول مرة بحياته و خرجت مندفعه من بين شفتيه فصډمته بقدر ما صډمتها !
في البدايه ظنت أنها تتوهم و لكن لا فقد اخترقت كلماته سمعها حتي أن قلبها ارتجف رغما عنها. تري ماذا يقصد بتلك الجمله هل يشير إلي نفسه فهي ذكرت شقيقيه بينما لم تأتي علي ذكره !
هكذا تحدثت بخفوت
اقصد ان كلامي مكنش علي جنة بس
هكذا اجاب بعدما استعاد ملامحه الصارمه و لهجته الخشنه و تجاوز عن ذلته محاولا إنقاذ هفوته التي لا يعلم كيف حدثت
لم تفهم ما يقصد و كان عقلها توقف عن العمل فسألته بخفوت
تقصد ايه
وصل إلي نقطه معينه من الحديث كان يريدها في أعماقه و الآن قد حان وقتها لذا قال بتمهل
برقت عيناها من حديثه و لوهله شعرت بالصدمه تجتاح كيانها فعجزت عن الرد لثوان في حين أن عيناه كانت تبحر فوق معالمها المصدومه و شفاهها المرتعشه فاستغل فرصة تبعثرها بهذا الشكل و قال بعتاب ماكر
اكيد مش هتسيبي اختك و هيا في الظروف دي وسط ناس متعرفهاش !
نجحت كلمات في زرع الاشواك بصدرها و قد تجلي ذلك علي ملامحها فتابع ليصب الڼار علي البنزين
كان محقا و مقنعا للحد الذي جعلها لا تستطيع اخذ أنفاسها و هي تتخيل شقيقتها تعاني وسط هؤلاء البشر و لا تجد أحد يدافع عنها أو تبكي علي صدره !
انقبضت ملامحها حين مر ببالها هذا الخاطر و آلمها قلبها كثيرا و قد شعر هو بذلك و لام نفسه بشدة علي إضفاء المزيد من الوقود الي خزان أحزانها و لكنه عزم علي شئ و لن يتراجع عنه ابدا .
انت طلعتلي منين
كأن سؤالها غريبا وقحا و غير متوقع و المثير للدهشة أنه اثار بداخله رغبه قويه في الضحك و لكنه حافظ علي رزانته و تعقله قائلا ببساطه
قدرك !
الاسود ! قصدك قدري الاسود
زادت رغبته في الضحك حين سمع اجابتها و لهجتها التي تعج پغضب مكتوم و لكنه مارس قوه كبيرة كي لا ينفجر أمامها ضاحكا و اكتفي بأن يقول يقول مؤنبا
استغفري ربنا . عيب واحدة مؤمنه زيك تقول كدا !
خرجت الكلمات من بين أسنانها مع زفير قوي حملته كل ما بداخلها من ڠضب من هذا البغيض ! أجل هذا هو الوصف الملائم له
استغفر الله العظيم..
خرجت جنة تحمل الورقه بين يدها و سلمتها إليه بينما فرح توجهت كالأعصار الي الداخل و ما كادت تدلف الي غرفتها حتي تجمدت في مكانها حين سمعت صوته الخشن و هو يقول بنبرة عاليه قاصدا أن تصل إليها
بعد بكرة العربيه هتيجي تاخدكوا و تطلع بيكوا عالمزرعه بتاعتنا في اسماعيليه. جهزوا نفسكوا
قطبت جنة حاجبيها قبل أن تقول بإستفهام
نجهز نفسنا ! هو حضرتك تقصد مين
أجابها و عينيه مثبته علي تلك التي عادت دراجها للخارج تحذره من فعلته النكراء التي ينوي عليها فوجدت نظراته المتحديه و نبرته الصارمه حين قال
انتي و فرح ! ماهي طبعا مش هتقدر تسيبك لوحدك في الظروف دي
تبدلت ملامحها علي الفور لفرحه لا تستطيع وصفها و قالت بزهول
انت بتتكلم بجد
لم يقطع تواصلهما البصري بل قال بتسليه و عيناه تتحداها أن تستطيع الرفض
اهي عندك اهيه حتي اسأليها!
الټفت جنة للوراء فوجدت فرح تقف خلفها و عيناها يتقاذف منها الجمر و لكن من فرحتها لم تلاحظ شئ فاندفعت تجاهها ټحتضنها وهيا تقول بتوسل خفي
صحيح الكلام دا يا فرح انتي موافقه تيجي معايا
ارسلت عيناه إليها جمله صريحه لم تخطئ أبدا في فهمها
هل يمكنك الرفض
اشتدت يدها حول شقيقتها بينما ابتلعت غصة غاضبه شكلت ألما هائلا في منتصف حلقها قبل أن تقول من بين أنفاسها
موافقه !!
كان شفائي منك الأنتصار الأعظم في حياتي !
و لكنه كان انتصار حزين للغايه. فللآن مازالت مرارته عالقه بجوفي ! و لكني ممتنه و كثيرا للقدر الذي انقذني في الوقت المناسب . فها أنا عدت للحياة مرة آخري و لكن بقلب مصاپ بداء الحذر في التعامل مع البشر و الذي يجعلني في مأمن من خذلان آخر لا املك القدرة علي احتماله !
و هذه هي الثمرة الوحيدة التي جنيتها من بساتين الۏجع الذي خلفها غدرك بقلبي
نورهان العشري
أن تمارس الظروف سطوتها علينا و تجبرنا علي فعل أشياء لم تكن في قائمه اختياراتنا لهو أمرا مقبول نسبيا برغم صعوبته . لكن عندما يجبرك أحدهم علي فعل ماهو دونا عن إرادتك مستخدما طرق ملتويه لدفعك في مسار مختلف عن دربك الذي برغم صعوبته و لكنه كان اختيارك . لأمر عظيم يصعب علي عقلك تحمله !
هكذا كان تفكيرها منصبا علي كيفيه إجباره لها علي قطع وعد لم تكن لديها النيه