رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
عايزها تروح تعيش معاك علي اي اساس
سالم مصححا
قولت هتعيش معانا مش معايا . و هنا اقصد عيلتنا والدتي و اخواتي
فرح ساخرة
بصفتها ايه
كانت السخريه تغلف ملامحها و نبرتها و قد اغضبه هذا و لكنه كان يفهم ذلك الصراع بداخلها لذا قال مشددا علي كلماته
بصفتها أرملة حازم الله يرحمه و ام ابنه أو بنته الي جاي
طب تمام حلو اوي دا. تقدر تعتبرها ارمله اخوك و ام ابنه أو بنته وهي في بيتها عشان جنه مش هتخرج من البيت دا و لو علي چثتي
نهض سالم بتكاسل من مقعده و قام بإغلاق اذرار بذلته و هو يقول بخفوت صارم و عيناه تؤكد علي حديثه
شعرت بالسخافه من نبرته الواثقه و كلماته الهادئه فقالت بتعجب
ممكن اعرف ايه مصدر ثقتك دي . يعني حقيقي الموضوع مثير للإهتمام . بقولك مش هتخرج غير علي چثتي بتقولي لا هتخرج و برضاكي . ازاي بقي معلش !
واصل حديثه خانقا ضحكه بسيطه كانت تهدد بالخروج علي مظهرها الذي يبدو اقرب للجنون و ايضا ڠضبها الذي تحاول كتمه بصعوبه فقد كانت هناك لذه خفيه في كل انتصار يحققه عليها لا يعلم مصدر تلك اللذة و لا متي بدأ يعتبر نجاحه في اربكاها يعد انتصار كل ما يعرفه أن هناك شئ ما باعماقه يجبره علي تحديها و الاستمتاع بكل انفعالاتها. خرج صوته هادئا خشنا يناقض كل أفكاره
خرجت منها ضحكه ساخرة خاليه من المرح و جاء صوتها مدهوشا من حديثه
دا بجد ! انت عايزني اخد رأي جنة في الهبل دا طبعا من رابع المستحيلات أنها توافق علي حاجه زي كدا !
بس انا موافقه يا فرح !
جفلت فرح من ذلك الصوت القادم من الخلف و شعرت بطلق ڼاري يستقر في منتصف ظهرها حين استمعت لصوت شقيقها القادمه من وراءها فتسمرت في مكانها تنازع في محاولة لأسترداد أنفاسها الهاربه قبل أن تلتفت ببطئ لتلتقي عيناها مع شقيقتها التي كان الحزن و الألم مرتسمان علي ملامحها وهي تري وقع قنبلتها علي وجه فرح الذي كان يحاكي شحوب الامۏات في تلك اللحظه و صوتها المبحوح الذي ردد اسمها بعدم تصديق
اقتربت منها جنة و علي وجهها جميع عبارات الأسي و عيناها ترسل الف اعتذار و اعتذار لتلك التي كانت علي وشك الإغماء فامتدت يد جنة تمسك بكفوف شقيقتها المرتعشه و هيا تقول بنبرة قويه يشوبها بعض البكاء
كفايه عليكي اوي كدا يا فرح !
خرجت الكلمات من فمها مرتعشه تماما كحال قلبها
جنه بإنفعال وهي تشدد علي كل حرف تتفوه به
كفايه بهدله فيكي لحد كدا . طول عمرك شايله حملنا علي كتافك . من اول تعب ماما ومۏتها و انتي شايلانا كلنا حتي بابا الي كان مفروض يعوضنا غياب ماما كان بيتسند عليكي . كنتي انتي الي سنداه مش العكس . بسببنا اتخليتي عن حلمك انك تبقي دكتورة و سبتي كليه الطب عشان تقدري تتحملي مسئوليتنا و البيت دا يفضل مفتوح. و حتي بعد بابا ما ماټ محسستينيش يوم واحد اني يتيمه . فضلتي جمبي و في ضهري و عمرك ما حرمتيني من حاجه . كفايه انك اتخليتي عن حب حياتك عشان تفضلي جمبي و متسبنيش. عشان كدا بقولك كفايه . لازم اتحمل نتيجه اخطائي . جه الوقت الي تعيشي في حياتك و كفايه تتحملي كل حاجه لوحدك ارتاحي مرة واحده بقي
بس انا مشتكتلكيش
جنة بلهفه
و لا هتشتكي يا فرح ! عارفه ليه عشان انتي احسن حد في الدنيا . هتفضلي تتحملي لحد ما تقعي و لا انك تحسسيني بأي حاجه بس أنا مش هتحمل تقعي يا فرح . انتي بالذات خسارتك غير اي خسارة في الدنيا. خسارة مش هقدر عليها أبدا ..
لم تستطع الحديث إذ تفاجأت بجنه التي التفتت الي سالم الذي كان جامدا كتمثال صلب يستمع إلي ذلك الحديث الشائك عن معاناتها و كم تحملت لأجل عائلتها و هنا تغيرت كل نظرته إليها و تبدلت معالم شعوره نحوها و قد صدق ظنه بشأنها فهي كما وصفها منذ أول لقاء لهم انثي إستثنائيه . و لكن عقله توقف أمام جمله اتخليتي عن حب حياتك خربش الفضول جدران قلبه بصورة قاتله لمعرفة ماذا تقصد و اي شكل اتخذ هذا الحب
أخرجه من شروده و تساؤلاته كلمات جنة الذي يسكنها حزنا عميقا
انا موافقه يا سالم بيه اجي معاك
لم تتحرك من مكانها و لم يرتفع رأسها و قد كان مظهرها يغضبه أو ربما يؤلمه لذا أعاد انظاره الي جنة قائلا بخشونة
اتفقنا . العقد بتاع الجواز العرفي معاكي
اماءت برأسها بصمت فقد كان الخزي يتوج ملامحها في تلك للحظه فجاء طلبه لينقذها إذ قال بفظاظه
عايز اشوفه
للمرة الثانيه اومأت برأسها و توجهت للداخل كي تحضره بينما كانت فرح ما تزال بمكانها لم تستطع أن تواجهه فقد خسړت كل شئ أمامه تجردت من كل شئ تحت أنظاره
فتولد عندها شعور مفاجئ بحاجتها للإختفاء !
تود في تلك اللحظه أن تكون شئ غير مرئي مجرد سراب فلم تعد لديها طاقه للجدال أو النقاش أو اي شئ.
فالحياة تستمر بمعانداتها و إعطاؤها صفعه تلو الآخري حتي فقدت قدرتها علي التحمل لذا حاولت الانسحاب خلف جنة هربا من نظرات شامته لابد و أن ترتسم بعيناه في تلك اللحظه و لكنها لم تقدر علي تحملها . و ما أن تحركت تنوب الهروب حتي وجدت يد فولاذية تمسك برسغها تمنعها من الحركه تلاها صوتا هادئا يناديها
فرح !
حاولت أن تشحذ بعض قواها الخائرة و الا تجعله يراها مهزومه بتلك الطريقه فلتواجه للنهايه و لتكن دائما مرفوعه الرأس .
أخيرا رفعت رأسها تناظره فصدمها ذلك الدفء الغريب منبعثا من عيناه التي بدت و كأنها تؤازرها في مصابها حتي أن ملامحه كانت هادئه خاليه تماما من أي سخريه أو شماته كما توقعت و لكنها تجاهلت كل شي و قالت بنبرة جافه
نعم !
خرجت نبرة صوته لينه بعض الشيء ففاجأته بقدر ما فاجأتها