رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
يا فرح . مقداميش حل غير دا ..
لم تجيب فرح بل تقاذف الدمع من مقلتيها مصتدما بنظارتها الطبيه يحجب عنها الرؤيه فشددت جنه من قبضتها فوق كفوفها و قالت برجاء
هستناكي جوا . عيزاكي تكوني جمبي
خرجت جنه تاركه فرح في موجه من الإنهيار و التي قطعها فجأة هاتف قال بإصرار في أذنها أن من قتل نفسا بغير حق فكانما قتل الناس جميعا . عند هذا الحد توقفت فجأة تمسح عيناها و هيا تقول بتصميم
و تقدمت نحو الباب بلهفه تفتحه لتتجمد الډماء بعروقها حين وجدت ذلك الجسد الضخم يسد عنها الطريق و تلك العينان التي كانت سوداء قاتمه توحي بان صاحبها علي وشك ارتكاب چريمه قتل فخرجت الحروف من فمها مهتزة
سالم !
كانت نظراته محتقرة و لهجته ساخرة تعج بالقسۏة و العڼف
مش قولتلك أن القدر دايما له رأي تاني عكس ما بنتمني
الصدمه التي لا تقتلك ستجعلك اقوي بكل تأكيد ! مقوله اشبعتني ضحكا حد البكاء ! فبساطه كلماتها تتنافي تماما مع ذلك الدمار الهائل الذي يتلو صدمتك فيقودك إلى حافه المۏت لتتجرع سكراته كامله و حين توشك علي إغماض عينيك طالبا الراحه يعود بك الي واقع مرير فتجد نفسك مجبرا علي مجابهته بقوة نابعه من چرح عميق حفرته تلك الصدمه التي بالنهايه لم تقتلك !
كانت تناظره بعينان متسعه و قلب ينتفض بين ضلوعها لتسري رجفه قويه في سائر جسدها بينما تاهت الكلمات من علي شفتيها أمام نظراته المسلطه فوقها و التي كانت مختلفه عن نظراته السابقه لها فقد بدت و كأنها قاسيه غاضبه محتقرة !
لم تستطع التفوه بحرف واحد و خاصة حين وجدته يتقدم الي الغرفه بينما تراجعت هي للوراء و قد دب الذعر بقلبها حين سمعت لهجته الساخرة التي تخفي بجوفها ڠضبا مريرا كان جليا في عيناه
حاولت تجاوز صډمتها و أخذت نفسا قويا كان معبأ برائحته الرجوليه التي تغلغلت الي أنفها و جعلت جميع حواسها تتنبه و لأول مرة تظهر انفعالاتها بمثل هذا الوضوح أمامه و لكن غضبه كان يطمس كل شعور لديه في تلك اللحظه و قد كان صمتها يزيد من غضبه و لكنها اخيرا استطاعت السيطرة علي نفسها و قطع ذلك التواصل البصري بينهم و الذي كان يعج بعتاب مشحون غاضب و خرجت كلماتها بلهجه جافه كجفاف حلقها
خرجت من بين شفتيه ضحكه خافته قاسيه خاليه من المرح اتبعها بحديثه الذي تتساقط الاټهامات من بين سطوره
هو دا الي فارقلك ! جيت هنا ازاي !
كانت نظراته تقتنص ارتباكها الذي ظهر لأول مرة جليا علي ملامحها فقد كانت في موقف لا تحسد عليه عالقه في شباك نظراته التي تجعلها تتفوه بالحماقات و تقف سدا منيعا بينها و بين التفكير بتعقل بينما هو تابع قائلا پعنف بكتوم
ابتلعت غصة مؤلمھ و حاولت أن تشحذ بعضا من قوتها التي تبعثرت بحضوره و قالت بجمود
مدام عرفت مكاني يبقي عرفت انا هنا بعمل ايه
تشكلت غصه في حلقه حين سمع كلماتها التي لم يكن بها أي ذرة تأنيب ضمير أو هكذا ظن لتخرج الكلمات من فمه محمله بأكبر قدر من الاحتقار
جايه تشاركي في قتل روح بريئه ملهاش ذنب في أي حاجه !
استقر اتهامه بمنتصف قلبها ليشطره الي نصفين و قد ظهر ذلك الألم بعيناها التي كانت تخفيها تحت إطار من الزجاج حجب عنه رؤيه عڈابها و لكنه تجلي في نبرتها حين قالت بعتاب خفي
صدقت أو مصدقتش انا معرفتش انا هنا ليه غير من خمس دقايق بس . و عمري ما كنت هشارك في ذنب زي دا
قاطعها بقوة و نبرة حادة
و سبتيها تدخل اوضه العمليات ليه
تهدجت نبرتها و خرج صوتها متحشرجا حين قالت و هي تحارب عبراتها
مكنتش قادرة استوعب ايه الي بيحصل . الوقت بين لما عرفت انها حامل و لما عرفت انها جايه تنزله ميتعادش عشر ثواني .
لأول مرة تكن لهجتها ضعيفه بذلك الشكل ! كان هناك صوت بأعماق قلبه يصدقها و لكن غضبه كان يخرس كل شئ حوله و لا يستوعب سوي حقيقه واحده أنه لو لم يتدخل في الوقت المناسب كان سيخسر الشئ الوحيد المتبقي من أخاه المټوفي لذا تجاهل هذا الألم الجلي علي ملامحها و قال بخشونه
احمدي ربنا اني اتدخلت في الوقت المناسب و ألا ..
استيقظت روحها الثائرة بداخلها ما أن سمعت كلماته المھددة فانتزعت الباقي من إرادتها و قالت بقوة
متهددنيش !
سالم بلهجة هادئه و لكن قويه توازيها نظرات محذرة
مبهددش ! انا بعرفك عشان تفكري الف مرة قبل ما تعملي حركه غبيه زي دي تاني!
فرح بتحدي
لو فاكر انك كدا بتخوفني تبقي غلطان !
سالم بهدوء ظاهري و نبرة عميقه بينما عيناه تبحر فوق ملامحها بغموض
لا مخوفك ! وبلاش تخليني اخوفك اكتر و استخدم معاكي اسلوب انا مابحبوش !
اللعنه عليك ! كان هذا اول ما تفوهت به بداخلها فذلك الرجل بغيض لدرجه جعلتها لا تستطيع التواجد معه في مكان واحد فالټفت تنوي مغادرة الغرفه و ما أن همت بتجاوزه حتي امتدت يده تقبض علي معصمها بقوة آلمتها فتوقفت علي الفور و قد شعرت بطبول تدق بين ضلوعها إثر ملامسته لذراعها و علي مهل أدارت رأسها تواجهه لتشتعل حربا صامته بين أعينهم دامت لثوان قبل أن تقطعه لهجته المحذرة حين قال من بين أسنانه
لآخر مرة هحذرك ! لما اكون بكلمك اوعي تمشي و تسبيني !
حاولت رد الصاع صاعين و لكن بطريقتها فقالت بإستفزاز
ايه دا هو انت مكنتش خلصت !
تحركت تفاحه آدم التي تتوسط عنقه بينما اشتدت قبضته علي ذراعها مما يدل علي محاولته ابتلاع غضبه التي زاد من اشتعاله استفزازها و قال بصرامه
كلامنا لسه مخلصش . هروحك انتي و الغبيه الي جوا دي و بعدها نتكلم عشان نحط النقط عالحروف
كانت هذه اكبر جمله تفوه بها منذ أن عرفته لذا كانت تعلم أن خلف حديثه هذا أشياء لن تعجبها و لكنها آثرت تأجيل كل شئ حتي تطمئن علي شقيقتها فقامت بتوجيه نظراتها الي قبضته الممسكه بذراعها فخففها تدريجيا إلى أن تركها فقالت بإختصار
هروح اطمن علي جنة
كانت جنة مستلقيه علي سرير الكشف و الطبيبه تقوم بتمرير جهاز الموجات فوق معدتها و فجأة صدح صوت قوي لنبضات صغيرة جعلت كل خليه في جسدها ترتجف فنظرت الي الطبيبه التي قالت بوقار
سامعه صوت قلبه !
دون حديث انهمرت الدموع فوق وجنتيها