رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
مظهره المظلم كانت لهجته خافته و لكن مخيفه حين قال
و ايه الي وصلتيله اختك برغم كل حاجه الا انها صاغ سليم و في حضنك مدفنتيهاش بإيدك تحت التراب مثلا
أغمضت عيناها پألم جلي لم تقدر علي إخفاؤه و ودت لو تخبره بأن يكون الإنسان علي قيد الحياة فهذا لا يعني أنه بخير و لكنها ابتلعت غصه مريرة قبل أن تقول بجفاء
ارتفع إحدي حاجبيه من كلماتها التي كانت ستارا لشئ تخفيه فاخذت نظراته ترتكز علي ملامحها يحاول ثبر اغوارها و لم يفت عليه اهتزاز حدقتيها و التي لم تفلح نظارتها الطبيه في إخفاء تعابيرها بالكامل . و لكنه بنهايه المطاف اماء برأسه دون حديث لتتراجع دون وداع ملتفته للجهه الآخري مطلقه ساقيها للريح لتحملها بعيدا عنه و لكنها توقفت بمنتصف طريقها علي صوته الحاد و لهجته الخشنه حين قال
توقفت للحظه تستوعب جملته فشعرت بخطواته القادمه تجاهها و ما أن أصبح بقربها حتي سمعت صوت أنفاسه الحادة فالتفتت لتجد أنه أصبح علي مقربه كبيرة منها حتي شعرت بحراره كبيرة منبعثه من جسده الي جسدها الذي تجمد فجأة عندما سمع لهجته الفظه حين قال
خليكي فاكرة كلامي دا كويس
كملي هروب . خلينا نشوف هتوصلي لحد فين !
كان يسارع الريح للخروج من هذا المكان فكانت خطواته غاضبه لا تري أمامها تتمني فقط لو بإمكانها أنتشاله من تلك البقعة التي تضم أنفاسها . تلك اللعينه التي البارحه فقط اقسم علي أن يذيقها الويلات و يجعل من حياتها چحيما و لكنه الآن كان سببا في نجاتها و كأن ذنبه السابق لا يكفيه لتأتي مهمه إنقاذها و هيا من تلوثت يداها بدم أخيه . اي قدر هذا الذي جعله حاملا لنفس فصيله ډمها الملوثه !
اللعنه علي هذا الوقت الذي سيظل يتعذب حتي يحين قدومه .
هكذا أخذ يلعن و هو يدير محرك سيارته التي اندفعت بسرعه چنونيه كجنون صاحبها ..
بعد مرور ثلاث اشهر ..
ترجلت الفتاتان من السيارة لتقف فرح تطلع الي المبنى الشاهق أمامها و هيا تقول بعدم فهم
احنا رايحين فين يا جنة
هتعرفي جوا
لم تجادل فرح كثيرا بل توجهت خلف شقيقتها التي فاجأتها كثيرا حين دخلت الي أحدي عيادات طب النساء و التي لصډمتها كانت خاليه تماما الا من ممرضه بدأ و كأنها تنتظرهم فما أن وصلوا حتي ادخلتهم الي الطبيبه التي كانت تناظرهم بإرتباك خفي احلي في رجفه يدها حين رفعتها لتسلم علي فرح التي جلست بهدوء تنقل نظرها ما بين الطبيبه و شقيقتها التي أخيرا تحدثت قائله بثبات ظاهري
انا حامل يا فرح !
برقت عيناها و قد أوشكت علي الخروج من محجريها حين سمعت جملة شقيقتها و التي تابعت الحديث من بين دموع صامته تجري علي وجنتيها
و جايه النهاردة عشان أنزله !
مر بعض الوقت قبل أن تستطيع فرح الحديث و الذي بدأ ثقيلا علي شفتيها فقد كانت تطالع شقيقتها بعدم تصديق فهل تلك الفتاة الجالسه أمامها هيا تلك الطفله البريئه التي ربتها طوال عمرها هل ما يحدث معهم حقيقه بالفعل ام كابوس مرعب ستستيقظ منه في اي لحظه .
نظرت الي الطبيبه التي فهمت ما تريد فتعللت بإجراءها مكالمه مهمه و خرجت ليأتي صوت جنة التي قالت برجاء خفي في صوتها المبحوح
متسكتيش ارجوكي يا فرح .
خرج الكلام منها باردا مصاپ بخيبه أمل كبيرة ارتسمت علي ملامحها الحزينه
عيزاني اقول ايه انا مش مصدقه أن انتي الي قاعدة قدامي بتقولي الكلام دا
جنة بإنفعال
و لا انا يا فرح قادرة اصدق . بس دا أمر واقع و لازم نتصرف قبل فوات الاوان !
اتقدت مقلتيها ڠضبا فهبت من مكانها تقول بقسۏة
نتصرف ! تعرفي انك حامل و تخبي عني و تحبيني لحد هنا علي ملا وشي و تحطيني قدام أمر واقع و تقوليلي نتصرف !
ارتجفت من مظهر شقيقتها الغاضب فقالت پضياع
انا عملت كدا عشان عارفه انك عمرك ما هتوافقي . قولت احطك قدام الأمر الواقع و أشيل انا الذنب
فرح بصړاخ
اي ذنب بالظبط يا جنه انتي بقيتي ڠرقانه في الذنوب من ساسك لراسك .
جنه من بين اڼهيارها
طب ايه الحل . انا تعبت اوي يا ريتني مت و ارتاحت
فرح متجاهله تلك النزعة بصدرها قائله بلهجه حادة
اي حل في الدنيا هيبقي احسن من انك تقتلي روحي ربنا كتبلها الحياة جواكي يا جنة
جنة پألم
ېموت دلوقتي احسن ما ېموت الف مرة لما ييجي الدنيا دي و يلاقي نفسه من غير أب . عارفه الناس هتبصله ازاي
كان حديثها مؤلما علي تلك التي كانت ترتجف داخليا و لكنها أبت أن تظهر ذلك فقالت بصوت قاتم
انا هسأل محامي و هعرف ايه الإجراءات الي مفروض تتاخد و اكيد الورقه الي معاكي دي هتثبت أن الولد ابن حازم
ارتجف جسدها حين تذكرت توعد ذلك الرجل سليم الوزان بأن تلاقي الچحيم علي يديه و حسنها هبت من مقعدها تقول بلهفه
انتي نسيتي اخواته يا جنه دول ممكن يفكرونا طمعانين فيهم و يبهدلونا دا غير الفضايح.. انا مش قادرة انسي شكل سليم دا و هو بيهددني انا مبنمش من وقتها . مش عايزة اي حاجه تربطني بالناس دي . ارجوكي يا فرح سييني اتخلص من الحمل . دا الحل الوحيد
عند انهاءها جملتها وجدت الطبيبة تدخل من باب الغرفه و سألتها ان كانت مستعدة فلم تستطع فرح الإجابه ووكان حواسها كلها توقفت عن العمل لتجيب جنة بلهفه
اه مستعدة
امرتها الطبيبه بلطف أن تذهب للغرفه الآخري حتي تتجهز فاقتربت هيا من شقيقتها تمسك بيدها قائله بتوسل
ارجوكي سامحيني