رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
الڠضب منها للحد الذي جعلها تود لو تطحن عظام الهاتف بين يديها و لكن صوت ضوضاء قادمه من الاسفل أخرجها من بؤرة الڠضب تلك لتتفاجئ بعد ثوان بجيش الصحافيين الذين كانوا ينتظرون بالأسفل و الآن يهرولون تجاهها فلم تشعر بنفسها سوي و هيا تدخل الي غرفة شقيقتها بلمح البصر و تقف مستندة بظهرها علي الباب الذي توقعت أن يتحطم فوق رأسها بأي وقت فاغمضت عيناها بشدة الي أن هدأت تلك الضوضاء في الخارج و قد أيقنت بأن الحراس قد صرفوهم و هنا دونا عنها حمدت ربها كثيرا لوجودهم في الخارج .
زفرت بحدة و أخذت تلعنه بداخلها هو و عائلته أجمع و لكنها توقفت ما أن رأت سرير شقيقتها فارغا فتوجهت علي الفور الي المرحاض لتستمع الي صوت المياة الآتي من الداخل فارتاحت قليلا و لكنها ظلت تقف أمام الباب لا تعلم لما و لكن كان قلبها ينذرها بأن شيئا سيئا علي وشك الحدوث .
بعد مرور ساعه كانت فرح تقف أمام غرفة العمليات تحتضن كتفيها بذراعيها مستنده علي الحائط وحدها و عبراتها تتقاذف من مقلتيها بصمت عاجزة عن الحراك فمنذ أن رأت مظهر شقيقتها غارقه بدمائها حتي ظلت تصرخ بقوة الي أن آتي الحراس و الأطباء الذي قاموا بنقل جنه علي الفور إلي غرفه العمليات لمحاولة إنقاذها .
كانت ترتجف لا تعلم بردا أم خوفا و لكن هذه اللحظه هيا الأكثر ضعفا في حياتها . لطالما كانت قويه لا تهاب شئ فمنذ ۏفاة والدها أصبحت هيا عمود عائلتهم الصغيرة و المتصرفه بكل أمورهم و لكنها الآن تشعر بنفسها عاجزة ضعيفه هشه . ترتجف بصمت و قلبها يتضرع الي الله أن ينقذ شقيقتها فبدونها لن تستطيع العيش لحظه واحده
أنسه فرح !
جفلت عندما شاهدت المنديل الورقي الممدود إليها و علي الفور عرفت لهجته التي و لأول مرة كانت خاليه من اي تهكم و سخريه بل لمحت بها شئ من التعاطف و الذي لقي صداه بعينيها التي حين ارتفعت إليه ارتسم بها الضعف للحظه قبل أن تلقي به جانبا و تهب من مكانها متجاهله يده الممدودة أمامها و قامت برفع رأسها تناظره بشموخ قائله بلهجه متحشرجه
عادت القطه لتهاجم مرة ثانيه و قد راق له ذلك فقد اغضبه و ربما آلمه مظهرها المڼهار لذا رؤيتها تحاول التوازن هكذا الراحه قليلا فعادت لهجته لجفاءها السابق حين قال بإختصار
مش شغلك .
ارتفع إحدي حاجبيها الجميلين و اتسعت غابتها الخضراء من وقاحه ذلك الرجل فخرج الكلام منها غاضبا تغلفه السخريه
يمكن عشان الي جوا في اوضه العمليات دي اختي !
تجاهل سخريتها و ڠضبها المتقد في نظراتها و قال بفظاظه
ايه الي حصل عشان تعمل في نفسها كدا
للحظه ظهر الألم الممزوج بالحيرة علي ملامحها و لكنها أتقنت اخفاءه حين أجابت ببساطه
معرفش ! انا كنت بره و دخلت ملقتهاش و سمعت صوتها في الحمام و لما لتأخرت دخلت اشوفها لقيتها ..
توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها و ابتلعت ألمها الذي يشق قلبها لنصفين بمهارة ليفهم ما ترمي إليه فقال بإستفهام
حصل بينك و بينها حاجه
خرج الطبيب في تلك الأثناء و طمأنها علي حالة جنه التي تم إنقاذها بأعجوبه و أخبرها بأنه سيتم نقلها الي غرفتها بعد نصف ساعه فخرجت منها زفرة ارتياح قويه و حمدت ربها كثيرا لتأتيها نبرته الصارمه حين قال
مجاوبتنيش . حصل حاجه بينك و بينها تخليها تفكر تتتحر
رفعت رأسها تناظره بغموض قبل أن تقول مستفهمه
حاجه زي ايه
سالم بترقب و عيناه لا تحيد عنها
شديتوا مثلا !
فرح بإختصار
لا !
سالم محاولا الضغط عليها أكثر
امال هيا هتحاول ټموت نفسها كدا من الباب للطاق
اغضبتها لهجته و طريقته معها و كأنه يستجوبها لذا قالت پعنف مكتوم
بصراحه معرفش .
استمر بإستفزازها قائلا بهدوء
امال مين يعرف مش مفروض انتي اختها الكبيرة و تعرفي كل حاجه عنها !
أرادت إيلامه كما آلمها لذا قالت بتهكم
زي مانتا اخو حازم الكبير بردو و المفروض انك كنت عارف عنه كل حاجه !
اسودت عيناه و ازداد عبوس ملامحه الخشنه تزامنا مع أنفاسه الحادة التي كانت تتخلل الصمت الدائم الذي قطعه حديثها المټألم حين قالت
انا كنت عارفه كل حاجه عن اختي فعلا. كانت بالنسبالي زي الكتاب المفتوح لحد ما اخوك دخل حياتنا و قلبها و خلاها لأول مرة تكذب و تخبي. تابعت حديثها بلهحه مريرة و نبرة أشبه بالإنهيار كل المصاېب الي حصلتلنا كانت بسببكوا . لو كنت اتنازلت عن غرورك و سمعت مني مكناش زمانا وصلنا لالي وصلناله دلوقتي !
لو كانت النظرات ټقتل لكانت خرت صريعه في الحال و لكن و بالرغم من