رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري
إلي الفتاة قائله بشك
انتي مين و عايزة تقابلي جنة ليه
ارتبكت الفتاة لثوان قبل أن تقول بتأثر
انا روان صاحبة جنة و عرفت بالحاډثه الي حصلتلها و جيت جري عشان اطمن عليها و هما مش راضيين يدخلوني
ناظرتها فرح بتقييم قبل أن تقول بجفاء
بس جنة محكتليش عنك قبل كدا
الفتاة بثبات
يمكن عشان لسه متعرفين علي بعض من قريب
وانتي عرفتي الي حصل لجنه ازاي
اجابتها بهدوء
اتصلت علي موبايلها فردت عليا الممرضه و قالتلي الي حصل
بدا عذر معقول و لكنها لا تعلم لما لم ترتح لتلك الفتاة فقالت لها بتهذيب
شكرا علي سؤالك وانك كلفني نفسك و جيتي لحد هنا بس جنة للأسف نايمه و مش هتقدر تقابلك دلوقتي
يا خسارة .. كان نفسي اشوفها و اطمن عليها اوي . طب ممكن ابص عليها حتي و هيا نايمه و اخرج علي طول
احتارت فرح في أمرها كثيرا و لكنها وافقت علي مضض لتتخلص منها فقالت بملل
تمام . اتفضلي
فتحت باب الغرفه و دلفت للداخل تتبعها الفتاة التي ما أن رأت جنه حتي ارتسم حزنا زائفا علي ملامحها و هيا تقول بتأثر مصطنع
شاهدت دموع الفتاة التي تساقطت علي خديها و لم تجيبها بل ظلت تناظرها و كأنها تخترقها من خلف ستار نظاراتها . طال تأملها و طال صمت الفتاة و التي تنحنت قبل أن تقول بخفوت
ممكن لو سمحتي ادخل الحمام اغسل وشي
ابتسمت فرح ابتسامه بسيطه و قالت بود
توجهت الفتاة الي الحمام و الذي كان يقابل سرير جنة فما أن دخلت حتي أخرجت آله تصوير صغيرة نوعا مخبئه بين ملابسها الفضفاضه و قامت بمواربه باب المرحاض بمساحه كافيه لعدسه آلتها حتي تلتقط صورة جنة النائمه بعمق مبعثرة الهيئه .
ما أن التقطت صورتان حتي فتح الباب فجأة علي مصرعيه و ظهرت فرح التي علمت بأن هذه الفتاة تخبئ شيئا ما و قد ظنت بأنها يمكن أن تكون صحافيه متخفيه و قد صدق ظنها فقامت بجذب آلة التصوير پعنف من بين يدها و هيا تقول پغضب مكتوم
جفلت الفتاة من ما حدث و أخذت توزع نظراتها بين فرح و يدها الممسكه بآلة التصوير الخاصة بها و لكن قطع نظراتها يد فرح التي امتدت تجذبها من يدها پعنف تجرها الي الخارج و الفتاة تتوسل إليها حتي تتركها و تعطيها الكاميرا الخاصه بها و ما أن وصلوا الي الخارج حتي دفعتها فرح بقوة و هيا تصرخ پغضب
حاولت الفتاة التقرب من فرح و هيا تقول من بين بكاءها
انا والله مقصدتش ارجوكي اديني الكاميرا بتاعتي
هنا تدخل أحد رجال الحراسه قائلا لفرح بإحترام
عن إذنك يا فرح هانم اتفضلي انتي و احنا هنتعامل معاها .
تفرقت نظرات فرح بين عينان الفتاة المتوسله و الدمع يتقاذف منها و بين الرجل الذي حتما سيخبر سيده و قد يؤذي هذه الحمقاء و هذا ما لا تريده لذا قالت فرح بصرامه
انا هحل الموضوع .
وجهت انظارها الي الفتاة متابعه بتقريع
انا هعدي الي حصل دا عشان عواقبه هتكون وخيمه عليكي و في المقابل هاخد الكارت بتاع الكاميرا.. و اياكي اشوف وشك هنا تاني
اوشكت الفتاة على الحديث فاوقفتها فرح قائله بحدة
و لا كلمه و الا هديهم الكاميرا و مش هتشوفيها تاني ..
اطرقت الفتاة برأسها في حين أن فرح قامت بإخراج الكارت من آله التصوير و أعطتها إياها مرفقه بها نظرات محتقرة تقبلتها الفتاة بحنق مكتوم و توجهت الي الاسفل
فرح هانم !
التفتت فرح علي نداء أحد الحراس و قد ضايقها هذا اللقب الذي كان يرفقه مع اسمها فقالت بصرامه
اسمي انسه فرح بلاش هانم دي لو سمحت .
اماء الرجل برأسه و أعطاها الهاتف و هو يقول بإحترام
الباشا عايزك
لا تعرف لما شعرت بالتوتر حين أخبرها بأنه يريدها و ازدادت دقات قلبها ربما لأنها كانت متأكدة من أنها ستخوض شجارا معه كعادتهم أو لسبب آخر ربنا لا تعرفه . لذا حاولت سحب أكبر قدر من الأكسجين بداخلها حتي تستعيد بعضا من هدوئها الذي تجلي في نبرتها حين أجابت
ألوو
من البدايه و هو متحير في أمر تلك المرأة لديها كبرياء قوي لم يره مسبقا في إمرأة تحمل هموما أقوي بكثير من طاقتها. يكاد يجزم بأنها تشتهي الإنهيار و حينما تكون علي حافته تتراجع و تعيد هيكلة بنائها لتقف شامخه من جديد . و تلك القناعه التي لم يصدقها في البدايه و لكنه الآن في طريقه للإيمان بعصاميتها التي تدعيها.
أتاه صوتها الهادئ من الهاتف لينفض تلك الأفكار من رأسه و هو يقول بفظاظه
متتصرفيش تاني من دماغك . أنا مش سايب الرجالي الي عندك دول صورة !
جفلت من لهجته الفظه و لكنها حاولت استفزازه إذ قالت بتعالي
مبتصرفش غير بدماغي . و بالنسبه لرجالتك قولتلك مش محتاجينهم و اظن دلوقتي انت اتأكدت
تضمت لهجته سخريه مبطنه و لكنها شعرت بها من مغزي كلماته حين قال
اتأكدت فعلا ! لولا الرجاله الي مش عاجبينك دول مكنتش البنت الي صعبت عليكي دي هتمشي غير و هيا واخده الفيلم حتي لو علي جثتك !
تعلم بأنه قد يكون محقا فهيا علي الرغم من عفوها عن تلك الفتاة و لكنها لمست الحنق و البغض في نظراتها و لكنها أبت التراجع إذ قالت بعنفوان
قولتلك قبل كدا و هقولها تاني انا اقدر ادافع عن نفسي و عن اختي كويس
سالم بتهكم تجلي في نبرته حين قال
و ماله هشوفك هتعملي ايه مع جيش الصحافيين الي واقف تحت !
اقشعر بدنها للحظه و هيا تتخيل نفسها تقف في مواجهه كل هؤلاء الملاعين أمثال تلك الفتاة معدومه الضمير فحتما سيسحقوها تحت أقدامهم في سبيل الوصول إلي مبتغاهم
تحدث سالم بتقريع خفي و تهكم جلي
بالظبط زي ما اتخيلتي . عشان كدا اسمعي الكلام من سكات لحد ما نشوف هنتصرف ازاي !
اغناظت من حديثه و غروره و تعجرفه و لكن لفت انتباهها كلمته الأخيرة في ماذا سيتصرفون ما المشترك بينهم حتي يقول تلك الكلمه و هيا تدرك بأن كلماته البسيطه و التي يمكن أن تعد علي اصابع اليد لا يمكن أن تخرج جزافا لذا همت بسؤاله عن ما يعنيه و لكنها تفاجأت بذلك المتحذلق يغلق الهاتف في وجهها فاغمضت عيناها و قد تمكن