الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 16 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

و شعرت بأن قلبها علي وشك الخروج من مكانه من فرط التأثر
كانت تشعر و كأن نبضاته تعاتبها علي جريمتها التي كانت علي وشك ارتكابها في حقه فلم تستطع الاجابه علي سؤال طبيبتها التي قالت بتأثر 
لما جتيلي و قولتيلي انك عايزة تنزلي البيبي اول حاجه جت في بالي اني اطردك فورا بعد ما اديكي الدش المتين. بس لما عيني جت علي ايدك الي كنتي بتحضني فيها بطنك و كأنك بتحمي الي جواها من نفسك و خدت بالي من شفايفك الي بترتعش قولت دي مش منظر واحده عايزة تضحي بضناها أبدا . قولتلك اتفضلي عشان اكشف عليكي . وقتها مكنش لسه في نبض عشان كدا اديتك ميعاد النهاردة بحيث تيجي في الوقت الي يبقي قلب الطفل بدأ ينبض و كنت واثقه انك بعد ما تسمعي صوت قلبه عمرك ما هتقدري تضحي بيه . انا معرفش ظروفك ايه بس صدقيني ربنا مأردش انك تحملي فيه إلا إذا كان له حكمه في دا و زي ما زرعه جواكي اكيد هيلطف بيكي و بيه . احمدي ربنا علي النعمه دي في آلاف الستات بتجيلي هنا عندها استعداد تدفع عمرها كله قصاد انها تبقي ام . بتتمني بس ضافر طفل . استغفري ربنا علي الچريمه الي كنتي عايزة تعمليها دي . و احمدي ربنا الف مرة أنه انقذك في الوقت المناسب 
أنهت الطبيبه حديثها تزامنا مع دخول فرح التي نظرت إلي ملامح شقيقتها المڼهارة فهرولة ټحتضنها فعلي صوت بكائها و هي تقول يإنهيار 
انا كنت ھموت ابني يا فرح . كنت هقتله بإيدي . 
حاولت فرح تهدئتها فأخذت تمرر يدها فوق رأسها الملقي بين احضانها وهي تقول بتأثر 
احمدي ربنا أنك لحقك في الوقت المناسب يا جنة . 
جنة بإنهيار 
انا سمعت صوت قلبه يا فرح دا زي ما يكون بيعاتبني و بيقولي ازاي جالك قلب تفكري تعملي فيا كدا ..
هطلت العبرت من مقلتيها تأثرا بحديث شقيقتها فشددت من احتضانها و قالت بخفوت 
اهدي يا جنة عشان خاطره هو . انفعالك دا غلط عليه ..
هدأت حدة بكائها قليلا و لكن استمر خيط الدموع بالنزول في صمت و أخذ لسانها يردد عبارات الحمد بينما فرح رفعت رأسها للطبيبه و ناظرتها بإمتنان قابلته هي بابتسامه هادئه و ناولتها ورقه بها بعض الادويه و العقاقير بعد أن أعطتها التعليمات اللازمه للحفاظ علي الجنين ..
كانت تحتضن شقيقتها متوجهه الي الخارج تنوي العودة إلي المنزل لتجده ييقف بسيارته أمام البنايه فخرجت منها زفرة تعبه فهناك مواجهه وشيكه ستحدث بينهم و لكنها كانت تفضل أن تحدث في غياب جنة التي ارتجفت حين رأته فمالت عليها فرح قائله بطمأنه 
مټخافيش انا جمبك 
لم تمانع حين رأته يقوم بفتح الباب الخلفي لشقيقتها التي اطاعته بصمت هي الآخري بينما ارسلت لها فرح ابتسامه مطمئنه قبل أن تقوم بالتوجه الي الكرسي الامامي بجانبه و انطلق بالسيارة متوجها الي منزلهما الذي و لدهشتها وجدت أنه يعرفه فقد وصل إليه في وقت قياسي فالټفت تلقي عليه نظرة غاضبه قبل أن تترجل من السيارة لقوم بمساعدة شقيقتها في الدخول إلي المنزل و لكنها توقفت تلتفت إليه قائله بلهجه باردة 
اتفضل نتكلم جوا 
اماء برأسه و تبعها فقامت بفتح باب الشقه و الدلوف الي الداخل و بجانبها جنة المتشبسه بيدها و كأنها طوق نجاتها و قد كانت كذلك بالفعل فقد أقسمت بداخلها بأن تحميها هي و طفلها مهما كان الثمن . 
جنة ! مش محتاج اقولك خلي بالك من نفسك و من الي في بطنك 
توقفت الفتاتان في منتصف الطريق المؤدي لغرفه جنه و التي كانت أمام صاله الاستقبال المتوسطه المساحه حين سمعوا جملته التي كانت تخفي ټهديدا واضحا تجلي في لهجته الصارمه فالتفتت إليه فرح تلقي عليه نظرة حانقه و قبل أن تجيب خرج صوت شقيقتها خاڤت مرتعش 
عمري ما هفكر اأذيه أبدا 
كانت نبرتها مرتعشه و لكنها صادقه و قد لمس هذا الصدق بها لذا لم يتابع بل جلس علي أحدي المقاعد خلفه باريحيه جعلت الڠضب يتمكن منها من ذلك المتعجرف الي اعتاد إلقاء الأوامر ثم يجلس بهدوء و كأنه في بيته تبا له 
كان يناظر ڠضبها بنظرات متسليه فتحديها له يروقه و انتصاره الدائم عليها له مذاق لذيذ لا يعرف كنهه فتلك المرأة تثير فضوله بشكل غير مسبوق . خۏفها الذي تخفيه خلف قناع من القوة الواهيه يجعله يريد الفتك به بلحظه و باللحظه الآخري يشعر بالألم حين يري ضعفها. بيد يريد تحطيم رأسها اليابس و الذي يهوي القتال أمامه و باليد الآخري يريد أن يطيب چراحها و يبثها أمان يعلم أنها تحتاجه .
لم يكن يهتم بالنساء كثيرا و قد كان هذا يثير فضول من حوله . لم تجذبه امرأه منذ سنوات طويله و لكن تلك المرأة منذ أول لقاء لهم شعر بشئ مميز بها . فبالرغم من جرأتها و مناطحتها له إلا أنها من كلمات بسيطه تتحول إلي فتاه خجوله مراهقه . 
مزيج غريب أثار فضوله يعلم أن خلف قناع المعلمه الجادة الذي ترتديه توجد انثي مختلفه كثيرا . و بداخله رغبه كبيرة في التعرف أليها ..
أخيرا أطلت عليه بعد أن اطمأنت ان شقيقتها آمنه في غرفتها و قد اخذت كل ادويتها التي توقف بمنتصف طريقهما ليحضرها رافضا أن تقوم هي بجلبها و كأنه يريد أن يخبرها بأنه سيتابع كل شئ بنفسه بعد الآن .
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتوجه الي حيث ينتظرها فقد جاءت لحظة المواجهه التي لا تعلم لما كانت خائفه منها بهذا الشكل .
قبل أن تخرج حانت منها إلتفاته بسيطه لمظهرها فقد بدت ملامحها هادئه عاديه وجه طبيعي باللون الخمري الذي يتسم بحمرة طبيعيه علي الوجنتين و شفاه ممتلئة امتلاءا طبيعيا ذا لون وردي هادئ و نظارات طبيه تخفي غابتها الزيتونيه و التي هما أكثر شئ مميز بها و كالعادة كانت تعقص شعرها علي هيئه كعكه تهدئ من جنونه و تطيح بجماله المتمرد و لكن كان هذا الشكل هو ما تحتاج أن تظهر عليه . فهو يعطيها وقارا تستمد منه قوتها التي تحتاجها في مواجهه الحياة . 
توقفت أمامه تناظره بهدوء تجلي في نبرتها حين قالت 
تشرب ايه 
سالم بهدوء يماثل هدوئها 
و لا حاجه . خلينا ندخل في الموضوع علي طول 
ابتلعت ريقها بتوتر حاولت اخفاؤه و تقدمت لتجلس أمامه علي الأريكه ذات الألوان البيضاء المريحه للعين و من ثم رفعت انتظارها إليه و هي تقول بهدوء 
موافقه . بس الاول في كام سؤال محتاجه اعرف إجابته منك 
رفع إحدي حاجبيه مستفهما فتابعت قائله بوضوح 
عرفت موضوع حمل جنة ازاي و عرفت مكاننا ازاي ياريت كل شئ يبقي
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 115 صفحات