حتى خرجت من الباب و أخذت لها مكانا أمام طاولتي لتجلس فيه و تتسوليتبع
مع اقترابه عرفت أنه لم يكن سوى المتسولة التي كانت تقترب شيئا فشيئا حتى خرجت من الباب و أخذت لها مكانا أمام طاولتي لتجلس فيه و تتسول
كنت أنظر إليها و أفكر ما الذي كانت تفعله هل يعقل أنها كانت نائمة داخل المقپرة
حتى أقوى الرجال لا يفكرون في المبيت هنا فكيف لإمرأة أن تنام وحيدة وسط كل هذه القپور المخيفة و الأشجار المحيطة بها !
تنهدت ثم قلت و أنا أقنع نفسي لا بد من أنها مسكينة لا تمتلك مأوى أو انها فقدت عزيزا عليها وهو مدفون هنا لهذا تقوم بهذا الأمر و ما زاد تأكدي من هذا هو حجابها الأسود الذي كان متسخا بالتراب شعرت بنوع من التعارف معها فاقتربت منها و أنا عاقد العزم هذه المرة على مساعدتها و الاستفسار منها عن ما يحدث معها دنوت منها و قلت لها بنبرة هادئة هل يمكن أن أساعدك في شيء يا خالة
صمتنا قليلا ثم أكملت أقول منذ أن عرضت عليك المساعدة البارحة و أنا أفكر بك لم تعجبني هذه الحالة التي أنت عليها
لكنها خفضت رأسها ! و مثل المرة السابقة لم تنطق بحرف و بقيت صامتة !
هل يعقل أن تكون صماء و بكماء
قررت أن أقترب منها أكثر حتى أتواصل معها بلغة الإشارة وليتني لم أفعل لأنني و ما إن صرت أمامها مباشرة حتى اشتممت رائحة كريهة تخرج منها كأنها رائحة شيء عفن لم أستطع تحديده في تلك اللحظة كدت أن أتقيأ من قوة تلك الرائحة فعدت للوراء و أنا أضع يدي على انفي و عدت لطاولتي مباشرة وجلست اغسل وجهي حتى لا يغمى علي
وبعد ساعتين تقريبا عدت لطبيعتي و رأيت جنازة تتجه نحو المقپرة كانت عبارة عن شاحنة تحمل بداخلها المټوفي و بعضا من أهله و الناس من يسيرون من ورائها و ما إن دخلت الشاحنة و المعزين حتى رأيت تلك المرأة تنهض من مكانها مسرعة و تتجه داخل المقپرة وهي تمشي بسرعة كبيرة وراء تلك الچنازة !
بقيت أراقبها وهي تتخطى القپور و تقفز عليهم و كأنها ليست إمرأة بقيت هكذا أتابع تحركاتها حتى غابت عن بصري تماما بحكم أن المقپرة واسعة و كبيرة وبها أشجار هنا وهناك متفرقة بين القپور
ما بها هذه المرأة لماذا تتبع تلك الچنازة يبدو أن وراءها سرا عليا اكتشافه مرت الدقائق و إذا بها تعود إلى المكان التي كانت جالسة فيه أمام طاولتي مباشرة وعندما حل الليل و كنت استعد للذهاب إلى البيت وقفت من مكانها ودخلت إلى المقپرة مسرعة فركنت طاولتي وأنا أقول هذه المرة سأكتشف حقيقة الأمر و أعرف ما الذي تفعله هذه المچنونة لو كان هناك حارس هنا لما تركها تدخل في مثل هكذا وقت لحقت بها مسرعا حتى لا أفقدها كنت أراقبها و بالكاد أراها من بعيد وهي تمشي بين القپور في ذلك الهدوء والظلام الذي كان يعم المكان بقيت اتتبعها معتمدا على صوت خطواتها التي كانت تصدر صوت كسر الأغصان المتناثرة على الأرض ودون أن أدري وجدت نفسي أدوس على القپور التي كان بعضها مكشوفا بسبب السيول التي كانت تحدث أحيانا وهذا ما جعلني أرتعد خوفا و ما زاد خۏفي أكثر وجعل الدم يتجمد في عروقي هو أنني كنت بين الخطوة والأخرى أكسر عظام المۏتى عن غير قصد ما جعلني ارتبك و أفقد أثر المرأة
و ما زاد خۏفي أكثر وجعل الدم يتجمد في عروقي هو أنني كنت بين الخطوة والأخرى أكسرعظام المۏتى عن غير قصد ما جعلني ارتبك و أفقد أثر المرأة سبحان الله أين إختفت
من لحظة فقط كانت أمامي !
أكملت التسلل بين القپور و الأشجار بحثا عنها وأنا أسير بخطى حذرو خوفا من إصدار أي صوت قد يفضح أمري و بينما أنا كذلك فإذا بي أرى قبرا كبيرا !
كان ذلك القپر مختلف تماما عن باقي القپور الموجودة هناك كان يشبه الغرفة الكبيرة التي بداخلها قبر مثل الذين يسمونهم أضرحة الأولياء الصالحين أو قبور المسي_حيين