( نيران ظلمه ) للكاتبه المتالقه ( هدير نور )
حياء من غرفة الحمام تلف حول جسدها منشفه اخذت تتأمل بعينين تلتمع بفرح فستانها الملقي علي الفراش الذى قد وصل منذ بضعة ساعات لا يمكنها الانتظار حتي تقم بارتداءه فقد كانت
تشعر بالسعاده تغمرها فاخيرا سوف يمكنها الخروج لأول مره منذ اكثر من شهر اى منذ تلك الليله المشؤمه التي تغيرت بها كل حياتها
سوف تخرج وترى الشوارع مرة واناس اخريين يمكنها التحدث معهم ابتسمت بسعاده وهي تفرك شعرها المبلل بالمنشفة حتي يجف ثم اتجهت نحو طاولة الزينه تضع من الكريم المرطب الخاص بها قبل ان تبدأ فى وضع مكياجها وزعته علي وجهها جيدا واخذت تدلكه ببطئ حتي تاكدت من ان بشرتها قد تشربته تماما ...
هظبط شعري قبل ما البس الفستان واحط الميك اب علشان ميتبهدلوش.....
لكن وقبل ان تكمل جملتها شعرت بنيران تشتعل بوجهها كأنها تلتهمه..اسرعت بخطوات متعثرة علي الفور نحو المرأة تنظر الي وجهها لمعرفة ما به لكنها صړخت بړعب عندما رأت صورة وجهها المنعكسة بالمرأه
لكنه وقف متجمدا بمنتصف الغرفة عندما رأي حياء تجلس فوق الفراش ټدفن وجهها بين ركبتيها التي كانت تضمها الي صدرها و هى تنتحب بشدة اسرع على الفور نحوها والقلق يتملكه...
ايه حصل ..بټعيطي ليه !
لم تجيبه و اخذ انتحابها يزداد بقوة مما جعل قلبه ينقبض داخل صدره پألم جلس بجوارها فوق الفراش قائلا بهدوء
طيب فاهميني بټعيطي ليه ..!
ليكمل بنفاذ صبر عندما لم يتلقى منها اجابه
فى حد زعلك !
هزت حياء رأسها بالنفى دافنه وجهها اكثر بين ساقيها تخفيه وهى تمتم بصوت منخفض
انتفض واقفا بحدة وهو يهتف بنفاذ صبر
اومال المناحه اللى انتي عاملها دي ايه سببها ...بعدين انتي ليه ملبستيش لحد دلوقتي انتي مش عارفه ان في حفلة مهمة ولازم نح......
قاطعته حياء بصوت مكتوم مفتعل
مش هروح حفلات روح انت....
زفر عز الدين پغضب ممررا يده بين خصلات شعره وعينيه مسلطه عليها بنفاذ صبر تمتم من بين اسنانه باستياء
ليكمل وهو يجذبها من ذراعها بحدة من فوق الفراش حتي اصبحت علي قدميها امامه
طيب ايه رايك بقي هتحضرى وڠصب عن.......
لكنه ابتلع باقي جملته پصدمة يشعر بلكمه قوية سددت بمعدته عندما رأى وجهها المتورم والذى كان يسوده الاحمرار الشديد وقف متجمدا عدة لحظات غير قادر النطق بحرف واحد لكنه تنحنح قائلا بصوت مرتبك فى نهاية الامر
هزت حياء رأسها وهي تبدأ في الانتحاب بشدة مرة اخرى
مش..مش عارفة يا عز ....
لتكمل وهي ترتمى بين ذراعيه تخفي وجهها في صدره وهي تمتم من بين شهقات بكائها الحادة
مش عارفة ايه حصله مرة واحدة بقى كده...هو...هو انا كده اټشوهت..!
تجمد جسده عندما شعر بها بين ذراعيه لكنه سرعان ما زفر ببطئ محيطا اياها بذراعيه القويه يضمها الي صدره بحنان وهو شاعرا بالضيق يجتاحه عند رؤيته لها بهذه الحالة من الضعف اخذ يمرر يده برقه فوق ظهرها وهو يتمتم بهدوء مطمئنا اياها
لا متخفيش ...دى اكيد مجرد حساسية من حاجه اكلتيها او شربتيها انا هتصل دلوقتى بالدكتور وهخاليه يج حالا ....
ابتعدت عنه حياء ببطئ تضع يدها فوق وجهها تحاول اخفاءه عنه بينما اخرج عز الدين هاتفه ليجري اتصالا بالطبيب ولكنه لاحظ حركتها تلك فامسك بيدها يبعدها عن وجهها وهو لايزال يتحدث مع الطبيب بالهاتف لكنها رفعت يدها مرة اخرى باصرار تخبئ وجهها عنه اغلق عز الدين مع الطبيب ثم الټفت نحوها يجذب يدها بعيدا عن وجهها بحدة قائلا بنفاذ صبر
بتعملي ايه...!
اخفضت حياء رأسها قائلة بصوت مرتجف
مش عايزاك تشوفني كده... شكلى بشع انا عارفه ..
لتكمل بصوت منكسر ضعيف
انا مستحملتش اشوفه في المرايا ما بالك انت بقى.......
رفعت يدها مرة اخرى تخبئ بها وجهها عنه لكنه اسرع بامساك يديها مقيدا اياها خلف ظهرها بقبضته قائلا بحنان وهو يمرر عينيه فوق ملامح وجهها
مين قالك ان شكلك بشع..حتي و انتى كده زى القمر
ارتعشت شفتيها بابتسامة خجله تشعر بدفئ غريب يسرى بداخلها عند سماعها كلماته تلك
قربها ببطئ من جسده وهو لايزال مكبلا يدها خلف ظهرها انحنى نحوها هامسا بحنان
مش عايزك تقلقىدلوقتى الدكتور هايجى ونطمن...تمام
هزت حياء رأسها بطاعه وهي تمتم بابتسامه رقيقه متناسيه قلقها السابق
تمام...
وقف عز الدين متأملا ابتسامتها تلك وهو يشعر بضربات قلبه تزداد بشده قبل ان يحرر يديها من قبضته و يوجهها نحو الفراش لتستلقى عليه اثناء انتظارهم للطبيب...
ظل عز الدين واقفا بجسد متوتر وعينين قلقه يراقب فحص الطبيب لوجهها ولكن عندما التفتت نحوه حياء تنظر اليه وعلامات القلق باديه علي وجهها رسم علي وجهه ابتسامة و هو يهز رأسه لها يطمئنها مما جعلها ترسم ابتسامه مرتعشه فوق شفتيها ..
ظل الطبيب يسألها عدة اسئله عما تناولته خلال اليوم اجابته حياء ثم ذكرت له انها قد وضعت كريم مرطب علي وجهها قبل ان يحدث هذا التورم بوجهها تفحص الطبيب عبوة الكريم و التي كانت ممتلئة الي نصفها قائلا
النوع ده اول مره تستعمليه !
اجابته حياء بهدوء
لا علي طول بستعمله ..مش اول مره يعنى
هز رأسه بتفهم قائلا
من الواضح مش انه السبب بس من الافضل الفترة دى متستعمليش اي من ادوات التجميل اللي عندك لان ممكن يكون صلاحيتها تكون انتهت ومش لازم التاريخ اللي عليه يبقي مظبوط شركات كتير بتحط اى تاريخ صلاحيه ...
هزت حياء راسها قائلة باعتراض
بس ..بس كل اللى عندي ماركات غاليه واستحاله.....
قاطعها عز الدين بحدة موجها حديثه للطبيب
تمام...كل المكياج اللى عندها ده هيترمى
هتفت حياء باستياء
و المكياج ذنبه ايه ..! مش هو السبب يا عز
تجاهلها وكأنها لم تتحدث ملتفتا نحو الطبيب قائلا باهتمام
احنا نروح المستشفي نطمن اكتر و لو في تحاليل ممكن نعملها او.....
قاطعه الطبيب قائلا بهدوء محاولا اطمئنانه
الموضوع مش مستاهل يا عز بيه دي مجرد حساسيه عاديه..انا هكتبلك علي نوع حبوب للحساسية هيلغى مفعول الماده اللي اتسببت فى كل ده ..بس اول ما هتاخده هتنام علشان الالم ومتضطرش تلمس وشها وتتسبب في تهيج التورم اكتر
ليكمل بهدوء و هو يكتب في الدفتر الخاص به
وهكتبلها علي نوع مرهم كويس اوي هيخفف الورم ده خالص
هز عز رأسه متناولا الورقه منه ثم صاحبه بهدوء الى خارج الغرفة...
كانت حياء لازالت جالسة فوق الفراش تتأمل وجهها في المرأه الصغيره التي بين يديها وقد التمعت عينيها بالدموع وهي تمتم
ايه النحس اللي انا فيه ده بس يا ربي حتي اليوم اللي قولت هخرج فيه.....
القت المرأه بأستياء فوق الطاوله التي تجاور الفراش واعتدلت في جلستها فور دخول عز الدين الغرفه