( نيران ظلمه ) للكاتبه المتالقه ( هدير نور )
متصنعه النوم علي الفور ...اقترب منها ببطئ يراقب جفنيها المغلقين بشدة و هو يعلم بانها تتصنع النوم لا تريده ان يراها وهي تتألم مما جعل الذنب يشتعل بداخله اكثر واكثر ....
ابتعد عنها متوجها نحو غرفة الحمام الملحقة بالجناح الخاص بهم و هو يزفر بضيق ممررا يده بشعره مبعثرا اياه پغضب...
فطوال فترة استحمامه حاول تجاهل وطرد صورتها وهي تبكي متألمه من ذاكرته لكنه لم يستطع
خرج من حجرة الاستحمام يحيط خصره بمنشفة كبيرة عائدا الي الغرفة مرة اخري ليكمل ارتداء ملابسه والذهاب الي عمله لكنه وقف عدة لحظات متأملا اياها فقد كانت لازالت علي تلك الحالة التي تركها عليها مستلقية تتصنع النوم لكن كانت علامات الألم باديه بشدة فوق ملامح وجهها اقترب منها محاولا لمسها لكنه قبض علي يده بشدة مانعا نفسه من ذلك فما يمكنه قوله او فعله لها لكي يخفف عنها ذاك الالم زفر بحنق وهو يبتعد عنها متمتا ببعض الكلمات الغاضبة...
حاولت النهوض ببطئ وبعد عدة محاولات فاشلة نجحت في نهايه الامر ان تنهض بجسد متصلب وهي تحاول بقدر الامكان عدم تحريك عنقها حتي لا يضربها الالم من جديد ..اتجهت نحو الهاتف المتواجد بالغرفة و الذي يصل غرف القصر ببعضها البعض فقط حتي تتصل بغرفة نهي لكي تطلب منها الحضور اليها ومساعدتها..
سمعت حياء طرقات فوق باب الغرفة صاحت وهي مستلقية فوق الفراش غير قادرة علي التحرك تأذن للطارق بالدخول لكنها انتفضت جالسة ماتنسيه الم عنقها فور رؤيتها لأمرأتين غريبتين تدخلان الي الغرفة مما جعلها تطلق صړخة مټألمة اثر محاولتها تلك..
لتستكين مرة اخري ببطئ فوق فوق الفراش حتي لا تسبب لنفسها الالم مرة اخري وهي تسب وټلعن غبائها
انتوا مين !..
اجابتها احدي الأمرأتين وقد ارتسم علي وجهها ابتسامه رقيقة
انا الدكتورة علياء المحمدي متخصصة العلاج الطبيعي...
ثم تقدمت نحوها المرأة الاخرى قائله بهدوء
وانا سالمين خاطر من اكبر المتخصصين المساج في مصر وصاحبه اكبر نادي صحى
اهلا بيكوا...بس ممكن اعرف بتعملوا ايه هنا في اوضتى..!
اجابتها سالمين بهدوء
هو حضرتك مش رقبتك تعبانة برضو...!
تمتمت حياء بخفوت والحيرة لازالت تسيطر عليها
ايوه.....
ابتسمت سالمين لها قائلة
تمام و احنا جايين نعالجها لحضرتك
همست حياء قائلة باعين متسعة
لكن قطعت جملتها من قبل نهي التي دخلت الغرفه وهي تهتف بصخب
والله اتأخرت عليكي ڠصب عني انتي عارفه سالم غتت ولازقه ازاااااا......
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور رؤيتها للأمرأتين المتواجدتين بالغرفة وقفت تنظر اليهم باعين متسعة كالبلهاء
صاحت حياء باستنكار وهي تشير نحوهم
نهي ...هو انتي اتهبلتي اقولك رقبتي ۏجعاني تروحي تجيبلي دكتوره علاج طبيعي و متخصصة مساج
تقدمت نهي بداخل الغرفة بخطوات بطيئة وهي لازالت تنظر اليهم بفم فاغر مندهش
دكتورة ايه....و متخصصة مساج ايه....انا مطلبتش حد
اخذت حياء ترفرف عينيها. عده لحظات تحاول استيعاب الامر قبل ان تلتفت نحو سالمين وعلياء تمرر عينيها بحيره بينهما و هي تهمس بصوت منخفض مرتبك
مطلبتيش بحد ...اومال مين....
قاطعتها علياء تجيبها على الفور
حضرتك ..عز الدين بيه المسيرى هو اللي كلمنا وامرنا نيجي لحضرتك هنا..وادي تعليمات للخدم انهم يطلعونا علي اوضة حضرتك علي طول
الټفت حياء تنظر الي نهي بأعين متسعة تشعر بالصدمة تسيطر عليها اخذت تحاول استيعاب الامر وهي تحاول معرفة كيف علم بأمر عنقها فقد كان نائما عندما حاولت النهوض وضربها الالم و عندما استيقظ تصنعت هي النوم حتي لا يراها ويعلم... افاقت من افكارها تلك علي صوت علياء الهادئ
ممكن حضرتك توصفلنا اللي حاسه بيه بالظبط...!
اخذت حياء توصف لها ما تشعر به في كلا من عنقها و ظهرها و طمئنتها الطبيبة بان كل هذا ليس الا مجرد تشنجات قد تعرضت لها اثر الضغط الخاطئ على عنقها وسوف يتم علاجه علي الفور ببعض التدليك الخاص...
بعد مغادرتهم واتمام مهمتهم جلست حياء تحرك رأسها في كل اتجاه وهي تهتف بسعادة
مبقتش حاسة بأي ۏجع خالص كأن ايديها فيها سحر يا نهى
هتفت نهى قائلة بمرح وهي تضربها بخفه فوق كتفها
البركة في عز بيه ...
لتكمل وهي تغمز عينيها بخبث
وانتي بقي ياتري رقبتك الحلوة دي اتلوت من ايه ....
صاحت حياء پغضب فور تذكرها سبب الم عنقها
البيه ...مرضاش يخليني انام جنبه علي السرير و أصر إنى.....
اصدرت نهي صړخة صاډمة وهي تهتف پحده
نهاااار اسود.. يعني ايه مرضاش يخاليكى تنامى جنبه علي السرير !
لتكمل وهي تتفحصها باعين حاده. عاصفه
ليه هو مفيش حاجة حصلت بينكوا !
تمتمت حياء بتململ وقد اشټعل وجهها بالخجل
حح..حاجة ايه...اللى هتحصل بنا ! انتي اټجننتي يا نهى
هتفت بها نهي باستياء
انا اللى اټجننت برضو ..ده جوزك يا بنتي انتي هبله
اجابتها حياء بعبوس وهي تمرر يدها بين خصلات شعرها بارتباك
جوزي..! نهى هو انتي ليه محسسانى كأنك مش عارفة احنا اتجوزنا ليه..ولا هو بيفكر فيا ازاى
تمتمت نهي بحزن
عندك حق.......
لتكمل وهي تربت علي ذراعها بحنان
بكره كل حاجة هتتصلح وهيعرف الحقيقه كلها
لتكمل بمرح وهي تغمز لها بعينيها
بعدين هو اللي خسران..بكره يندم
انطلقت حياء تضحك بمرح قائلة
بخربيت جنانك ..مش عارفه ازاي بتخليني اضحك في وسط كل القرف اللي انا فيه ده ..ربنا يخاليكي ليا يا نهي بجد
اقتربت منها ټحتضنها بقوة قائلة بحنان
ويخاليكي ليا...انتي عارفه انتي مش مجرد صاحبة عمري و بس انتي اختي....
شددت حياء من ذراعيها حولها كاجابه علي كلماتها تلك لكنها ابتعدت عنها ببطئ عند سماعها طرقات فوق باب الغرفة هتفت نهي تسمح للطارق بالدخول دخلت انصاف التي تعمل بالمنزل وهي تمتمت بهدوء
الاستاذ ياسين عايز حضرتك يا حياء هانم
عقدت حياء حاجبيها باقتضاب قائله باستفهام
ياسين مين...!
اجابتها نهي علي الفور
ياسين المساعد الخاص لعز تقدرى تقولي عليه كده دراعه اليمين
هزت حياء راسها قائله بحيره
طيب وعايزني في ايه مش فاهمه
لتكمل وهي تلتفت نحو انصاف
هو تحت يا انصاف !
هزت انصاف رأسها بالنفي قائله
لا واقف علي الباب برا يا هانم
نهضت حياء علي الفور تتجه نحو باب الغرفة تفتحه لتجد رجلا في منتصف العمر يقف بعيدا عن الباب بعدة خطوات وهو منخفض الرأس تنحنح قائلا بهدوء
ازيك يا حياء هانم ... انا ياسين الدسوقى المساعد الخاص لعز باشا
وقفت حياء ترمقه بنظرات متفحصة تفكر بما يفعله مساعد عز امام غرفتها تنحنحت قائلة بصوت منخفض
اهلا يا استاذ ياسين ..خير في حاجة !
اجابها ياسين بهدوء وهو لايزال مخفض الرأس
الباشا باعتني...علشان اغير كام حاجه كده في عفش الجناح بتاع حضرتكوا..فكنت بستأذن حضرتك انك لو تنزلي تستريحي تحت لحد ما العمال تطلع الحاجة وتظبطها
شعرت حياء بالڠضب يشتعل بداخلها فكيف له ان يقوم بتغيير أثاث الجناح الخاص بهم دون ان يعلمها بذلك هتفت حياء بحدة وقد اشتعلت عينيها پغضب
حاجات ايه اللي هتتغير...انا مش عايزه اغير حاجة بعدين