الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية حدّة أمّ سبعة عروش

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

المقابل فأنا شديد الفخر بمحمد وإبراهيم الذان رفعا رأسي بين السلاطين ولذلك قررت التنازل عن العرش لمحمد وحدة أما إبراهيم سيعيش مع جميلة وستكون المملكة الذهبية من حلفائنا !!! وقفت حدة وقبلت يد السلطان وقالت لم أفكر في الزواج ونذرت حياتي لخدمة قومي حتى رأيت الأمير محمد وأعلمك يا مولاي أنه في اللحظة التي أتزوج فيها سيأثر في الزمن مثلكم بعد أن عشت طويلا ورأيت سبعة عروش تمر أمامي .
ولقد حان الوقت لأحيا حياة قصيرة مليئة بالحب والسلام بين الممالك ولذلك سأسعى مع الأمير محمد ليكون حكمه عهد رخاء للمملكة هذا ما أحلم به وصداقتكم هي شرف لنا ثم فتحت صناديق الذهب وقالت سأتصدق على الفقراء وأرمم المساجد وأنشأ الزوايا ودور العلم وأنتم تستحقون كل خير !!! فصفق لها جميع الحضور وقد بهرهم جمالها وحلاوة منطقها ثم إقتاد الحرس مختار ومن في صفه من إخوته ورموا بهم في قبو مظلم لا يدخله النور ورغم استعطافهم للسلطان فإنه لم يرحمهم وقال لهم البذرة الفاسدة لا تثمر إلا غصنا فاسدا والمروءة هي طبع فينا ولا نتعلمها والآن سيحل عليكم ڠضبي ولن تروا النور ما دمت حيا واحمدوا الله أني لم آمر بضړب أعناقكم والآن أغربوا عن وجهي !!!
أقام السلطان لولديه عرسا عظيما وتزوج محمد حدة وإبراهيم أختها جميلة وذبحت الدبائح ونصبت الموائد وامتلأت تلمسان بالضيوف وبدأ السلطان يفتخر بأبنائه كما هي عادته وأن لا أحد يمكنه أن يفعل مثلهم ويعبر الصحاري ويركب البحار وجاءه الشيخ ذو العمامة الصفراء وقال له صحيح لقد نجحت في القدوم بحدة لكنك خسړت خمسة من أبنائك وهم الآن في القبو وإبراهيم سيذهب للعيش مع إمرأته في المملكة الذهبية ولن تراه إلا بعد شهور وحدة ستصبح فتاة عادية وستنتهي أسطورتها والسلاطين لن يتركوها تعيش بسلام وسيحاولون القبض عليها لمعرفة مكان الذهب لقد أصررت على رأيك وستدفع الثمن .
فكر السلطان قليلا وقد أصابه الغم من قول الشيخ ثم قال له حدة ستعيش زمنها الأخير وسينتشر الخيروالحب وسيتنافس السلاطين في الاهتمام بمدنهم بدل الحړب لا بد من شخص يفتح لنا هذا الطريق وسيكون حدة أما عن أبنائي الذين سجنتهم فليس لهم مكان في هذا الزمن . وصح ما توقعه السلطان فقد إزدهرت تلمسان وانهمك أهلها في عمل الخير حتى لم يبق فقير واحد وأصبحت الصحراء خضراء من كثرة النخيل الذي زرعوه ولم يرض بقية السلاطين أن تغلبهم حدة ففعلوا مثلها وكان ذلك الزمن عصر رخاء لجميع الممالك لكن حدة لم يرزقها الله بأبناء وكان زمانها الأخير فلما ماټت رجع السلاطين كما كانوا من التنازع فيما بينهم ولم يعد أحد يزرع وقل فعل الخيرأما المملكة الذهبية فنسي الناس مكانها بعد مۏت الشيخ نور الدين ولم يعرفوا ما جرى لإبراهيم وجميلة لكن تلك المدينة بقيت في الذاكرة وأصبح إسمها مدينة النحاس ويقال أنها في المغرب أو في الأندلس لكن لا أحد يعرف فلقد إنتهى ذلك الزمن ومعه كل أسراره لكننا مازلنا نتذكر حدة ومدينتها الذهبية ونعرف أنها كانت تحب الخيرلكن راحت ولم يبق شيئ ربما بعض حنين إلى الزمن الجميل ...تمت

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات