حكاية حدّة أمّ سبعة عروش
أنها رائعة الجمال !!!
أجاب إبراهيم حتى ولو كان ذلك صحيحا فكيف سنرفع عنها السحر إسمع لا أريد أن أبني أحلاما زائفة والآن هيا نسرع فلقد مللت أكل التمر والتين المجفف وأشتهي كسكسي باللحم وصحفة حليب رائب أجابه محمد ليتنا نربح مالا بسرعة ونذهب إلى دكان طباخ فأنا أيضا لم آكل طعاما ساخنا منذ وقت طويل. بعد يومين بلغا الساحل ومن قمة أحد الهضاب شاهدا أمواج البحر وطيور النورس وهي تطير في الهواء وتطلق صيحاتها الحادة وأمامهما إمتدت مدينة واسعة فنزلا ودخلا السوق وشما رائحة الطعام من دكاكين الطباخين والشوائين وباعة الحلوى فجلس إبراهيم ومحمد على حصيرة قديمة ووضعا أمامهما البلبل الذي زقزق بسعادة وهو يرى أكوام الثمار المنصوبة عند التجار والتي تعجب العيون وتحرك شهوة البطون ثم بدأ في الغناء بصوت يفيض عذوبة
وطرت ولم أهتم بحر الرمال
وعبرت مفازات
تهابها النوق والجمال
آه .. كم حلمت بعنب وتفاح
وماء رقراق زلال
أعطوني رزقا حلال
فنفسي كريمة تأبى السؤال
وأنا أصعد للسطح
أنشد شعرا أو أغني لكم موال
لما سمع التجار والناس هذا الغناء صاروا يجيئون ويحملون الثمار والطعام لإبراهيم ومحمد ومنحهم بعض الشيوخ مالا فأكل الأخوان حتى شبعا ونقر الطائر العنب وأصناف الثمار ثم إستلقى وقد إمتلأت معدته .مضت أيام على الأخوين وهما على هذه الحالة في الصباح ينزلان إلى السوقويغني الطائرثم يجمعان ما أعطاه لهما أهل السوق وفي الليل يبيتان في مغارة صغيرة أسفل الجبل .أحد الأيام قال محمد مازل ينقصنا الكثير من المال والله لا أفهم كيف سنشتري السفينة رد عليه إبراهيم لا تتعجل رزقك يا أخي !!! السلطان إسماعيل هو من سيساعدنا ولما يسمع بخبر الطائر سيطلب شراءه ونحن من يحدد الثمن !!!
أجاب إبراهيم أبونا أوصاني عليك وهو ينتظر أن ننحج ليفتخر بنا ولم يتم كلامه حتى أتى الحرس وطلبوا منهما مرافقتهم لقصر السلطان إسماعيل فهو في إنتظارهما ..
صحن التوت الأسود....
لما وصلا قال السلطان أنتما مدعوان هذه الليلة لمائدتي فإذهبا إلى الحمام وهناك ثياب جديدة لكما وعطرفي المساء حلق الأخوان شعريهما الذان طالا فوق أكتافهما وتعطرا ورجعت لهما هيبة الأمراء ولما رآهم إسماعيل فرح وقال مرحبا بضيوفي !!! ثم صفق فجاء الخدم بأصناف الأطعمة والأسماك المشوية ثم قال سنأكل ونسمع غناء ذلك الطائر الذي تتحدث عنه كل المدينة وقف البلبل على الطاولة والكل مندهش لشدة حسنه بدأت الجواري بضړب العود والربابة ونقرن الدف وغنى الطائر
على الأرض ملك الزمان
وفي البحر الربان
إذا تناديتم للحرب أسد في الوغى
يسقى العدو الردى
ثابت حين يغير الفرسان
عرشه كالجبال الرواسي
التاج على رأسه وفي يده الصولجان
طرب السلطان إسماعيل للغناء طربا عظيما وقال على الأقل في هذا المجلس من يعرف مقامي تجول الطائرعلى الطاولة حتى وجد صحنا مليئا بالتوت البري فصعد فوقه وأكل حتى شبع إلتفت السلطان لإبراهيم وقال يبدو أن طائرك يحب التوت وله ذوق ليس فقط في الغناء بل أيضا في الطعام إسمع أريد أن أشتريه فكم تطلب ثمنا له أجاب إبراهيم أعرف أن كرم مولاي ليس له حد لذلك سأطلب منه سفينة يضع لي فيها شيئا من هدايا وتحف بلادهأجاب السلطان ويحك !!! هل تريد أن تخدعني عصفور مقابل سفينة قال إبراهيم إذن لن أبيعه وواصل القوم طعامهم وفجأة طار البلبل ودار في الهواء ثم وقع على الأرض وراء إبراهيم وبدأ ريشه يزول بعد دقائق رأى الفتى أن المدعوين ينظرون بدهشة شديدة خلفه وقد توقفوا عن الأكل صاح السلطان ماذا حصل ألم يعجبكم الطعام قالوا له أنظر خلفك يا مولاي !!!
خرج إبراهيم وهو ينتحب وقال له محمد علينا بالوصول إلى حدة حتى ولو ركبنا جذع شجرة