الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية حدّة أمّ سبعة عروش

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يحكى أنه عاش في أحد البلدان البعيدة سلطان عظيم وما العظيم إلا الله وكان لهذا الرجل سبعة أولاد ذكور وجميعهم من الفرسان وكلما إجتمع بغيره من السلاطينكان يفتخر عليهم بشجاعة أولاده وكم من بلاد فتحوها وأسود إصطادوها . 
وما يملكون من مال وجواري .أحد الأيام صنع وليمة واستدعى إليها أعيان المملكة وكعادته لم يمنع نفسه من الحديث عن أولاده أمام المدعوين وكان شيخ عليه عمامة صفراء يسمع ثم قال للسلطان يحق لك أن تفتخر بأبنائك لكن فقط إذا وصل أحدهم إلى بلاد حدة أم سبعة عروش وتزوج منها أما ما ذكرته من مآثر فكثير من العامة يمكنها القيام بها إن أعطيتهم الفرصة !!! ڠضب السلطان من كلام الشيخ وقال له ويحك هل تريد إفساد حفلتي حدة خرافة لا وجود لها أجاب شيخ آخر قد طالت لحيته بل هي حقيقة يا مولاي !!!ولكن لبعد بلادها وشدة جمالها فالناس لا تصدق وجودها ولقد حكى عن تلك البلاد تجار تائهون في الصحراء وشاهدوا بعيونهم أسوارها ولما إقتربوا خرج لهم رجل بالماء والتمر وأرشدهم للطريق وقال لهم هذا هدية من الملكة .

أعجبت الحكاية السلطان وسأل الشيخ أن يخبره عن حدة ولماذا أسموها أم سبعة عروش فقال إعلم يا مولاي أن حدة بنت منحها الله حسنا لا يوجد على الأرض تخجل منه الشمس ونجوم السماء وهي لا تكبر أبدا وشبابها دائم مهما طال الزمان ومضت الدهور وفي بلادها رأت سبعة عروش تمر أمام عينيها وهي باقية على حالها ولهذا السبب جعلها الناس ملكتهم وكانت تلك الفتاة حاذقة فحفرت الآبار وزرعت الأراضي القاحلة فاختفت الصحاري وأصبحت البلاد جنة خضراء لا يعرف أهلها الجوع والعطش ولا المړض وبنت حدة حول مملكتها سورا عظيما فيه الأبراج العالية ولا أحد يقدر على الدخول أو الخروج فهي تخاف من كل الأغراب الذين لم يحملوا في الماضي سوى الخړاب وتريد المحافظة على ما علمته لشعبها من الحكمة والفضل .
وقد حاول الكثير من الغزاة الوصول إلى تلك البلاد لكثرة الذهب والفضة فيها لكنهم هلكوا في الفيافي التي تهب فيها العواصف فتعمي العيون وتملأ الحناجر بالرمال. لكن هناك طريق واحد يعرفه بعض البدو وهم لا يفصحون عنه ولو قټلتهم لأن الأميرة تعطيهم ما يستحقونه وهم لذلك يحبونها ولا يخونونها أبدا. كان السلطان يسمع وقد فتح فمه من الدهشة وقال إذا سأرسل أولادي ليأتوا بها لتعلم أنه لا شيئ يصعب عليهم ولو طلبت كنز سليمان لوضعوه تحت أقدامي !!! ثم نادى أولاده وقال لهم لقد تحداني ذلك الشيخ ذو العمامة الصفراء وشكك في قدرتكم على الوصول إلى مملكة حدة والزواج منها فمن يقدر على ذلك أتنازل له على عرشي وأفتح له خزائني وقف الأولاد السبعة وقال أكبرهم سنأتي بها إلى هنا وكل من تحدانا سيلقى العقاپ .
وفي الصباح أسرج الإخوة خيولهم لكن السلطان قال للصغير إبق معي فالرحلة صعبة وأنا أخاف عليك على الأقل لو فقدت الستة الآخرين تبقى أنت !!! فقال له سمعا وطاعة يا أبي الأمر ما تقوله إنطلق الإخوة بعدما حملوا معهم كثيرا من الزاد والماء وكل قليل ينزلون للأكل والشرب فقال الأوسط يجب أن نحزم أمرنا فنحن وعدنا أبانا وسننفذ ذلك !!! واصلوا الرحلة فوصلوا إلى وادي القطران فقال لهم أخوهم الأوسط هيا نملأ منه فأجابه إخوته وما حاجتنا إليه ثم ساروا قليلا فصادفوا وادي النحاس قال لهم أخوهم نملأ منه لكنهم ردوا عليه و ماذا سنفعل به تابعوا السير فرأوا وادي الړصاص وامتنع الإخوة عن حمل شيئ منه بعد أيام كان أمامهم وادي الحديد فقال أخوهم لا بد أن نأخذ منه فهو ليس كافيا عندنا لكن الإخوة رفضوا وقالوا لماذا تريدنا أن نثقل خيولنا فنحن أمراء و هذا ليس عملنا !!! وأخيرا رأوا أمامهم بريقا أصفر يأخذ الأبصار فلما إتجهوا إليه وجدوه واديا كبيرا مليئا بالذهب فقال الإخوة سنحمل لأبينا من هذا الذهب ولما يرى كل هذا الخير سينسى موضوع حدة ...
لما وصل الأولاد الستة فتحوا لأبيهم صناديق الذهب وكانوا ينتظرون منه أن يفرح ويشكرهم لكنه ڠضب منهم ڠضبا شديد وقال هل هذا ما إتفقنا عليه أيها الحمقى هيا أغربوا عن وجهي ثم نظر إلى إبنه الأوسط وإسمه إبراهيم وقال له أما أنت فقد بلغني أنك نصحت إخوتك لذلك إستعد فإنك سترافق أخاك الصغير محمد في الرحلة إلى الصحراء ولن تعودان إلا بحدة وأنا أعرف كيف أكافئك !!! فقبل يد أبيه وأجاب كل ما أرجوه رضاك عني !!! وسنذهب إلى آخر الدنيا من أجل أن يظل رأسك مرفوعا بين السلاطين وتفتخر بأبنائك مثلما تعودت أن تفعل .وبعد يومين إنطلقا بعدما أخذا معهما حمارا وضعا عليه الزاد والماء وصندوقا من المجوهرات ولما وصلا إلى الأودية السبعة ملآ جرابا بما كان فيها

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات