قصة سر الفتاة
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
بحث في كل مكان عن من فقد الفتاة فلم أجد أحد لا في مركز شرطة ولا عند الجيران ولا حتى في أحياء الاخرى و في صلاة جمعة اخبرت إمام بالامر وخطب في ناس بأن من لديه فتاة فقدت فلم يجب أحد شيء محير بصراحة
راحت خديجة تنظر نحو الفتاة من باب المطبخ وهي مذهولة لما سمعت كلام زوجها ثم إلتفت نحو زوجها وقالت
فهم رياض ما تقصد زوجته وسألها محاولا تظاهر بعدم فهم
ان تكون ماذا
إحمر وجه خديجة من خجل وقالت ان تكون لا قدر الله فتاة لقيطة وكان يجب ان تسال عنها في مركز رعاية طفولة المسعفة
إرتبك رياض لما سمع هذه الجملة فقال على فور لالا لا أعتقد ذلك لو كانت كما تظنين لذهبوا وبلغوا الشرطة عنها انا واثق انه ستم العثور على أهلها فقد تركت عند مركز شرطة عنوان منزلي ومواصفات الفتاة الا ما يتم إيجاد اهلها في قريب العاجل وهي عندنا أمانة ويجب ان نحافظ عليها
توجه رياض نحو الفتاة وجلس بالقرب منها ثم وضع يديه على كتفها في حنان وقال اخبريني يا صغيرتي ماهو أسمك وماهو إسم ابيك او أمك هل تعرفين أسماء اي أحد منهم
ظلت الفتاة موجهة أبصارها نحو التلفاز ولا ترد على سؤال رياض لحسن التطواني لدرجة أعتقد انها الفتاة صماء لا تتكلم فيأس من سؤالها وانزل بيده على كتفها فشعرت الفتاة بذلك فألتفت اليه وقالت إسمي نجوى
ثم اعاد رياض يسألها مرة أخرى قائلا هل تعرفين إسم أبيك او أمك
لم ترد عليه نجوى وظلت تنظر الى وجهه في صمت فعاد الى ذهنه كلام زوجته بانها فتاة لقيطة فتغيرت ملامح السرور من وجهه وأحس بإنقباض في صدره فقال محاولا تغيير الموضوع هل الغذاء جاهز احضريه إلينا فقد جاع الاولاد
تناولت الاسرة غذاءها في صمت وهي تشاهد الفتاة التي كانت تأكل بشراهة مبالغة كان رياض يشير بأصبعه وعيناه الى أولاده بعدم تكلم او تعليق هذا المنظر حتى لا يحرجوا الفتاة وكان يواصل تأملها هو وأسرته في صمت .
بنفس الوضعية ولم تغيرها وكانت على هذا الحال طول فترة مسلس
في تلك الاثناء سمع صوت المؤذن ينادي لصلاة العصر وهو يقول الله أكبر وما إن سمعت نجوى هذا الصوت الآذان حتى وضعت يديها على أذنيها وصړخت بصوت عالي وهي تحاول ان تصم أذانها عن سماع هذا الصوت وكأن بوق المؤذن كان قريب منها وكأن صوت صړاخها حاد جدا لدرجة انه قد ارعب الاسرة ثم نهضت واندفعت راكضة نحو الحمام واغلقت على نفسها باب
فتح باب الحمام ووجدها ټدفن رأسها في إحدى زوايا فتقدم نحوها وكان جسدها صغير كله يرتجف وعندما وضع يديه على كتفها أحس بحرارة عالية تسري في جسمها
فخاطبها قائلا نجوى مابك ياصغيرتي لماذا صړختي هكذا وهربتي الى حمام ما الذي أصابك .
بقيت نجوى صامته وهي ټدفن رأسها بين مرافقها الى حين أكمل الاذان فنهضت ووجها يتعرق ويتصبب
راح الجميع ينظرون اليها وهم مستغربين مما يشاهدون ولم يكن أحد يعلم حقيقة الامر